يبدو أن الخلافات بين قوات فاغنر شبه العسكرية والجيش الروسي بلغت مستوى ينذر بخطر داهم لدرجة جعلت الاستخبارات البريطانية تصفه بغير المسبوق، حيث تجاوز الأمر السباب إلى حد القتل والاعتقال المتبادل. تلك الأزمة تفرض تساؤلات عن طبيعة هذه المجموعة وحجم نفوذها في موسكو  تتبع قوات فاغنر شركة عسكرية روسية خاصة وتأسست عام 2014 وهي مملوكة لإحدى أكثر الشخصيات قربا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يفغيني بريغوزين البالغ من العمر 62 عاما. وتتألف شركة “فاغنر” العسكرية الروسية  من بضعة آلاف من العناصر المسلحة، يعتقد أن معظمهم من قدامى المحاربين وعناصر سابقة في وحدات النخبة العسكرية، ممن حصلوا على تدريب احترافي.   لكن اللافت في مجموعة فاغنر يتمثل في علاقتها الوثيقة مع الكرملين الروسية، فضلا عن نطاق انتشارها الكبير لكن سمعتها تضررت بسبب أفكار يمينة متطرفة منسوبة لها وعلاقاتها الوثيقة بمنظمة “ذئاب الليل”، التي تروج للتعصب العرقي للبيض. في عام 2014؛ جرى تكليف المجموعة بأولى مهامها علنا في شبه جزيرة القرم، حيث ساعدت عناصرها ممن يرتدون ملابس رسمية القوات الانفصالية المدعومة من روسيا على السيطرة على القرم حينذاك. ومع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، جرى حشد عناصر فاغنر في بداية الحرب لتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية، لكن مع استمرار الحرب، تزايد الاعتماد على عناصر فاغنر بشكل متزايد في المعارك الحاسمة خاصة على جبهات باخموت وسوليدار وتقدر بريطانيا أعدادهم بأكثر من 20 ألفا. وفي ظل تراجع القوات الروسية في حرب أوكرانيا، بدأ مالك الشركة، يفغيني بريغوزين، في توسيع المجموعة من خلال تجنيد سجناء روس وعناصر مدنية روسية وأجنبية للقتال لمدة 6 أشهر مع وعد بتخفيف فترات العقوبة بحقهم. ولا يجيز الدستور الروسي إنشاء شركات عسكرية خاصة فيما يحظر القانون على المواطنين الروس العمل كمرتزقة ورغم ذلك فإن القانون يستثني الشركات التي تديرها الحكومة بإنشاء وامتلاك قوات أمن مسلحة خاصة، وهي ثغرة قانونية تتيح لمجموعة فاغنر بالعمل. لكن روسيا ليست الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك شركات عسكرية خاصة بل يمتد الأمر إلى دول مثل الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا والعراق وكولومبيا، إذ تمتلك هذه الدول شركات عسكرية خاصة تعمل داخلها وخارجها. وحول هذا الملف تحدث لبرنامج «مدار الغد» عبر شاشة قناة الغد الإخبارية كل من أستاذ العلوم السياسية بمعهد موسكو للعلاقات الدولية الدكتور ألكسندر جورنوف، ولدبلوماسي الأميركي السابق في روسيا ومدير شؤون روسيا في معهد الولايات المتحدة للسلام الدكتور دونالد جنسن، والخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية ألكسندر ستيبانوف، والمسؤول السابق في البنتاجون داكوتا وود. أكاديمي: قوات فاغنر تمتلك عزيمة قوية جدا وهذه أهميتها للجيش الروسي   لماذا تلجأ روسيا بجيشها القوي إلى قوات منفصلة مثل فاغنر؟   مسؤول سابق بالبنتاغون: قوات فاغنر لا تعمل بقواعد القوات العسكرية النظامية في الحروب خبير روسي: قوات فاغنر تمتلك خبرات عسكرية كبيرة.. وما فعلته في حلب السورية خير دليل