تشهد دول غرب أفريقيا تنامياً ملحوظاً في أنشطة الجماعات الإرهابية، ما جعل مؤشر الإرهاب العالمي الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام يعتبرها إحدى البؤر الرئيسية للإرهاب في العالم. وتضم منطقة الغرب الأفريقي 4 دول من بين أكثر البلدان تضرراً من الإرهاب، وهي مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، ونيجيريا، حيث ينتشر فيها عدد من الجماعات والتنظيمات الإرهابية. «بوكو حرام» تأتي جماعة «بوكو حرام» على رأس قائمة الجماعات الإرهابية في الغرب الأفريقي، تأسست في شمال شرق نيجيريا عام 2002، وبدأت باستهداف مناطق محددة داخل نيجيريا، بعدها امتد نشاطها إلى حوض بحيرة تشاد من خلال عمليات القتل والاختطاف والهجمات الانتحارية. وبعد تأسيسها بنحو 20 عاماً، وتحديداً في 2022، جاءت «بوكو حرام» في المرتبة الرابعة بين أكثر الجماعات الإرهابية دموية في العالم، بحسب مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2022. «القاعدة» يُعد تنظيم «القاعدة» أحد أبرز الجماعات الإرهابية النشطة في الغرب الأفريقي، وكان في البداية امتداداً لـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال». ويعتبر هذا التنظيم بمثابة المصدر الأول لتقديم الدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية الأخرى التي تنشط في غرب أفريقيا. «داعش» تشكل ما يُعرف بـ«تنظيم داعش ـ ولاية غرب إفريقيا» من إحدى فصائل جماعة «بوكو حرام» بعد مبايعتها لـ«داعش» في مارس 2015، وأطلقت على نفسها «ولاية غرب إفريقيا». صراعات ومبادرات تُرجع السفيرة سعاد شلبي، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، وعضو لجنة الحكماء في السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا «الكوميسا»، انتشار الجماعات الإرهابية لعدة أسباب، منها حالة التراجع الاقتصادي والتدهور المعيشي الذي تعاني منه دول المنطقة، وارتفاع وتيرة النزاعات القبلية والإثنية، وعجز الحكومات عن مواجهتها أو التقليل منها، وهشاشة الحالة الأمنية، وضعف رقابة الحدود بين الدول، وتدنى مستويات التعليم. وأوضحت السفيرة سعاد شلبي في تصريح لـ«الاتحاد» أن تمركز الجماعات الإرهابية في الغرب الأفريقي يعود بسبب تغيير استراتيجية فرنسا وانتهاجها أسلوب صياغة شراكات عسكرية مع الجيوش الوطنية لدول المنطقة بدلاً من التواجد العسكري المباشر، بالإضافة إلى حالة الاستقطاب وصراع الهيمنة بين القوى الكبرى حول الغرب الإفريقي، ما أتاح المجال لتمدد التنظيمات الإرهابية.
مشاركة :