فنانون: الفن قوة ناعمة ومؤثرة بالعرس الديموقراطي

  • 6/7/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كانت للفن رسالته التوعوية الهادفة التي ظهرت بوضوح في العرس الديموقراطي لانتخابات مجلس الأمة، أمس، حيث حاول الفنانون المشاركون بحملة «صوتك يفرق»، التي انطلقت قبل أيام من التصويت، القيام بواجبهم الوطني تجاه الكويت باستخدام قوة الفن الناعمة والمؤثرة. شهدت الكويت، أمس، عرسا ديموقراطيا باهرا تضافرت فيه جهود قطاعات الدولة كافة، معليةً شعار حب الوطن، وأن يُدلي كل مواطن بدلوه وفقا لتخصصه ومجاله وقدراته، وكان للفن دوره في الاستعداد لهذا العرس والتجهيز له من خلال حملة إعلانية آتت ثمارها وحققت نجاحا لافتا، وصارت حديث كل المشاهدين لبلوغها الهدف بشكل درامي جادّ أحيانا وكوميدي حينا آخر، مما جعلها تصل إلى الجمهور من أقصر الطرق، وتحقق هدفها التوعوي ورسالتها الفنية الراقية. تصدى للحملة الإعلانية التي سبقت انتخابات مجلس الأمة 2023 باقة مختارة من أشهر النجوم؛ وعلى رأسهم الفنان القدير سعد الفرج، ومن الشباب الفنانان خالد المظفر وعبدالعزيز النصار، صاحبَا الشعبية بين جيلهما والأجيال السابقة، والفنانتان لولوة الملا وفرح الصراف اللتان وجّهتا خطابيهما للنساء في المقام الأول، باعتبار المرأة محركا سياسيا فاعلا ومؤثرا في ماضي وحاضر ومستقبل البلاد، وصاحبات مساحة تصويتية كبيرة، نظرا لحجم أصوات نساء الكويت. وفي هذ الإطار، حرصت «الجريدة» على التواصل مع نجوم الحملة الإعلانية التي ظهرت ثمارها بالعرس الديموقراطي أمس، وسؤالهم حول مشاركتهم بالحملة، وردود الفعل عليها التي تلقوها من الجمهور، ومشاركتهم بالتصويت كمواطنين قبل أن يكونوا فنانين، وطلباتهم من المجلس الجديد، وقد جاءت ردودهم كالتالي. رسالة الفن بداية، قال الفنان القدير سعد الفرج: «شاركت بالحملة السابقة لانتخابات مجلس الأمة 6/6 بفيديو يحمل عنوان «صوتك له مكانه في الصندوق»، والذي تجاوز مليونَي مشاهدة في أيام قليلة، وحاولت من خلاله أن أقوم بواجبي الوطني تجاه بلدي التي أعشق ترابها، وأن أشارك كفنان له دور ومن خلال رسالة الفن التوعوية والتوجيهية والتثقيفية أن أذكّر كل مواطن كويتي بأن صوته له مكانه بالصندوق، وأن التصويت واجب وطني لا يجوز التخلي عنه، فمصلحة الوطن فوق كل اعتبار». وأضاف الفرج: «الفيديو كان نابعا من داخلي، فكل كلمة وجّهتها للجمهور كنت أشعر بها في قلبي، مثل: أين صرنا من الفن والرياضة والترفيه والاقتصاد والمشاريع التي تألقت ونجحت وتقدمت بها الكويت في السابق؟، والأهم من ذلك ليس ما وصلنا له اليوم من تراجع بكل هذه المجالات؛ فالأهم من ذلك أين سنكون في المستقبل، ولذلك فإنّي حريص اليوم على المشاركة في الانتخابات والإدلاء بصوتي في الدائرة الثالثة، حيث إنني من أبناء منطقة قرطبة، ولذلك فقد جمعت أبنائي وأحفادي أمس لتناول الإفطار معا، لأننا في عرس حقيقي، ثم توجهنا جميعا إلى مركز التصويت للقيام بواجبنا الوطني من أجل ضمان مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة». وحول