أكد مختصون بيئيون أن القيادة الرشيدة تولي البيئة اهتمامًا متناميًا ومتعاظمًا، لذلك وضعت البيئة في قلب رؤية السعودية الطموحة 2030، وجعلتها مستهدفًا رئيسيًا من مستهدفاتها، ومرتكزًا أساسيًا من مرتكزاتها. وأوضحوا في حديثهم لـ"اليوم " بمناسبة اليوم العالمي للبيئة تحت شعار "الحد من التلوث البلاستيكي"، أن التوعية والعمل المشترك في هذا اليوم يمثلان فرصة قيمة لتذكير الناس بضرورة حماية البيئة، والعمل على تحقيق التنمية المستدامة. قال الأستاذ المشارك في الهندسة البيئية والملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة د. فيصل بن عبد الرحمن أسره: "القيادة الرشيدة -أيدها الله- تولي البيئة اهتمامًا متناميًا ومتعاظمًا، وما أدل من ذلك من أن وضعتها في قلب رؤية السعودية الطموحة 2030، وجعلتها مستهدفًا رئيسيًا من مستهدفاتها، ومرتكزًا أساسيًا من مرتكزاتها، ونصت على الحفاظ على بيئتنا ومقدراتنا الطبيعية. وأضاف أن الرؤية أكدت سعي المملكة إلى تحقيق استدامة بيئية متقدمة في السلامة البيئية، من أجل تحقيق جودة الحياة وإنشاء مجتمع حيوي، ينعم أفراده بنمط حياة صحي، وأشارت إلى العمل على الحد من التلوث بمختلف أنواعه، برفع كفاءة إدارة المخلفات، والتأسيس لمشروع متكامل لإعادة تدوير النفايات، والعمل على حماية الشواطئ والمحميات والجزر وتهيئتها. وتابع: لذا، تحرص كل الجهات المختصة والمعنية في الوطن كل الحرص على حشد جميع طاقاتها وكوادرها البشرية، وتسخير كل إمكاناتها المالية والفنية والتقنية، للإسهام في تحقيق هذه المستهدفات، ولتعزيز أدوارها الرائدة في هذا المجال، ولترسيخ أعمالها، وتأكيد مسؤولياتها ومهماتها المنوطة بها، للعناية بالبيئة بصفة عامة، ولمواكبة فعاليات حملة اليوم العالمي للبيئة لهذا العام، التي خُصصت لتسليط الضوء على إيجاد حلول لمشكلة التلوث بالمواد البلاستيكية، ولرفع الوعي بخطر المخلفات البلاستيكية، وبالتالي لتنسجم هذه المشاركات الفعالة في هذه الحملة، مع استراتيجيات هذه الجهات، الرامية إلى تعزيز الاستدامة البيئية، لأن التلوث بالمواد البلاستيكية، يشكل تهديدات خطيرة على صحة الإنسان وكوكب الأرض، ويسهم في خلق أزمات الكوكب الثلاثية، المتمثلة في "تغير المناخ"، و"فقدان التنوع الأحيائي"، و"التلوث والنفايات". أضاف أسره: من منطلق أن هذا اليوم العالمي يُعد أحد أكبر المنصات العالمية للتوعية البيئية، ومن منطلق أن الوعي البيئي لأفراد المجتمع يُشكل أساسًا قويًا لحماية البيئة وتنميتها، والحد من التلوث البلاستيكي، إذ يسهم الأفراد في الحد من هذا التلوث، عبر التخلص من النفايات بطريقة صديقة للبيئة، وعدم إبقائها في المناطق الطبيعية، في الوقت الذي يؤكد فيه اختيار برنامج الأمم المتحدة للبيئة موضوع "الحد من التلوث البلاستيكي"، كموضوع ومحور رئيسي لليوم العالمي للبيئة هذا العام، خطر هذه الظاهرة وتداعياتها وانعكاساتها السلبية على كوب الأرض، وتشير بعض الدراسات والأبحاث العلمية إلى وجود ارتباط وثيق بين النفايات البلاستيكية والعديد من الأمراض الصحية. قال د. عبد الحليم لبان مدير عام مركز التميز لأبحاث التغير المناخي، رئيس قسم الأرصاد، ورئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية لعلوم الارصاد الجوية بجامعة الملك عبد العزيز: التوعية والعمل المشترك في هذا اليوم يمثلان فرصة قيمة لتذكير الناس بضرورة حماية البيئة والعمل على تحقيق التنمية المستدامة، والمملكة العربية السعودية أظهرت التزامًا قويًا في هذا الجانب، واتخذت عددًا من الإجراءات المهمة لتعزيز الحفاظ على البيئة. وأضاف: رؤية المملكة 2030 تهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي وتنويعه والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وهذا يسهم في تقليل انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء، وجرى اتخاذ إجراءات لحماية الحياة البحرية والمحافظة على البيئة