حرب البرهان توقظ حركات التمرد في السودان

  • 6/8/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم - يتجه الوضع في السودان إلى مزيد من التصعيد وتمدد الحرب واتساع نطاقها لتشمل حركات متمردة مسلحة وتضم عشرات آلاف المقاتلين، مستغلة حالة الانقسام التي فجرها الجيش السوداني بداية بانقلاب على الشركاء المدنيين في الحكم وصولا إلى دفع قوات الدعم السريع التي كان قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) شريكا في مجلس السيادة الانتقالي إلى مواجهة عسكرية لم تكن ترغب فيها واضطرت لدخولها بعد أن تبين لها هيمنة قيادات اخوانية على الجيش وعودة فلول النظام السابق لدوائر الدولة والقوات المسلحة. وفي سيناريو لطالما حذرت منه قوى سودانية، قال سكان في ولاية جنوب كردفان السودانية إن الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال المتمردة حشدت قواتها اليوم الخميس مما أثار مخاوف من انتشار الصراع الداخلي في مناطق جنوب البلاد. ويقود الحركة المتمردة عبدالعزيز الحلو وتضم نحو عشرات الآلاف من الرجال بالإضافة إلى الأسلحة الثقيلة. وقال سكان إنه لم يتضح بعد الموقف الذي قد يتخذه الحلو في الصراع الذي اندلع في العاصمة الخرطوم في 15 أبريل/نيسان بين الجيش وقوات الدعم السريع، لكن حشْد قواته أثار مخاوف من وقوع اشتباكات. وأضافوا أن قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال التي تنشط حاليا بصورة رئيسية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، دخلت عدة معسكرات للجيش حول كادقلي عاصمة جنوب كردفان، مما دفع الجيش إلى تعزيز مواقعه.  وأفادوا بأن قوات الدعم السريع أغلقت الطريق بين كادقلي والأبيض الواقعة شمالا. ووقعت في الأشهر القليلة الماضية اشتباكات بين الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال وقوات الدعم. وفي العاصمة الخرطوم التي يتركز فيها القتال، تحدث سكان عن وقوع معارك متفرقة وضربات جوية اليوم الخميس. وتضمنت المعارك اشتباكات في جنوب الخرطوم حول مجمع عسكري يحوي مصانع أسلحة يسعى الجيش لاستعادة السيطرة عليه من خصومه شبه العسكريين. وتسببت الحرب في أزمة إنسانية كبيرة تهدد بزعزعة استقرار المنطقة. ونزح أكثر من 1.4 مليون شخص داخل السودان وفر 476800 آخرين إلى بلدان مجاورة. وخارج العاصمة، تندلع الاضطرابات في إقليم دارفور بغرب السودان والذي يجد صعوبة بالفعل في التعافي من تأثير صراع ونزوح على مدى عقدين. وفي الجنينة بغرب دارفور، المدينة الأكثر تضررا من أعمال العنف في الآونة الأخيرة، قتل محام كان يعمل في قضايا النازحين وثمانية من أفراد عائلته في هجوم على منزلهم هذا الأسبوع، وفقا لنقابة المحامين في دارفور وهي مجموعة تراقب الصراع. وقالت جماعة طبية إن موجة جديدة من الهجمات بدأت أمس الأربعاء في المدينة التي تشهد انقطاع الاتصالات منذ عدة أسابيع. واشتد القتال في الخرطوم ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين منذ انتهاء وقف إطلاق نار استمر 12 يوما بين الجيش وقوات الدعم السريع رسميا في الثالث من يونيو/حزيران. وقد تعرض وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة في محادثات جدة لانتهاكات متكررة لكنه سمح بتوصيل كميات محدودة من المساعدات الإنسانية. وقال وسطاء لرويترز إن هناك اقتراحا طُرح في مشاورات غير مباشرة في جدة لإقرار هدنة مدتها 24 ساعة ستخضع لرقابة أشد من الهدنة السابقة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أمس الأربعاء إن محادثات جدة لم تُستأنف رسميا لكن واشنطن ما زالت على "تواصل وثيق" مع الجانبين. وعرقل الصراع في السودان مسعى الانتقال نحو حكم مدني بعد أربع سنوات من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس عمر البشير بعد ثلاثة عقود من حكم استبدادي.

مشاركة :