وقال الجابر إن "مدى سرعة حدوث ذلك سيعتمد على مدى إسراعنا في وضع بدائل خالية من الكربون تدريجيا، مع ضمان أمن وتوافر الطاقة بتكاليف معقولة". يتابع المراقبون من كثب تصريحات الجابر عن الوقود الأحفوري، قبل ستة أشهر من مؤتمر الأطراف الذي وصفه الأمين التنفيذي لشؤون تغير المناخ في الأمم المتحدة بأنه الأهم منذ دورة العام 2015 التي انتهت بإعلان اتفاقية باريس. دافع الجابر عن خارطة طريق لمؤتمر "كوب28" تتضمن "هدفا عالميا لمضاعفة الطاقات المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة كفاءة الطاقة ومضاعفة الهيدروجين النظيف، كل ذلك بحلول عام 2030". تأتي هذه التصريحات في وقت دعا العديد من المشاركين والمراقبين في مفاوضات المناخ برعاية الأمم المتحدة سلطان الجابر إلى الاعتراف صراحة بأهمية التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري، وهو هدف لم ينجح أي مؤتمر للأطراف في إقراره. رئيس مؤتمر "كوب28" الذي سيعقد في دبي وقّع في بروكسل الأربعاء إعلانا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين يدعو إلى "الانتقال نحو أنظمة طاقة بدون الوقود الأحفوري إلا تلك المزودة (بتكنولوجيا) التقاط الكربون"، وهي صيغة يمكن أن تمثل تسوية محتملة في الأشهر المقبلة بين الكتل المختلفة المنخرطة في المفاوضات. وكان الجابر قد قال في خطاب آخر في بيتيرسبيرغ قرب بون في أيار/مايو إنه "يجب أن نحدد عتبة ضرورية للقضاء على انبعاثات الوقود الأحفوري". لكن تأكيده على الحد من "الانبعاثات" تم تفسيره على أنه دفاع عن استعمال النفط والغاز مع تقنيات التقاط ثاني أكسيد الكربون التي لا تزال محدودة. في بون التي يزورها سلطان الجابر الخميس والجمعة، يطرح موضوع الاستغناء عن الوقود الأحفوري بشدة من المنظمات غير الحكومية والخبراء الذين يكررون أن الإجماع العلمي يؤكد أن الوقود الأحفوري مسؤول عن الاحترار. ونظم عدد من النشطاء والمراقبين تظاهرات تطالب "بطرد الملوثين النفطيين" من المفاوضات، ورُفعت لافتة كتب عليها "أوقفوا الوقود الأحفوري الآن" في بهو مركز المؤتمرات حيث يتجمع آلاف المفاوضين.
مشاركة :