تسبب هجوم استهدف سدا رئيسيا يقع تحت سيطرة روسيا في جنوب أوكرانيا الثلاثاء بفيضانات غمرت مدينة صغيرة وقرابة عشرين قرية وأدت إلى إجلاء 17 ألف شخص وأثارت مخاوف من كارثة إنسانية. حذّرت واشنطن من أن الهجوم أسفر "على الأرجح عن سقوط العديد من القتلى" بينما تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بإحداث فجوة في سد كاخوفكا الواقع على خط الجبهة والذي يوفر المياه لتبريد أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا. ورأت كييف أن تدمير السد الذي سيطرت عليه روسيا في أولى ساعات الحرب محاولة من موسكو لعرقلة هجومها المضاد المنتظر والذي شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه لن يتأثر. ومن المقرر أن ينعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي عند الساعة 20,00 ت غ الثلاثاء بطلب من روسيا وأوكرانيا على حد سواء، بحسب مصادر دبلوماسية. وسارع أهالي خيرسون التي تعد أكبر مركز سكاني في المنطقة للتوجه إلى المرتفعات بينما صبت المياه في نهر دنيبرو. وقالت ليودميلا التي كانت تحمّل غسالة على متن عربة مقطورة تعود إلى الحقبة السوفييتية "إطلاق نار، والآن فيضانات". وقال آخر يدعى سيرغي "سيموت كل شيء هنا" فيما تدفقت المياه إلى المدينة التي شهدت معارك عنيفة عام 2022. وأعلنت أوكرانيا عن إجلاء 17 ألف شخص من محيط السد، فيما غمرت المياه 24 قرية. وأفاد المدعي العام الأوكراني أندريي كوستين "أكثر من 40 ألف شخص معرضون لخطر التواجد في مناطق غمرتها الفيضانات"، مضيفا أنه يتعيّن إجلاء أكثر من 25 ألف مدني في الضفة الخاضعة للسيطرة الروسية لنهر دنيبرو. وأعلن رئيس "أوكرهيدروإنرجو" (الهيئة الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة الكهرومائية) إيغور سيروتا أن محطة الطاقة المرتبطة بالسد "دُمّرت بالكامل". وعلى ضفة النهر الخاضعة للسيطرة الروسية، قال رئيس بلدية نوفا كاخوفكا حيث يقع السد فلاديمير ليونتييف إن المدينة غرقت وتم إجلاء مئات الأشخاص. اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتفجير السد وقال إن السلطات تتوقع فيضانات في نحو 80 منطقة مأهولة، مطالبا بـ"رد فعل" دولي. وقال زيلينسكي لمبعوث البابا فرنسيس للسلام الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي الذي يزور كييف إن "هذه الجريمة تحمل تهديدات هائلة وستكون لها عواقب وخيمة على حياة الناس والبيئة"، وفق ما نقلت عنه الرئاسة الأوكرانية. ووعد الاتحاد الأوروبي أوكرانيا بتقديم "المساعدة الإنسانية الضرورية" بعد تفجير السد، وفق كييف. وأما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، فاعتبر تفجير السد عملا "مشينا". لكن روسيا شددت على أن السد تضرر جزئيا بفعل "عدة ضربات" نفّذتها القوات الأوكرانية وطالبت العالم بإدانة ما وصفتها بالأعمال الإجرامية. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الهجوم "عمل تخريبي متعمد بشكل لا لبس فيه من الجانب الأوكراني". يقع السد على نهر دنيبرو الذي يوفر المياه لتبريد محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية والواقعة على بعد 150 كلم تقريبا عن السد المتضرر. وصدرت روايات متضاربة من كييف وموسكو بشأن سلامة المنشأة النووية. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ليس هناك "خطر نووي آني" في محطة زابوريجيا، موضحة أن خبراءها في الموقع "يراقبون الوضع من كثب". وشدد مدير المحطة المعيّن من روسيا يوري تشيرنيتشوك على أنه "في الوقت الحالي، ليس هناك أي تهديد لسلامة محطة زابوريجيا. منسوب المياه في حوض التبريد لم يتغير"، مضيفا "الوضع تحت سيطرة طواقم العمل". تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :