قام عالم النفس الأمريكي هنري إتش غودارد بنقل مقياس ستانفورد بينيه إلى أمريكا، وجاهد على إثبات النظرية الوراثية في الذكاء، وطالب بعزل الأفراد الأقل ذكاء وضعاف العقول وعزلهم عن المجتمع هذا في الداخل، أما على الجبهة الخارجية فقد حارب في منع وصول هؤلاء الناس إلى الولايات المتحدة. وفي سبيل تحقيق ذلك دعا غودارد إلى تطبيق مقياس بينيه على المهاجرين الجدد للتعرف على ضعاف العقول ومنعهم من دخول الأراضي الأمريكية. وفي سبيل تحقيق ذلك حصل غودارد على تمويل لزيارة جزيرة اليس Ellis Island، وهي جزيرة أمريكية على حدود نيويورك، حيث كان المهاجرون الجدد إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين يحجزون لفحصهم طيبا، وفي هذه الجزيرة اعتمد غودارد على سيدتين من مساعديه لاختيار الأشخاص الذين تتوسم فيهم سمات الضعف العقلي، ثم اختبار هؤلاء الأفراد باستخدام مقياس بينيه. وفي ضوء هذا المنهج العلمي الصارم الذي لم يضع في الاعتبار متاعب رحلة عبر المحيط مر بها هؤلاء الناس، وأن معظمهم فقراء لم يتلقوا قسطاً من التعليم بل إن كثيراً منهم لم يمسكوا قلما من قبل، وكلهم لا يتكلم الإنجليزية - في ضوء هذا المنهج تقوم السيدتان باقتناص الضحية وإجلاسها في ظروف أبعد ما تكون عن الظروف الملائمة ثم تطبقان عليها اختبارا من خلال مترجم يطلب فيه منها إعادة رسم من الذاكرة أو ذكر ستين كلمة في دقيقة (1). وكانت نتائج البحث منسقة مع هذه الظروف فقد وجد غودارد أن نسبة الضعف العقلي في المهاجرين الجدد بلغت 83 في المائة من اليهود و80 من المجربين و79 من الإيطاليين و87 من الروس(«). لقد كانت النتائج غريبة، إذ لا يعقل - كما يعلق غولد - أن يكون أربعة أخماس شعب بعينه من ضعاف العقول ولكن غودارد أرجع ذلك إلى تدهور المستوى العقلي للمهاجرين الجدد آنذاك، وأوصى بضرورة تشديد إجراءات الهجرة للمهاجرين من الدول التي يأتي منها مهاجرون ذوو قدرات عقلية منخفضة. وقد أثمر عمل ارتفاع ترحيل المهاجرين بسبب الضعف العقلي بنسبة 350 في المائة العام 1913 و570 في المائة العام 1914م.
مشاركة :