قال هذا الشاب الأمريكي: قضيت ساعة في البنك مع والدي، حيث كان يرغب في تحويل بعض المال. لم أستطع أن أقاوم نفسي وسألته لماذا لا يفعل خدمة العمليات المصرفية عبر الإنترنت. ولما سألني لماذا عليه فعل ذلك فأجبته بالقول «حسنا لأنه ليس عليك أن تقضي ساعة هنا من أجل أشياء مثل إجراء تحويل مالي. كما إنك تستطيع حتى أن تقوم بمشترياتك عبر الإنترنت، وستكون الأشياء سهلة جدا». كنت متحمسا جدا لان أنقله إلى عالم الخدمات المصرفية عبر الإنترنت. قال لي إن فعلت ذلك فلن يكون علي أن أخرج من المنزل. فأجبته: نعم.. نعم كل شيء يمكن أو يوصل إليك إلى باب الدار. ولكن رده أفحمني وعقد لساني. إذ قال: « منذ أن دخلت إلى البنك هذا الصباح قابلت أربعة من أصدقائي كما تبادلت الأحاديث مع الموظفين الذين باتوا الآن يعرفونني جيدا. أنت تعرف أنني وحيد وهذه هي الرفقة التي أحتاج إليها. أحب أن أتهيأ للحضور إلى البنك. لدي ما يكفي من الوقت وما أحتاج إليه هو اللمسة الإنسانية. عندما مرضت جاء صاحب المتجر الذي اشتري منه الفواكه وجلس بجانب سريري يواسيني ثم أجهش بالبكاء. وعندما سقطت والدتك قبل يومين من ذلك أثناء ممارسة رياضة المشي الصباحية رآها صاحب متجر البقالة وعلى الفور أحضر سيارته وهرع بها إلى المنزل حيث إنه يعرف أين نقطن. هل سأجد مثل هذه اللمسات الإنسانية إذا أجريت كل معاملة عبر الإنترنت؟ لماذا إذن أرغب في أن يوصل كل شيء إلى المنزل بما يجبرني على التفاعل فقط مع جهاز الكمبيوتر. أنا أرغب في التعرف على الشخص الذي أتعامل معه وليس مجرد البائع، لأن ذلك يخلق رابطة من العلاقات. هل تفعل أمازون ذلك أيضا؟ التقنية جامدة لا حياة لها وأنا أرغب في أن أقضي الوقت من البشر لا مع الأجهزة».
مشاركة :