أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا وألمانيا والنرويج والمملكة العربية السعودية والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، بصفتها أعضاء في «مجموعة أصدقاء السودان»، عن قلقها العميق بشأن العنف المستمر والوضع الإنساني الكارثي في السودان، بما في ذلك التقارير المتعلقة بانتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، فضلاً عن نهب الإمدادات الإنسانية على نطاق واسع. وحثت المجموعة بشدة في بيان لها الأطراف المتحاربة على وقف القتال والهجمات على المدنيين، والموافقة على وقف إطلاق نار فعال ومستدام، لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق واحترام القانون الإنساني الدولي، والعمل من أجل العودة إلى العملية السياسية. ودعت الأطراف المتحاربة بشكل عاجل إلى الالتزام بتعهداتها المتفق عليها في إعلان 11 مايو 2023 للالتزام بحماية المدنيين في السودان والالتزام بوقف إطلاق النار المعلن في 20 مايو 2023، والعودة إلى حوار جدة لحل القضايا المتعلقة بالانتهاكات والتوصل إلى التزام بوقف إطلاق النار، مؤكدة وجوب حماية الإمدادات الإنسانية والعاملين فيها لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين. وقالت المجموعة في بيانها: «ندعم الجهود الدولية والإقليمية كافة التي تعمل على وقف الأعمال العدائية وحل هذا الصراع» وأردف البيان: «نود أن نكرر دعمنا الثابت لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان (يونيتامس) والممثل الخاص للأمين العام فولكر بيرتس وعملهما الدؤوب لمساعدة الشعب السوداني في تطلعاته إلى الانتقال المدني والحرية والسلام والعدالة». وأضافت المجموعة في ختام بيانها: «ندعو أطراف النزاع إلى الاستجابة لدعوات الشعب السوداني من أجل الحرية والسلام والعدالة من خلال حل خلافاتهم سلمياً بما يؤدي إلى استئناف الحوار السياسي». وفي سياق متصل، أكدت جامعة الدول العربية، أمس، أنها منفتحة على جميع مبادرات الحل في السودان دون تبني مبادرة بعينها، مشيرةً إلى أنها تلقت مبادرة وطنية لحل الأزمة السودانية الراهنة. وذكرت الجامعة العربية في بيان صحفي أن المبادرة جاءت من شخصيات مدنية سودانية رفيعة المستوى بعنوان «المبادرة الوطنية لحل الأزمة السودانية»، وذلك خلال لقاء ممثلي الأمانة العامة للجامعة. وأضاف البيان أن «هذه الشخصيات أشادت خلال اللقاء بقرار القمة العربية الأخيرة في جدة الذي أكد احترام سيادة السودان والعمل على الحفاظ على مؤسساته الوطنية»، مثنية على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدول العربية على المستوى الإنساني لمواجهة تحديات المرحلة الحالية. وأفاد البيان بأن «الجامعة العربية تواصل تنسيق الجهود مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للمساهمة في حل الأزمة السودانية واستعادة السلام والاستقرار في البلاد». أمنياً، تجددت الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أمس، بالعاصمة الخرطوم. وأفاد شهود عيان، بأن الاشتباكات اندلعت في محيط مصنع اليرموك للذخائر وسلاح المدرعات، جنوبي الخرطوم، كما أفادوا بسماع أصوات دوي المدافع والانفجارات القوية، وتصاعد ألسنة اللهب والدخان. وفي السياق، أعلن والي مدينة كسلا، خوجلي عبد الله، أمس، تمديد حالة الطوارئ في الولاية التي تقع شرق البلاد. وكان عبد الله أعلن حالة الطوارئ في الولاية مطلع مايو الماضي، لمدة شهر، كما أعلن حظر تداول عدد من السلع بينها الدقيق والسكر والزيت، إلّا بتصديق من السلطات المختصة. ويأتي إعلان والي كسلا بعد إجراء مماثل اتخذته ولايات سودانية لمواجهة تداعيات الأزمة. والأحد، دعت الرياض وواشنطن، طرفي الصراع للاتفاق على وقف جديد لإطلاق النار، كاشفة عن عدم مغادرة ممثلي الطرفين للمملكة.
مشاركة :