توقعاته من المجلس القادم، قال الفرج: «رغم أن الأوضاع السياسية في الكويت لا تبشّر بأداء نيابي وحكومي أفضل بالفترة المقبلة، فإنني بطبيعتي شخص متفائل، لديّ دائما أمل في التقدّم والإصلاح، وكل ما آمله لبلدي الكويت أن تعود إلى ريادتها على الصعد كافة، وأن يتم الالتفات إلى مشاكل الصحة والتعليم والطرق والسياحة، وكفنان لديّ مطلبان أساسيان هما الاهتمام بالفنون بشكل عام ودعمها وزيادة مساحة الحريات المكفولة لها، والمطلب الثاني هو عودة المسرح المدرسي من الروضة وحتى الجامعة، وأن تكون تلك العودة قوية ومدعومة وحقيقية، كما كان المسرح المدرسي في الماضي». خطاب شبابي من جانبه، قال الفنان خالد المظفر: شاركت في حملة «صوتك يفرق» مع صديقي وزميلي الفنان عبدالعزيز النصار من خلال فيديو بعنوان «صوّت عشان ما يضيع صوتك»، ووجهنا فيها خطابنا للشباب خاصة وكل المواطنين بشكل عام حول ضرورة الإيجابية والمشاركة وعدم الاستهتار أو التكاسل، وذلك في إطار كوميدي خفيف، وهو ما جعل الفيديو ينتشر على نطاق واسع ويحقق ردود فعل كبيرة من خلال تجاوزه 1.8 مليون مشاهدة، وهو دور الفن حين يصبح أداة مؤثرة في العقول والنفوس، لأنه قوة ناعمة شديدة الأثر». وأضاف المظفر: «أطلب من المجلس القادم أن يؤمن بأهمية وتأثير الفن كقوة هائلة، وهو ما انتبهت له كبريات دول العالم، وباتت تستخدم الفن في مدّ نفوذها ونشر ثقافتها في بقية الدول، والكويت لديها الإمكانات الفنية التي تؤهلها للريادة الفنية والتأثير الفعال في الداخل والخارج باستخدام الفن كسلاح هادف وسلمي، ولكن ينقصنا الدعم والمسارح المجهزة والإرادة السياسية التي تفعّل هذه الجهود والطاقات الفنية من أجل خدمة ورفعة الوطن». دور المرأة من ناحيتها، أكدت الفنانة لولوة الملا أن مشاركتها في الحملة من خلال فيديو «صوّتي وكوني صح» مع الفنانة فرح الصراف، جاء انطلاقا من شعورها بالمسؤولية الوطنية تجاه بلدها الكويت، ثم انطلاقا من شعورها بدورها كفنانة لديها حضور وشعبية يمكن استغلالهما في توصيل رسالة الفن الهادفة للجمهور في وقت حاسم وحساس بالنسبة إلى قضية وطنية مثل اختيار ممثلي الشعب ونوابه المتحدثين باسمه تحت قبة مجلس الأمة، وهو دور وطني مهم جدا. وأضافت الملا: «شعرت بصدى الفيديو بين كل من شاهده، والذي تجاوز 1.2 مليون مشاهدة في 10 أيام، فالفن أداة مؤثرة، ولذلك فقد حققنا الريادة في الكويت بدراما ومسرح على مستوى راق، لكنّ الكويت تستحق الأفضل وتحقيق الريادة في مجالات أخرى كالعلم والطب والأدوية، بدلا من كوننا فقط مستهلكين ومستفيدين، فلماذا لا نرتقي بمستوى التعليم والبحث العلمي لنحقق ريادتنا في مجالات أخرى مهمة بالحياة؟ وفضلا عن ذلك أطلب من المجلس القادم أن يهتم بالترفيه، لأنّ نقص أماكن الترفيه بالكويت كان له انعكاس واضح على حالة الغضب والعصبية والضغط الذي يعيشه المواطن، بعكس شعوب أخرى تهتم بالأماكن الترفيهية والطبيعة، وربما تكون أقل غنى من الشعب الكويتي، إلا أنها أكثر هدوءا وراحة نفسية وصفاء ذهنيا».

مشاركة :