مشاهير الفِلس والفَلَس

  • 6/3/2023
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أغبطُ بعض الشباب على محافظتهم الدائمة على الصلاة، الحريصين بشكلٍ دؤوب على المواظبة لحضور لقاءات الرحمن -عزّ وجل- فأيّ دافعٍ يملكون؟ ما هو المحرك التلقائي الذي يُعمِل دواخلهم، ليصلوا إلى ترك كل شيء وقت الصلاة بعفوية متجاوزين حواجزَ باتت ترد البعض وهي إما الخجل أو شيئاً من الكِبر ربما أو الغفلة. لم أسرد كلامي استغراباً وإنما نهماً للمعرفة وحباً في الله للمصلين من شباب المسلمين بالأخص. سأدير بوصلة الحديث إلى ناحيةٍ بعيدة قليلاً ولكنها مرتبطة بما سبق وهي فَقدُنا القدوة الوسطيّة الحقة إلا من ندر، فتصدّر المشهد عندنا أشباه القدوات من مشاهير الفِلسِ والفَلَسِ الذين لا يملكون محتوياتٍ مفيدة تضيف إضافةً نوعية لحياتنا ومستقبل أمتنا ووطننا الغالي. أصبحنا نذهب المطعم الفلاني ليس لأنه مطعمٌ جيّد من ناحية الطعام أو الجو العام ولكن لأن المشهور الفلاني زاره وصوّره في حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي فنشعر باللذة حين نقلده علّنا نقتبس من نوره الزائف، ليس كل ما يلمع ذهباً وقس على ذلك إتباعنا لهم في الكثير من حاجيات الحياة الأساسية والكمالية فأصبح يقود دفة المستهلك غالباَ مشهورٌ أخرق لا يملكُ من الدنيا سوى القشور، شكله المجمّل وسيارته الفارهة وبيته الفاخر التي لم يتعب لجلبها كل ما عليه فقط تصوير يومياته ونحن ننقاد وراءه لنزيد من تضخم أرصدته التي يملأها من جيوبنا ثم يعيش الحياة التي نحسده عليها. كل ما سبق أعلاه لا ينفي بالضرورة وجود مشاهيرٍ لديهم محتوى راقي ومفيد يضيف للمتابع ثروة فكرية في مختلف المجالات تدفعه للأمام والتقدم في حياته ومستقبله وهم في ازدياد بعد سنين قحط-في بدايات ظهور مواقع التواصل الاجتماعي- عشنا فيها تحكم بعض "الدمى" بحياتنا وعبثهم بعقول الكبار قبل الصغار، أيضاً لا أنسى الهامات الكبيرة الذين لا يبحثون عن مصلحة او نفع تؤول عليهم ما يهمهم صلاح المجتمع، أحيي الجميع ممن يضيف الفائدة لمجتمعنا وأشدُّ من أزرهم فوجودهم مهم لموازنة نسيج المجتمع ولننهض بوطننا الغالي في كل المحافل إلى الأعالي.

مشاركة :