مكتبة شومان تضيء على ديوان 'تحت سماء واحدة'

  • 6/9/2023
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

احتفت مكتبة عبدالحميد شومان وضمن فعاليات برنامجها الثقافي "المساحة الحرة - إضاءة على كتاب"، بتنظيم ندوة حوارية للشاعر والإعلامي الأردني - الفلسطيني نضال برقان، أدار مفرداتها الناقد والشاعر الدكتور أنور الشعر، حيث سلطت المكتبة الضوء على أحدث إصدارات برقان ديوانه "تحت سماء واحدة"، وسط حضور من الكتاب والمثقفين والزملاء الإعلاميين. وفي تصريح صحفي حول تجربته في "تحت سماء واحدة" قال برقان: "أخذتني قصيدة النثر إلى فضاءات شعرية غير مكتشفة، بالنسبة لي على أقل تقدير، وقد أتاحت لي اختبار مواقف إنسانية ومشاعر شفيفة من دون أن أحْدِثَ خدشا ما في المشهد/ الصورة، وهنا يكمن الشِّعر، أو يكمن هنا شِعرٌ حقيقي كثيرٌ وصافٍ، حيث يلتقط الشاعر المشهد/ الصورة، بما فيه من بعد إنساني، من دون أن يترك خرابًا خلفه، أو خدشًا ما في المشهد/ الصورة". "لا أقول إن قصيدة بعينها، من حيث الشكل، يمكن أن تحدث خرابا خلفها، دائما أو كثيرا، بل تاريخنا مليء بتلك القصائد الكلاسيكية التي استطاعت سبر غور الذات الإنسانية، وتقديم مشاهد وصور صافية ونقية وجميلة في الوقت ذاته، والحال كذلك فقد جدتُ قصيدة النثر تستطيع أن تقدم شيئا مهما هنا، من دون تعصّب لها، أو تقليل من شأن غيرها. إنها تملك شيئا مهما لتقدمه للشعرية العربية، كما قدمت، وستقدم، أشكال القصائد الأخرى". وأكد برقان "انشغلت (تحت سماء واحدة) في تأمل الحرب بوصفها فعلا مجردًا، وتأمل تبعاتها في الذات المفردة والجمعية، وهنا كان الانحياز للحقيقية والعدالة، والبحث عن تلك المفردات.. الغائبة، أو الذاهبة بعيدًا في غيبها. وبطبيعة الحال، وبالقرب من الانشغال في الحقيقة والعدالة كان لا بد من المرأة، بوصفها تلك اللمسة السحرية التي لا يكتمل المشهد من دونها، وبوجودها يمكن للكلمات أن تستحيل قصائد، ويمكن للشِّعر أن يتنفّس، ويمكن للشاعر أن يكون شيئًا ذا بالٍ في هذا الوجود". "أما أسئلة القصيدة فلم تبتعد عني في يوم من الأيام، ولم تخرج من مختبر الكتابة خاصتي لحظة، وفي الوقت الذي ينشغل فيه البعض بتعريف القصيدة، وتأطيرها، كنت انشغلت في تكسير تلك التعاريف، وتحطيم هاتيك الأطر. لا أريدها قابلة لأن يًمسكَ بها، أريدها حرّة، أو لعلي كنتُ أبحثُ عن حريتي من خلال حريّتها.. ربما". وقال د. الشعر في معرض رؤيته لإصدار برقان الجديد إن كتاب "تحت سماء واحدة" يتضمن نصوصا عبّر فيها الكاتب عن رؤيته للإنسان والكون والحياة، وما فيها من تجاذبات الحب، والوطن، والحرية، والفرح، والحلم، والحرب. وأضاف "قدم برقان نصوصا على درجة عالية من الاتساق الموضوعي والفني: البلاغي واللغوي، فشهدت النصوص توظيف اللغة العربية الفصيحة، على درجة عالية من التمكن اللغوي فتكاد تخلو من الهنات اللغوية والنحوية، فضلاً عن استخدامه جملاً خبرية: اسمية وفعلية وأخرى طلبية واستفهامية، كما غاير في طول الجمل بين الجملة قصيرة، ومتوسط الطول، وطويلة، ووظف الأساليب البلاغية كالتشخيص، والاستعارة، والتشبيه، والكناية". وأشار الشعر إلى أن برقان رسم في نصوص كتابه العديد من الصور التي تمثل حالات الدمار والقتل الناجمة عن الحرب، كما قدم صورا تعبر عن حنينه للحبيبة/الوطن واشتياقه للقائها. وقرأ الشاعر برقان في الأمسية مجموعة من قصائد الديوان، وفي واحدة منها يقول: "أمّي.. التي لم أحدِّثُـكِ عنها بعدُ  تستطيعين معرفةَ كلِّ شيءٍ عنها  إذا نظرتِ إلى أمّكِ  من خلالِ ثقبٍ في القلبِ  أو شَرخٍ في جدارِ الروح  هما شقيقتان..  ولدتهما أمٌّ كونيةٌ واحدة  تمشطان، كلَّ صباحٍ، شعرَ الشمسِ  وتغنيان، كلَّ مساءٍ، الأغاني ذاتَها للنجوم  كي يحلمَ أبناؤهما أحلامًا سعيدة  وهما شريكتان في الجراحِ ذاتِها تلكَ مِن هناك.. هذه مِن هنا  وكلاهما، دائمًا، تحتَ سماءٍ واحدة". ويذكر أن الشاعر نضال برقان حاصل على شهادة البكالوريس في الأدب العربي، وصدر له من قبل "مصاطب الذاكرة" و"ومصيدة الحواس" و"مطر على قلبي" و"مجاز خفيف" و"ذئب المضارع" و"تحت سماء واحدة". وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وكذلك نقابة الصحافيين الأردنيين، ويرأس الدائرة الثقافية لجريدة الدستور الأردنية، وهو عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب واتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، حاز جائزة الدولة الأردنية التشجيعية في العام 2006، وفاز مؤخرا بجائزة الإبداع لمؤسسة ناجي النعمان – مؤسسة الثقافة بالمجان 2023.

مشاركة :