يتطلع فريقا الوداد البيضاوي المغربي وضيفه الأهلي المصري لاعتلاء عرش كرة القدم في القارة السمراء، حينما يلتقيان غدا الأحد على ملعب (محمد الخامس) بمدينة الدار البيضاء المغربية، في مباراة العودة بالدور النهائي لبطولة دوري أبطال أفريقيا. وتنتظر الكرة العربية لقبا جديدا يضاف إلى سجلها الحافل في دوري الأبطال، وذلك بعدما فرضت هيمنتها على لقب البطولة خلال النسخ الستة الماضية. وسيمثل الفائز باللقب القارة الأفريقية في النسخة المقبلة من بطولة كأس العالم للأندية، التي تقام بالمملكة العربية السعودية في كانون الأول/ ديسمبر القادم، ليصبح الفريق العربي الثاني الذي يشارك في المونديال برفقة اتحاد جدة، الذي توج بلقب الدوري السعودي للمحترفين (دوري روشن) هذا الموسم. وتأجل حسم التتويج بلقب البطولة الأهم والأقوى على مستوى الأندية في أفريقيا إلى لقاء الإياب، بعدما انتهت مباراة الذهاب بفوز الأهلي 2 / 1 على الوداد على ملعب القاهرة الدولي يوم الأحد الماضي. ويكفي الأهلي التعادل فقط في مباراة الغد لاستعادة اللقب الذي غاب عن خزائنه في العام الماضي، وتأكيد ريادته القارية من خلال الفوز للمرة الـ11 بالبطولة التي يحمل الرقم القياسي كأكثر الفرق التي توجت بها. ومن الممكن أن يحرز الأهلي كأس البطولة أيضا حتى حال خسارته بفارق هدف واحد أمام نظيره المغربي، شريطة تسجيل فريق المدرب السويسري مارسيل كولر هدفين على الأقل. أما الوداد، فأصبح يتعين عليه الفوز 1 / صفر على الأقل، من أجل حمل الكأس للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي، حيث سيتفوق في تلك الحالة على الفريق المصري في فارق الأهداف المسجلة خارج الأرض، والتي يتم الاحتكام إليها حال تعادل أي فريقين في مجموع مباراتي الذهاب والعودة وفقا للائحة المسابقة. أما في حال انتهاء اللقاء بفوز الوداد 2 / 1، أي نفس النتيجة التي فاز بها الأهلي في مباراة الذهاب، فسوف يحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح من أجل تحديد الفائز باللقب. ويعد هذا هو النهائي الثالث الذي يقام بين الوداد والأهلي، بعدما سبق أن التقيا بالدور ذاته في نسختي المسابقة عامي 2017 و2022، حيث توج الفريق المغربي باللقب في كلتا المناسبتين على حساب الفريق المصري. وفاز الوداد على الأهلي 2 / 1 في إجمالي لقاءي الذهاب والعودة بنهائي البطولة عام 2017، الذي كان يقام بنظام المباراتين، قبل أن يواصل الفريق المغربي تفوقه بعدما توج باللقب على حساب الفريق المصري أيضا بعدما تغلب عليه 2 / صفر في نهائي النسخة الماضية، الذي جرى من خلال مباراة فاصلة أقيمت على نفس الملعب الذي يستضيف لقاء الغد. ورغم ذلك، يتفوق الأهلي على الوداد في سجل مباريات الفريقين السابقة، حيث حقق نادي القرن في أفريقيا 5 انتصارات على الفريق الملقب بـ(وداد الأمة)، الذي فاز في 3 مباريات، في حين خيم التعادل على 4 مباريات، وذلك خلال 12 مواجهة سابقة أقيمت بين الفريقين بدوري الأبطال. ودائما ما تتسم مباريات الوداد والأهلي في المغرب بالإثارة والندية، فلم تخل المباريات الست الماضية التي جرت بينهما هناك من الأهداف، علما بأنها شهدت 3 انتصارات للوداد مقابل فوزين للأهلي، بينما تعادل الفريقان مرة واحدة بنتيجة 1 / .1 ويحلم الوداد، الذي يشارك في النهائي للمرة السادسة، بإهداء كرة القدم المغربية ثامن ألقابها في دوري الأبطال، والانفراد بالرقم القياسي كأكثر أندية المغرب حصولا على البطولة، والذي يتقاسمه حاليا مع غريمه التقليدي الرجاء البيضاوي برصيد 3 ألقاب لكل منهما، في حين حصل الجيش الملكي على لقب وحيد بالمسابقة. ويعول الوداد، الذي يتطلع لأن يصبح أول فريق مغربي يتوج باللقب في