أفاد خبراء ومسؤولو شركات، في قطاع صناعة تعبئة وتغليف المنتجات الغذائية، بأن تراجع أسعار النفط بنسب متباينة، خلال الفترة الماضية، لم ينعكس على انخفاض كلفة ورسوم مواد التعبئة والتغليف المخصصة لتلك المنتجات، عازين السبب إلى اعتماد الشركات العاملة في القطاع على سياسات التعاقدات السعرية طويلة الأجل، التي تراوح بين عامين وثلاثة أعوام. وقالوا، لـالإمارات اليوم، على هامش مشاركتهم في فعاليات معرض غلفود 2016 للأغذية، أن تراجع أسعار النفط كانت له تأثيرات محدودة للغاية، في عمليات النقل والشحن لمنتجات التعبئة. وتفصيلاً، قال نائب الرئيس للاتصالات للشرق الأوسط وإفريقيا، في شركة تتراباك إكسبورت، لمنتجات التعبئة والتغليف، خالد إسماعيل، إن تراجع أسعار النفط في الأسواق الدولية، خلال العام الماضي، لم تكن له تأثيرات واضحة على كلفة ورسوم منتجات التعبئة والتغليف المخصصة للأغذية بأنواعها كافة، والتي يعتمد جزء كبير منها على التصنيع من مشتقات نفطية ومواد بتروكيماوية. وبين إسماعيل أن عدم انخفاض كلفة أسعار مواد تعبئة وتغليف المواد الغذائية يرجع إلى أن الشركات العاملة في القطاع، تعتمد على سياسات التعاقد في توريد المواد الخام المعدة للتصنيع بنظام التعاقدات الطويلة الأجل، والتي تراوح بين عامين وثلاثة أعوام للتوريد، وذلك لتفادي متغيرات النفط، سواء بالصعود أو بالهبوط، ما جعل تلك الشركات لا تستفيد بشكل كبير من انخفاضات النفط أخيراً. وأضاف أنه في حال استمرار المعدلات المنخفضة لأسعار النفط، خلال الفترة المقبلة، فإنه من الممكن ظهور بعض التأثيرات على القطاع، خصوصاً عند بداية التعاقد على التوريد، وفقا لأسعار مواد البتروكيماويات الجديدة، التي تدخل في صناعة عبوات التعبئة للمواد الغذائية. وذكر إسماعيل أن منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً الأسواق الخليجية، سجلت خلال العام الماضي نمواً في الطلب على منتجات تعبئة وتغليف السلع الغذائية بنسب تراوح بين 5 و6%، تأثراً بالزيادة السكانية، ورواج النشاط السياحي في عدد من دول المنطقة، منها الإمارات، والتي من المنتظر أن تشهد طلباً متنامياً في تسجيلها معدلات مرتفعة في النشاط السياحي، يزيد مع اقتراب استضافة معرض (إكسبو الدولي 2020) في دبي، متوقعاً أن تستمر معدلات النمو نفسها في مبيعات القطاع، خلال العام الجاري، وفقاً للمؤشرات الإيجابية التي تم رصدها بداية العام. من جهته، قال مدير مبيعات في شركة إس إي جي كمبيولك العبيكان، بزار جمال، إن اعتماد شركات التعبئة والتغليف على سياسات التعاقد الطويل الأجل، في توريد المواد الخام من المشتقات النفطية، التي تدخل في صناعة عبوات وتغليف المنتجات الغذائية، جعلها لا تتأثر بتراجع أسعار النفط التي سجلتها في الأسواق الدولية منذ أكثر من عام. وأضاف جمال أن تراجع أسعار النفط كانت له تأثيرات محدودة للغاية في عمليات النقل والشحن للمنتجات، إلا أنه لم يكن له تأثير مباشر في أسعار وكلفة منتجات تعبئة وتغليف المواد الغذائية، التي شهد أغلبها استقراراً في مؤشرات أسعارها في أسواق منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن زيادة الكثافة السكانية في المنطقة كان لها أثر إيجابي، خلال العام الماضي، في نمو الطلب بنسب متنامية على منتجات تعبئة وتغليف المواد الغذائية. بدوره، اتفق مدير المنطقة بأسواق المملكة العربية السعودية، في شركة كرونز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أمير محمد سيد محمد، مع إسماعيل وجمال، حول عدم تأثر كلفة صناعة تعبئة وتغليف المواد الغذائية بتراجع أسعار النفط، مع تحوط العاملين بالقطاع في مواجهة ارتفاعات أو انخفاضات الأسعار، عبر التعاقدات طويلة الأجل.
مشاركة :