أكد محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج استمرار ربط الدينار البحريني بالدولار الأمريكي، وقال نحن نتكلم بشكل واضح، خيارنا في ربط سعر الصرف قائم وثابت، وهذه سياسة أثبتت نجاحها وسنستمر فيها. وأضاف المعراج في حديث للصحفيين على هامش مؤتمر يورو مني يوم أمس في المنامة أن احتياطات العملية الأجنبية في المصرف المركزي مناسبة، وقال: نحن من ضمن المؤشرات الدولية التي تغطي أربعة أشهر أو أكثر من مستورداتنا وهذا ضمن الحدود المتعارف عليه دوليًا. على صعيد ذي صلة وصف محافظ مصرف البحرين المركزي قرار وكالة ستاندرد أند بورز بخفض التصنيف الإئتماني للبحرين درجتين بأنه مفاجئ ومؤسف وغير مقبول، وأوضح أن مندوبين من قبل تلك الوكالة كانوا في البحرين قبل نحو شهرين وقاموا بدراسة كاملة وخرجوا بتأكيد تثبيت التصنيف الإئتماني للبحرين، لكنهم قاموا بتخفيض التصنيف الإئتماني في خطوة شكلت لنا مفاجأة كبيرة وغير مقبولة، ونحن لسنا راضين عنها، خاصة وأن الحكومة اتخذت خلال الشهرين الماضيين مجموعة من الاجراءات لإصلاح المالية العامة، ونحن نعتقد أنه يجب مكافأتنا على هذه التعديلات والإجراءات التي تمت بدلا من عقابنا بهذه الطريقة غير المهنية وغير الصحيحة. واشار إلى أن تخفيض التصنيف الإئتماني دفع حكومة البحرين إلى إلغاء بيع سندات قيمتها 750 مليون دولار، وقال في هذا السياق لقد طرحنا سندات نهاية العام الماضي، والآن أتيحت لنا فرصة زيادة السند الأصلي بمبلغ 500 مليون دولار، ووكالة ستاندرد أند بورز كانت تعلم بنيتنا طرح سندات حكومية عندما قامت بتخفيض التصنيف، وهذا سبب مأخذنا الكبير عليهم. وأضاف لقد فضلنا تأجيل الإصدار ريثما تستوعب الأسواق المالية قرار ستنادرد أند بورز، وسنعمل على تكملة الإصدار عندما نشعر أن الفرصة مواتية. وأشار المعراج إلى أن انخفاض التصنيف الإئتماني يزيد من تكلفة الاقتراض، لكنه أعرب عن اعتقاده أن كثيرًا من المستثمرين والمؤسسات المالية المختصة تأخذ التصنيف الإئتماني كأحد المؤشرات وليس كل المؤشرات، وقال البحرين تتمتع بسمعة مالية جيدة مع المؤسسات المالية على مدى عشرات السنين، ولديها سجل ناصع، ونحن من الدول التي ساهمت في إنشاء اسواق رؤوس المال المحلية، وإصداراتنا بالدينار البحريني مستمرة، وعلى المستوى الدولي، واعتقد أن الذين تعاملوا معنا في السنوات الماضية لديهم ثقة كبيرة بنا. وتابع أن انخفاض النفط يضغط بلا شك على الاحتياطي الاجنبي، لكن قال يجب أن نأخذ الأمور بطريقة شاملة، فنحن لا يشكل انخفاض سعر النفط لنا مفاجأة، ولقد عملنا منذ فترة على تدارك ذلك، والفريق الاقتصادي يعلم على وضع الحلول والآليات المناسبة، وبالتالي نحن لا ننطلق من منطلق آني، وإنما كنا نتعامل مع معطيات وضمن سيناريوهات متعددة. وتابع في هذا الصدد: اعتقد شخصيًا أن هبوط سعر النفط فرصة لإعادة هيكلة الاقتصاد، ويجب أن نستفيذد منها في تحضير أنفسنا من اجل الانطلاق إلى المرحلة القادمة، لا أن نرتهن بالمخاوف السائدة من أن انهيار سعر النفط سيؤثر ويبقينا آسرى لتذبذبات أسعاره، ولفت إلى أن البحرين بشكل عام اقتصادها متنوع، صحيح أن ميزانيتنا لا زالت تعتمد على النفط بنسبة كبيرة لكن اقتصادنا متنوع، ووضع اقتصادنا على مسار ثابت وأكثر قدرة على التعاطي على المستقبل. على صعيد آخر اشار المعراج إلى أهمية مؤتمر يورومني الذي يأتي في وقت مناسب بالنسبة لنا في ظل التطوارت الاقتصادية والمالية الحالية، وقال: وجود هذا العدد من المصرفيين من البحرين وخارجها يشكل فرصة لنا لأن نشرح لهم الأوضاع المصرفية والاقتصادية والخطوات التي اتخذتها الحكومة في إصلاح المالية العامة، وأيضا نستمع لملاحظاتهم ووجهات نظرهم. وأضاف نحن نحتاج تواصل باستمرار مع القطاع المالي والقطاع الخاص من أجل شرح ما نقوم به وتوضيحه، فكلما وصلت الحقائق والمعلومات بشكل مباشر كلما تبددت الكثير من المخاوف والمعلومات غير الصحيحة. وكانت مدير منطقة الشرق الأوسط لمؤتمرات يوروموني فيكتوريا بين صرحت بالقول: لقد أصبح المنتدى المالي لدول مجلس التعاون الخليجي واحدًا من أهم الفعاليات الخاصة باستراتيجيات الخدمات المالية، حيث يواجه المنتدى في نسخته الخامسة سوقا يشهد تحولا هيكليًا كبيرًا، وأضافت يجمع هذا المنتدى عددا من المتحدثين البارزين ومن بينهم خبراء ماليون ومتخصصون اقتصاديون ومستثمرون ومصرفيون وصانعو السياسات؛ وذلك لبحث الطرق التي تمكن المؤسسات من تحقيق النجاح والتغلب على التحديات الحالية في الأسواق المالية، وتحديد واغتنام الفرص في البيئة الاقتصادية الحالية. المصدر: خالد موسى
مشاركة :