ليس التفجير الذي طال، الثلاثاء، سد كاخوفكا في مقاطعة خيرسون شرقي أوكرانيا، الوحيد الذي رفع منسوب الكلام عن الهجوم الأوكراني المضاد ضد القوات الروسية، بل إن تصريحات المسؤولين العسكريين الروس، قبل تفجير السد، تحدثت عن أن القوات الأوكرانية بدأت فعلاً هجومها المضاد المنتظر منذ فترة طويلة. وقد تكون معطيات الجبهة في الأيام الأخيرة أقرب لهذا التوصيف، باعتبار أن قادة أوكرانيا تركوا أمر الهجوم بلا إعلان، ووسائل إعلامهم لم تتحدث عن هذا الهجوم. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمني أوكراني كبير قوله إن بداية الهجوم ستكون واضحة للجميع عندما تحدث. ونفى أوليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، تصريحات مسؤولين روس قالوا فيها: إن الهجوم المضاد بدأ بالفعل. وكان دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، قال أمس: إن أوكرانيا بدأت هجومها المضاد، وإن على روسيا، بعد صد القوات الأوكرانية، أن ترد بشن هجوم، لكن بهدف الإطاحة بالنظام في كييف، كما نقلت عنه «رويترز». أول من أمس، صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن أوكرانيا بدأت فعلاً الهجوم المضاد في سبعة اتجاهات، باستخدام خمسة ألوية. وأقر بمقتل 71 جندياً روسياً وإصابة 210 آخرين، وتدمير 15 دبابة روسية و9 عربات مدرعة، لكنه أضاف أن خسائر القوات الأوكرانية بلغت خلال 3 ايام 3715 جندياً، و52 دبابة (من بينها 8 دبابات «ليوبارد» الألمانية)، و207 مدرعات، و5 طائرات، ومروحيتان، و48 قطعة مدفعية، و134 مركبة، و53 طائرة مسيرة. مسؤول في حلف الناتو قال لـ «سي إن إن» الأمريكيّة الثلاثاء: إنّ هناك دلائلَ على بدءِ الهجوم المضاد، مشيراً إلى «زيادة كبيرة في القتال شرق البلاد»، خلال الأيام الماضية. ووفقاً لهذا المسؤول ولمسؤولٍ آخر في استخبارات غربية، فإنّه بعد الهجمات الأوليّة، المعروفة باسم عمليات «التشكيل»، لمدة أسبوعين، بدأت القوّات الأوكرانيّة اختبار المواقع الروسيّة بقصف مدفعي وهجمات بريّة للعثور على المناطق الأضعف التي يمكن اختراقها. واعتبر المسؤولان أن انهيار سد كاخوفكا في خيرسون قد يُعقد بعض خطط أوكرانيا، وسيجعلُ من الصّعب الآن على القوات الأوكرانيّة عبور نهر دنيبرو ومهاجمة المواقع الروسيَّة. لكن مسؤولين روساً رأوا بالمقابل أن الفيضانات الناجمة عن تفجير السد شكلت حاجزاً طبيعياً يتيح لكييف نقل قواتها هناك إلى الجنوب. بوادر الهجوم وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس: إن «الهجوم الذي طال انتظاره قد ظهرت بوادره بالفعل من خلال العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأوكرانية على قطاعات عدة على طول خطوط المواجهة». واستشهدت الصحيفة بتصريحات لنائبة وزير دفاع أوكرانيا التي أكدت أن تحركات عسكرية في إطار الهجوم المضاد قد بدأت بالفعل. لكن الصحيفة رأت أن الأمر لن يكون سهلاً، حيث إن الجانب الروسي أقام خطوطاً دفاعية حصينة. وذكرت أن الهجوم سيسهم في طمأنة الدول الغربية الحليفة لأوكرانيا بأن شحنات السلاح لم تذهب هباءً. كما أن الأمر لا يقتصر على العتاد والمعدات العسكرية، بل ما قد تتكبده أوكرانيا من خسائر في الأرواح حتى في حالة نجاح ذلك الهجوم، حيث جرت العادة أن القوات المهاجمة عادة ما تتكبد خسائر بشرية فادحة مقارنة بالخسائر التي تتكبدها القوات التي في موقف الدفاع، وفقاً لـ «الغارديان». لكن في حال اتضحت معالم هذا الهجوم أكثر، هل يمكن لكييف أن تحقق منه هدفها المعلن والمتمثل باستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا وضمّتها؟ مسؤولون في «البنتاغون»، وبضمنهم رئيس هيئة الأركان، وكذلك في «الناتو» شككوا في ذلك. وطالما أن كل حرب تنتهي بالتفاوض، يريد حلفاء أوكرانيا الغربيون، وربما قادة أوكرانيا، أن تكون كييف في وضع تفاوضي أفضل على طاولة التفاوض حين يحين وقتها، لكن قليلاً من الناس يستطيع أن يتنبأ مسبقاً بالنتائج التي تحققها الحرب. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :