رغم فترات التراجع والركود التي منيت شركات الطيران العالمية بها خلال السنوات الثلاث الماضية، تشير التوقعات الحالية إلى تحقيقها أرباحاً قياسية خلال العام الجاري 2023، وذلك بأكثر من الضعف، أي بما يزيد عن 100% مقارنة بالعام الماضي، وفق ما ذكر موقع "ماركت سكرينر" الأمريكي، في الموضوع الذي ترجمت "اليوم" أبرز ما جاء فيه. وقال ويلي والش، رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، في مؤتمر القمة السنوي للاتحاد الدولي للنقل الجوي الذي يضم نحو 300 شركة طيران :"لقد تجاوزنا سنوات الوباء بالعودة إلى السماوات المفتوحة كما هو المعتاد". لكن وسط هذا الإعلان، جاء التحذير من قبل المراقبين، من أن ما قد يقوض هذا الربح المضاعف، هو عدم مواكبة الشركات لحجم الطلب المتزايد، وهو ماقد يضعف انتعاشها بعد الوباء. وعزز اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) توقعاته لأرباح الصناعة بزيادة تصل إلى 9.8 مليار دولار من 4.7 مليار دولار، مدعوماً بالطلب القوي على السفر وتراجع أسعار النفط. ومن المتوقع أن تنمو الإيرادات بنسبة 9.7٪ لتصل إلى 803 مليار دولار، مقتربة قليلاً من مستوى ما قبل الوباء لعام 2019 البالغ 838 مليار دولار. وذكر والش إن هوامش الربح الضئيلة البالغة 1.2٪ تعني أن إصلاح الميزانيات العمومية التالفة وتقديم عوائد مستدامة على الاستثمارات سيظل يمثل مشكلة لبعض شركات الطيران. ولفت والش إلى أن متوسط أرباح شركات الطيران 2.25 دولار لكل راكب "وهو أقل من سعر فنجان قهوة، أو تذكرة مترو أنفاق". على الجانب الآخر، عكست توقعات الأرباح، التي تم رفعها من توقعات ديسمبر، وجود دفعة كبيرة لقطاع الطيران في أوروبا على الرغم من موجة الإضرابات. وأعلنت شركات الطيران في الأشهر الأخيرة عن نتائج قوية مع استعدادها لموسم صيفي مزدحم، كما خفت الضغوط مع تراجع أسعار النفط هذا العام. وشهدت شركات الطيران توقف شبه التام عندما اضطر الوباء كوفيد 19 إلى إغلاق الحدود في أوائل عام 2020. ساهم الطلب المتزايد ونقص الطائرات وقطع الغيار والعمالة في ارتفاع أسعار تذاكر الطيران منذ انتهاء فترات الأغلاق المرتبطة بالوباء. وقال آلان جويس، الرئيس التنفيذي لشركة "كانتاس": "إن هذه المعوقات بدأت في التراجع مع عودة الطلب". ويقول اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) إن الأسعار لم ترتفع بالقيمة الحقيقية منذ عام 2019. وأضاف رئيس الشركة أن هناك إشارات اقتصادية متضاربة لشركات الطيران حول العالم. من جهة أخرى، أوضح سكوت كيربي، الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد إيرلاينز" للصحفيين: "من المحتمل أننا نمر إما في ركود معتدل أو في حالة اقتصاد معتدل. أعتقد في الواقع أننا في الولايات المتحدة نمر بركود تجاري". وأعرب العديد من قادة شركات الطيران عن غضبهم من انتظار متوسط ستة أشهر لاستلام طائرات جديدة. وقالت شركتا إيرباص وبوينج إن المسؤولية تقع على سلاسل التوريد، بينما حذرتا من عدم وجود حل فوري لقيود الإمداد.
مشاركة :