يبدو مانشستر سيتي الإنجليزي المرشّح الأوفر حظاً لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، عندما يلاقي إنتر الإيطالي السبت في نهائي إسطنبول، حالماً بثلاثية تاريخية. بعد عدّة محاولات منذ قدوم مدربه الفذّ بيب جوارديولا قبل سبع سنوات، أبرزها بلوغ نهائي 2021، يبدو الطرف الأزرق من مدينة مانشستر قريباً من لقب تاريخي. أصبح سيتي القوّة الضاربة في إنجلترا، محرزاً لقب الدوري ثلاث مرات توالياً وخمس مرات في آخر ستة مواسم، أضاف إليه لقب الكأس المحلية على حساب جاره اللدود مانشستر يونايتد، الفريق الإنجليزي الوحيد الذي أحرز ثلاثية دوري أبطال أوروبا والدوري والكأس المحليين في 1999. يتزامن ذلك مع إعلان محللي شركة ديلويت أن سيتي أصبح صاحب الإيرادات الأعلى بين أندية كرة القدم، بواقع 788 مليون دولار أميركي الموسم الماضي. على ملعب أتاتورك الأولمبي الذي يتسع لأكثر من سبعين ألف متفرّج، سيكون رجال جوارديولا قادرين بالسير على خطى يونايتد الذي أحرز الثلاثية الشهيرة في 1999 تحت إشراف السير الأسكتلندي أليكس فيرجسون. بعد خسارته نهائي 2021 أمام مواطنه تشيلسي بهدف، عندما كان يتقدّم عليه بفارق كبير في الدوري المحلي، خرج سيتي الموسم الماضي بشق النفس وبسيناريو دراماتيكي من نصف النهائي أمام ريال مدريد الإسباني المتوّج لاحقاً، لكن مع إضافة الهدّاف النرويجي الشاب إيرلينج هالاند من بروسيا دورتموند الألماني، بات يملك سلاحاً فتاكاً بين يديه. سجّل اللاعب الفارع الطول (1.96 م و22 عاماً) 52 هدفاً في مختلف المسابقات، ساهمت بنجاحات النادي الذي خسر مرة يتيمة في آخر 27 مباراة. جاءت هذه الخسارة أمام برنتفورد المتواضع 0-1، في المرحلة الأخيرة من الدوري المحلي (بريميرليج) بعد أن كان سيتي قد ضمن لقبه أمام أرسنال. لم يخسر سيتي هذا الموسم في أوروبا، وحقق انتصارات صاخبة على لايبزج الألماني (7-0) في دور الـ 16، وعلى بايرن ميونيخ الألماني 3-صفر في ذهاب ربع النهائي، وريال مدريد (4-0 في إياب نصف النهائي). لذا لن يكون هناك ما يخشاه من ثالث ترتيب الدوري الإيطالي، باستثناء أشباح طاردته في الأدوار الإقصائية الأخيرة من دوري الأبطال. وحذّر صانع لعب سيتي وأحد أبرز نجومه البلجيكي كيفن دي بروين «لم نفز بأي شيء بعد». تابع «أنا هنا منذ ثماني سنوات وكانت الأمور رائعة. لم نفزّ بهذا الشيء بعد وعلينا القيام بذلك. نأمل أن يتحقق يوم السبت». وفيما يبحث جوارديولا عن إحراز لقبه الثالث كمدرب في الكأس ذات الأذنين الكبيرتين (بعد 2009 و2011)، لا يمكن استبعاد خطر إنتر المتأهل من دور المجموعات على حساب برشلونة الإسباني، قبل أن يتخطى بورتو وبنفيكا البرتغاليين ثم جاره اللدود ميلان في نصف النهائي. حذّر المدافع-لاعب الوسط جون ستونز «لقد تأهلوا إلى النهائي لسبب ما». تابع اللاعب الذي حوّله جوارديولا، بخطوة عبقرية، من مركز الدفاع إلى الوسط لدى امتلاك الكرة كظهير وهمي أو مقلوب: «يملكون لاعبين رائعين، وهذا واضح. لم يكن سهلاً كيف خاضوا نصف النهائي في مباراة ديربي. نعرف تماماً ماذا ينتظرنا». في المقابل، يعرف إنتر ماذا ينتظره، خصوصاً مهاجمه البوسني إدين دجيكو (37 عاماً) الذي حمل ألوان سيتي بين 2011 و2016. سجّل 14 هدفاً هذا الموسم وكان معاوناً هجومياً ناجعاً للنجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز. قد لا يضمّ المدرّب سيموني إنزاجي الكثير من النجوم في تشكيلته، باستثناء مارتينيز بطل العالم والمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، لكن دفاعه صلب، ويملك أجنحة خطيرة وخط وسط مقاتلاً بقيادة نيكولو باريلا. قال إنزاجي المعيّن في 2021 بعد إحراز لقب الدوري تحت إشراف أنتونيو كونتي: «نحن نتحدّث عن مباراة كرة قدم، لسنا خائفين». أضاف المدافع أليساندرو باستوني «يجب الخوف من القتلة، وليس من لاعبي كرة قدم. سيكون خطأ إذا تحدّثنا عن الخوف». ويخوض إنتر النهائي الأول في المسابقة القارية الأولى مذ قاده البرتغالي جوزيه مورينيو إلى لقبه الثالث في 2010، وهو التتويج الأخير لفريق إيطالي. رفع «نيراتزوري» الكأس ثلاث مرات من قبل (1964 و1965 أيضاً)، فيما يملك سيتي لقباً يتيماً في أوروبا بعد تتويجه بكأس الكؤوس الأوروبية البائدة في 1970. يريد سيتي أخيراً وضع حداً لصيامه عن اللقب القاري الأول، حتى لو كان ذلك بدراما أقل من نسخة 2005 في إسطنبول تحديداً، عندما قلب ليفربول الإنجليزي تأخره بثلاثية نظيفة أمام ميلان الإيطالي إلى تتويج مثير بركلات الترجيح.
مشاركة :