البحرية من خلال إنشاء محميات بحرية، وتنظيم صيد الأسماك بطرق مستدامة. وتابع: جرى أيضًا تعزيز الحفاظ على الموارد المائية والتوعية بأهمية ترشيد استهلاك المياه وإعادة استخدامها، ويجب أن ندرك جميعًا أن تغيير عاداتنا وسلوكنا اليومية له تأثير كبير على البيئة، من خلال اتخاذ خطوات بسيطة، مثل تقليل استهلاك المياه والكهرباء، وفرز النفايات وإعادة التدوير، واستخدام وسائل النقل العامة أو وسائل النقل الصديقة للبيئة، والاستثمارات في التكنولوجيا البيئية والمشاريع البيئية المستدامة أيضًا إضافة قوية في هذا الجانب. واستطرد: على سبيل المثال، يمكن للشركات والحكومات دعم وتشجيع الابتكارات التكنولوجية التي تعمل على تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل التلوث، وتأكيد أن الحفاظ على البيئة مسؤولية جماعية، ويتطلب تعاون الحكومات والشركات والأفراد، ويجب أن نعمل سويًا لتعزيز الوعي وتبني التدابير المستدامة والحفاظ على جمال ونقاء بيئتنا للأجيال القادمة. قال أستاذ الكيمياء البيئية المساعد في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل د. سعد بن محمد دهلوي: يوم البيئة العالمي فرصة لتذكير الناس بأهمية الحفاظ على البيئة، وتحفيزهم على اتخاذ إجراءات صديقة للبيئة للإسهام في حمايتها. وتابع: المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة، إذ أصبح توجه الدولة الآن نحو دعم مشاريع الطاقة المتجددة، وتعزيز الزراعة المستدامة، وتقنيات الري الحديث، وتقليل استخدام المياه الجوفية، ومن أجل المحافظة على البيئة، فإنه يجب على الأفراد العمل على تقليل استهلاك الموارد الطبيعية وتحسين إدارتها، وتقليل إنتاج النفايات وإعادة استخدامها تدويرها في المنزل، والمشاركة في حملات التنظيف، وتشجيع الآخرين أفراد الأسرة والأصدقاء على القيام بالمثل. واستطرد: كما يجب على المؤسسات والحكومات اتخاذ إجراءات للحد من التلوث، وتحفيز استخدام الطاقة المتجددة، وتوفير المياه وإدارة النفايات بشكل أفضل، ومن الأمثلة على الإجراءات التي يمكن اتخاذها: استخدام المصابيح الكهربائية ذات الكفاءة العالية، وتقليل الاستهلاك الزائد للمياه عن طريق استخدام رؤوس رش المياه ذات الكفاءة العالية، وإعادة التدوير بشكل منتظم، والتحول إلى الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتشجيع الزراعة المستدامة، ومسؤولية البيئة مشتركة بين جميع أفراد هذه الوطن، ولا يمكن الحفاظ على البيئة إلا بالعمل والتعاون معًا لتحقيق هذا الهدف النبيل. قالت أستاذة علم البيئة النباتية المشارك د. موضي العتيبي: البيئة هي المحيط الذي يعيش به الكائن الحي، وما فيه من مكونات حية وغير حية، وتتنوع الأنظمة البيئية ما بين اليابسة والماء، ويستهلك الإنسان ما يحتاج إليه من مكونات الأنظمة البيئية. وتابعت: مع ازدياد النمو السكاني، زاد الطلب على مكونات الأنظمة البيئية، وجرى استنزاف مواردها الطبيعية، فأصبحت الأنظمة البيئية تمر بمشاكل عديدة من تصحر وجفاف وتلوث، وازدادت التحديات التي تواجه الأنظمة البيئية على مستوى العالم. وأضافت: يأتي اليوم العالمي للبيئة الذي يوافق 5 يونيو لرفع مستوى الوعي بالمشاكل البيئية، وإيجاد الحلول المناسبة لها وكان عنوانه هذا العام (إيجاد الحلول للتلوث بالمواد البلاستيكية)، ومما نفخر به هو حرص المملكة على الحفاظ على البيئة ومكوناتها، فسعت إلى رفع مستوى الوعي لمواجهه القضايا البيئية التي قد تلحق الضرر بالأنظمة البيئية، وسنت القوانين لحماية البيئة من الملوثات لتحقيق أعلى معدل لجودة مكونات البيئة من ماء وهواء وتربة، ورفع مستوى نقائها وخلوها من المواد الضارة مثل البلاستيك، وفعّلت الكثير من المبادرات الوطنية، مثل تنظيف الشواطئ والمنتزهات البرية من المخلفات البلاستيكية، وهذا يساعد الأنظمة البيئة الطبيعية على استعادة توازنها البيئي، وتحقيق الاستدامة للأجيال الحالية والمستقبلية.
مشاركة :