أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس لجنة السلامة المرورية بالمنطقة، أهمية توعية المجتمع بالالتزام بالأنظمة المرورية، والابتعاد عن المخالفات المرورية بكل أشكالها، والالتزام بالسرعات المحددة لحفظ الأرواح والممتلكات. وأشار إلى جهود الجهات الأمنية في تطبيق الأنظمة المرورية ومحاسبة المتهورين ومخالفي الأنظمة المرورية، مشيداً بحرص ووعي المجتمع والتزامهم بالأنظمة المرورية للحد من الحوادث. وقال سموه: "لقد ساهمت التقنيات الحديثة في التقليل من الحوادث الجسيمة، ونتطلع للاستمرار في توظيف الحلول الهندسية للحد من تكدس المركبات في بعض المواقع الحيوية خصوصاً في أوقات الذروة". جاء ذلك خلال ترؤس سموه اليوم الثلاثاء في ديوان الإمارة اجتماع اللجنة الدوري بحضور أعضاء اللجنة من الجهات الحكومية ذات العلاقة بالسلامة المرورية، إضافة إلى أرامكو السعودية وسابك وغرفة الشرقية، وعدد من أصحاب الخبرة. كما دشن سمو أمير المنطقة الشرقية النسخة السابعة من جائزة المنطقة الشرقية للسائق المثالي والتي تهدف إلى رفع مستوى الوعي المروري وثقافة مستخدمي الطريق، حيث أصبحت مقصداً في رعاية وتعزيز مفهوم السلامة المرورية لدى عدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص. وفي بداية الاجتماع شكر سموه أعضاء لجنة السلامة المرورية، على ما قدموه من جهود في تنفيذ مشاريع الاستراتيجية الأولى للسلامة المرورية بالمنطقة، وما حققته اللجنة من نتائج إيجابية خلال العشرة الأعوام الماضية في تحسين منظومة السلامة المرورية بالمنطقة، وبارك سمو أمير المنطقة الشرقية إطلاق إستراتيجية السلامة المرورية بالمنطقة. ثم قدم أمين عام اللجنة عبدالله بن سعد الراجحي عرضاً يتضمن تقريراً عن مؤشرات الأداء وإحصائيات تفصيلية للحوادث الجسيمة بالمنطقة والتي تشمل حوادث الوفيات والإصابات البليغة للخمسة أشهر الأولى من عام 2023 م مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، والتي شهدت ارتفاعاً بنسبة 9%. وكانت هذه الحوادث في نمطً تصاعدي خلال الربع الأول من هذا العام وقد بدأ هذا النمط بالانخفاض بداية من الشهر الرابع، واتضح أكثر في شهر مايو من هذا العام بانخفاض الحوادث الجسيمة بنسبة 19% وانخفاض المتوفين بنسبة 33% والمصابين بنسبة 24%. وأضاف أنه كان للجهود الميدانية الضبطية دوراً كبيراً في انخفاض الحركة المرورية مما انعكس إيجاباً على إحصائيات الحوادث المرورية، ومع استمرار هذه الجهود إلى جانب إضافة سبع مخالفات جديدة لمنظومة الرصد الآلي في مطلع هذا الأسبوع سيستمر الانخفاض والنتائج الإيجابية. ثم استعرض الراجحي بعد ذلك أبرز التحديات التي واجهتها منظومة السلامة المرورية بالمنطقة في الآونة الأخيرة كحوادث الانشغال عن القيادة والتي شكلت ما نسبته 37% من إجمالي الحوادث الجسيمة بالمنطقة. وما تشهده المنطقة من وقوع حوادث الدهس خصوصاً بالقرب من الأماكن التجارية حيث شكلت نسبة 23% من إجمالي أعداد الوفيات بالمنطقة. وكذلك كثافة حركة الشاحنات على طرق المنطقة وما تسببه من تكدس للحركة المرورية. وأشار إلى أن الأمانة العامة للجنة بدأت بالتعاون مع هيئة تطوير المنطقة الشرقية بالعمل على دراسة شاملة لحركة الشاحنات لا يجاد حلول استراتيجية وشاملة في سبيل تحسين انسيابية الحركة المرورية على طرق المنطقة. وأكد الراجحي أنه بناءً على توجيه سمو رئيس اللجنة لجميع محافظي المنطقة بضرورة التفعيل الأمثل لعمل لجان السلامة المرورية الفرعية في المحافظات وذلك لتحسين مستوى السلامة المرورية فيها، عقدت الأمانة العامة للجنة العديد من الاجتماعات مع مسؤولي هذه اللجان لمناقشة الأسباب والحلول للحد من الارتفاعات في الحوادث الجسيمة. وأشار إلى أنه تم إعداد تقارير تفصيلية لمواقع النقاط السوداء للحوادث بالمحافظات، وتزويدها للجهات المختصة ليتم متابعتها ضمن جدول أعمال اللجان الفرعية، كما تم اقرار عدد من التوصيات المرفوعة إلى المجلس في المجالات الضبطية والهندسية والإسعافية. من جهة أخرى استعرض الاجتماع مشروع تطوير استراتيجية السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية للعشر سنوات القادمة وموائمتها مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 بمشاركة جميع أعضاء اللجنة وبتمويل من ارامكو السعودية وذلك لضمان استمرارية ريادة منظومة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية في هذا المجال. وفي سياق العرض، جرى التطرق إلى ركائز الاستراتيجية والتي تشمل هندسة الطرق والبنية التحتية، وإدارة الحركة المرورية، ومستخدمي الطريق وسلوكياتهم، والمركبات، والاستجابة الإسعافية. كما جرى التطرق إلى عوامل تمكين الاستراتيجية كالضبط، والتوعية والتعليم، والتقنية والبيانات، ومشاركة القطاع الخاص، وقد ركزت الاستراتيجية الجديدة بشكل كبير على استخدام التقنيات والذكاء الاصطناعي في كافة ركائزها كونها من أهم الممكنات التي تساهم في رفع مستوى منظومة السلامة المرورية. وقدم الأمين العام شكره وتقديره لدعم سمو أمير المنطقة ودعم سمو نائبه وتوجيهاتهما له ولأعضاء اللجنة في سبيل الارتقاء بالسلامة المرورية في المنطقة. كما تقدم بالشكر لأعضاء اللجنة على تعاونهم الدائم والعمل التكاملي للوصول لمستهدفات اللجنة والحفاظ على الأرواح والممتلكات وسلامة مستخدمي الطريق واستمرار المنطقة الشرقية في ريادة السلامة المرورية بالمملكة. وفي الختام، شكر سموه جميع أعضاء اللجنة على المشاركة في تطوير استراتيجية السلامة المرورية بالمنطقة، وحث سموه الجهات المعنية على مواصلة الجهود للحفاظ على الـمكـتـسبـات واستمرار ريادة المنطقة في مجال السلامة المرورية.
مشاركة :