نسختين متتاليتين، على عاملي الأرض والجمهور، اللذين لعبا دورا هاما في تحقيقه 5 انتصارات وتعادلا وحيدا خلال مبارياته الست التي خاضها على ملعبه خلال مسيرته بالنسخة الحالية، دون أن يتلقى أي خسارة. كما كان الوداد هو الفريق الوحيد من بين أندية البطولة الذي حافظ على نظافة شباكه في جميع لقاءاته التي لعبها على ملعبه هذا الموسم، وهو ما يعزز من تفاؤل جماهيره بشأن قدرة الفريق على تحقيق نتيجة إيجابية غدا. وبصفة عامة، خاض الوداد 13 مباراة في مشواره بالبطولة هذا الموسم، حيث حقق 6 انتصارات و3 تعادلات ونال 4 هزائم، وأحرز لاعبوه 18 هدفا وتلقت شباكه 8 أهداف. ويمتلك الوداد العديد من الأوراق الرابحة التي يعتمد عليها مدربه البلجيكي سفين فاندنبروك، يأتي في مقدمتها المهاجم السنغالي بولي سامبو، هداف الفريق في المسابقة برصيد 7 أهداف، وكذلك الظهير الأيسر يحيى عطية الله، الأكثر مشاركة في مسيرة الفريق بالبطولة، بعدما لعب 1170 دقيقة حتى الآن، وفقا لموقع (ترانسفير ماركت) العالمي المتخصص في إحصاءات لاعبي كرة القدم، بالإضافة لنجمي الوسط يحيى جبران وأيمن الحسوني. وربما يفتقد الفريق خدمات جناحه الأيسر زهير المترجي، الذي قاد الوداد للتتويج باللقب الموسم الماضي بتسجيله هدفي الفريق في مرمى الأهلي بنهائي النسخة الماضية للمسابقة، وذلك بسبب معاناته من إصابة في كاحل القدم. من جانبه، يتطلع الأهلي، الذي يلعب النهائي الـ16 في دوري الأبطال، لمنح الكرة المصرية لقبها الـ17 في المسابقة القارية، حيث تحمل أندية مصر الرقم القياسي كأكثر الفرق تتويجا بالبطولة، بعدما حصل الزمالك على 5 ألقاب ونال الإسماعيلي لقبا وحيدا، بخلاف ألقاب الأهلي العشرة. ورغم صعوبة مهمته، يطمع الأهلي، الذي يخوض النهائي السادس خلال المواسم السبعة الأخيرة بدوري الأبطال، في الحصول على اللقب للمرة الثالثة خلال آخر 4 نسخ. ويمتلك الأهلي سجلا لا بأس به خلال رحلاته خارج ملعبه، حيث حقق 3 انتصارات وتعادلا وحيدا بينما تكبد خسارتين خلال لقاءاته الستة التي لعبها بعيدا عن قواعده في النسخة الجارية للمسابقة. وتمكن الأهلي من هز الشباك في 4 لقاءات خلال مواجهاته خارج مصر وعجز عن التسجيل في مباراتين فقط، وهو ما يبرز قوته الهجومية في ملاعب منافسيه، التي شهدت تسجيله 10 أهداف. في الوقت نفسه، حافظ الأهلي على نظافة شباكه في 4 مواجهات في لقاءاته الستة التي لعبها خارج ملعبه، وهو ما يكشف أيضا عن تماسك خط دفاعه بعيدا عن مصر، باستثناء مباراته ضد مضيفه ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، التي تلقى خلالها خسارة موجعة 2 / 5 في مرحلة المجموعات. وخلال مشواره بالموسم الحالي في دوري الأبطال، حقق الأهلي 9 انتصارات مقابل تعادلين وخسارتين، وأحرز لاعبوه 26 هدفا واستقبل مرماه 9 أهداف. ويبحث الأهلي عن تقليص الفارق الذي يفصله عن ريال مدريد الإسباني في منافستهما الشرسة على صدارة قائمة الأندية الأكثر تتويجا بالألقاب الدولية في العالم، والتي يتربع الفريق الملكي على قمتها حاليا برصيد 29 لقبا، بفارق 5 ألقاب أمام أقرب ملاحقيه أبناء القلعة الحمراء. واكتملت عناصر الأهلي الأساسية للمواجهة المرتقبة، بعدما تعززت صفوفه بعودة حارس مرماه الدولي المخضرم محمد الشناوي، الذي تعافى من الإصابة العضلية التي تعرض لها مؤخرا، وتسببت في غيابه عن لقاء الذهاب. يذكر أن الفائز باللقب سوف يلتقي في مباراة كأس السوبر الأفريقي مع اتحاد الجزائر، الذي توج ببطولة كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفيدرالية الأفريقية) في الموسم الحالي، على حساب يانج أفريكانز التنزاني بالدور النهائي للبطولة، في وقت سابق من الشهر الجاري.
مشاركة :