إقبال متسارع على سوق العمل البريطانية مع بدء انحسار ضغوط التضخم

  • 6/9/2023
  • 00:30
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد سوق العمل البريطانية زيادة في عدد الراغبين في العمل بأسرع وتيرة خلال العامين ونصف العام الماضي، بحسب استطلاع لرأي نشرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس. وأظهر استطلاع الرأي الذي أجرته شركة "كيه بي إم جي" واتحاد التوظيف والتشغيل البريطاني، أن هناك مزيدا من الأشخاص المتاحين للعمل، فيما تتحدث الشركات عن العمالة الزائدة وبطء في التوظيف. وتوافقت الأرقام مع البيانات الرسمية التي تشير إلى أن ضغوط التضخم في سوق العمل ربما بدأت تنحسر، في إشارة إيجابية لصناع السياسات في البنك المركزي البريطاني الذين يساورهم القلق من بداية الدخول في دوامة ارتفاع الأجور والأسعار. ويتوقع البنك المركزي زيادة معدلات البطالة في الشهور المقبلة، فيما تسهم معدلات الفائدة المرتفعة في بطء أداء الاقتصاد بشكل كبير. وسيوضح أحدث استطلاع يجريه اتحاد التوظيف والتشغيل التوقعات عن بيانات سوق العمل الأسبوع المقبل من مكتب الإحصاء الوطني. وأظهرت بيانات الشهر الماضي أن عدد الموظفين المدرجين في الكشوف تراجع بواقع 136 ألفا في نيسان (أبريل)، وهو أول تراجع منذ شباط (فبراير) 2021، وانضم 156 ألف شخص آخر مجددا إلى سوق العمل. وأظهرت بيانات اتحاد متاجر التجزئة البريطاني "بي.آر.سي" الصادرة أخيرا، ارتفاع معدل تضخم أسعار المتاجر في بريطانيا خلال أيار (مايو) إلى 9 في المائة سنويا، وهو أعلى مستوياته منذ بدء تسجيل هذه البيانات في 2005، مقابل 8.8 في المائة خلال نيسان (أبريل) الماضي. كما بلغ معدل التضخم الشهري لأسعار المتاجر خلال الشهر 0.5 في المائة. في المقابل تراجع معدل تضخم أسعار الغذاء وفقا لمؤشر اتحاد متاجر التجزئة بنسبة طفيفة ليسجل 15.4 في المائة خلال مايو مقابل 15.7 في المائة خلال الشهر السابق له، حيث جاء تراجع معدل تضخم أسعار الغذاء مدفوعا بدرجة كبيرة بانخفاض أسعار الطاقة والحاصلات، رغم عدم تراجع أسعار بعض السلع الغذائية، مثل: الزبد، الحليب، الفواكه، والأسماك، بحسب هيلين ديكنسون الرئيس التنفيذي للاتحاد. من جهة أخرى، أعلن ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني خلال زيارة إلى واشنطن أن المملكة المتحدة ستستضيف هذا العام أول قمة عالمية للذكاء الاصطناعي، في محاولة للتوصل إلى مقاربة مشتركة للدول للحد من المخاطر المتصلة بالتقنية الحديثة. وقال سوناك قبيل محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض "إن للذكاء الاصطناعي إمكانات مذهلة لتغيير حياتنا إلى الأفضل، لكن علينا أن نتأكد من أنه يطور ويستخدم بطريقة آمنة". وتابع رئيس الوزراء البريطاني "على مر التاريخ اخترعنا تقنيات ثورية حديثة وقمنا بتسخيرها لمصلحة خير البشرية، وهذا ما علينا القيام به مجددا". ومن المتوقع أن تنظم القمة في الخريف وأن تجمع "دولا ذات توجهات فكرية متشابهة" من أجل وضع استجابة تنظيمية، وفق متحدث باسم سوناك، بعد دعوة أطلقتها الشهر الماضي مجموعة السبع في اليابان. ونفى المتحدث أن تكون القمة ترمي إلى موازنة جهود استكشاف الذكاء الاصطناعي لغايات استبدادية كتلك التي لدى الصين وروسيا. لكن في حين تتطلع بريطانيا في مرحلة ما بعد "بريكست" إلى استضافة هيئة عالمية ناظمة للذكاء الاصطناعي من المزمع تشكيلها، تنخرط الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي في حوار مباشر حول هذه التقنية التي تشهد تطورا سريعا. وقال سوناك "أعتقد أن علينا أن نثق بريادة بلادنا عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، لأن الوقائع تثبت ذلك". وتابع "إذا ما نظرنا إلى عدد الشركات والمبالغ المستثمرة ونوعية أبحاثنا، باستثناء الولايات المتحدة، ما من بلد ديمقرطي آخر يتمتع بهذا القدر من القوة في الذكاء الاصطناعي". ونفى سوناك البالغ 43 عاما أن يكون الرئيس الأمريكي الثمانيني منفصلا عن الواقع فيما يتعلق بالتقنية الحديثة، التي كان مستشار في الحكومة البريطانية قد حذر من أنها قد تفني البشرية في غضون عامين. وقال رئيس الوزراء البريطاني في تصريح لمحطة "توك تي في" التلفزيونية البريطانية قبيل الاجتماع مع بايدن "لقد بحثنا مع الرئيس في الذكاء الاصطناعي عندما كنا في اليابان (في قمة مجموعة السبع) وأنا أعلم أنه مدرك للتحديات التي يطرحها، والفرص التي يوفرها". وتابع "لكنني أعلم أيضا أن الرئيس يفكر في المخاطر التي سيواجهها بلدانا في المستقبل، ويحرص على العمل معا من أجل حماية بلدينا منها".

مشاركة :