الهلال وطموح الآسيوية! - محمد الشيخ

  • 2/24/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعود الهلال اليوم من جديد للمشاركة في دوري أبطال آسيا بعد تجارب عدة من اصطدامه بجدار اللقب، وحيلولته دون عبوره لبطولة أندية العالم، وهو زعيم الكرة الآسيوية بستة ألقاب، ما جعل الهلاليون يتعايشون مع قناعة أن "العالمية صعبة قوية"، بل باتوا يتماهون مع الأهزوجة التي اخترعها مناوئوهم إغاظة لهم وشماتة في خروجهم المتكرر. ليس من شك أن الهلال هو أقوى فريق سعودي، وهو الأقوى خليجياً، وهو إلى جانب ذلك أحد أقوى الفرق الآسيوية، ولا مناكفة في هذه الحقيقة التي تؤيدها الأرقام وتدعمها الوقائع، لكن تلك الحقيقة تقابلها حقيقة أخرى أن هذا الفريق ورغم قوته وتاريخه لا زال عاجزاً عن تحقيق البطولة الآسيوية الكبرى منذ إعادة برمجتها في العام 2003 بإنتاج نسخة جديدة تحت مسمى دوري الأبطال، وهو ما يجعل السؤال يكبر عاماً بعد آخر. السؤال الذي ظل يتردد مع كل خروج هلالي هو لماذا يعجز الفريق عن كسر هذا الحاجز؟!، ولم يأتِ أحد من الهلاليين ليقدم الإجابة بعلمية ومنطقية، بل ذهب الجميع بمن فيهم أصحاب القرار إلى الطريق الأسهل وهو التماهي مع الطرح المعادي للهلال من باب تسلية النفس بعدم الانجرار خلف لعبة الاستفزاز، بالتأكيد على أن العالمية –فعلاً- صعبة قوية، وهنا أتذكر ما قاله الأمير عبدالرحمن بن مساعد يوم أن كان رئيس الهلال حين سئل عن ذلك؟! يقول رئيس الهلال السابق في أحد الحوارات مجيباً عن سؤال محاوره عن ذات الموضوع: "أقسم لك بالله العظيم إني مقتنع إن العالمية صعبة قوية.. وش رايك؟!" يضحك مقهقهاً ويضحك معه محاوره ثم يضيف: "فيه جواب أكثر من كذا صراحة.. فعلاً العالمية صعبة قوية، والحين بالشكل الجديد هي صعبة قوية على أي فريق سعودي.. لا الهلال ولا غيره، وإذا كانت صعبة على الهلال فهي أصعب على غيره عشر مرات زيادة!. التأكيد على أن "العالمية صعبة قوية" لم يكررها الرئيس الهلالي السابق في لحظة عابرة، فقد كررها غير مرة. قالها وفريقه ينافس، بل وهو على بعد خطوة من اللقب، كما قالها بعد خروجه وهو يجر أذيال الخيبة، ومثله فعل الأمير عبدالله بن مساعد حينما سئل ذات مرة عن حقيقة أن العالمية صعبة قوية حيث قال: "إذا كانت العالمية صعبة قوية على الهلال فهي مستحيلة على غيره!". ركون الهلاليين لكون العالمية صعبة قوية ينطبق عليه ما يعرف في علم النفس بقانون الجذب الفكري والذي يشير إلى أن كثيراً من وقائعنا التي نعيشها هي نتاج لأفكارنا في الماضي، وأن أفكارنا الحالية هي التي تصنع مستقبلنا، وهو حقيقة ما يعيشه الهلاليون مع دوري أبطال آسيا حيث باتوا مقتنعين أنها "صعبة قوية" إلى درجة بدا أن إحساسهم قد تبلد تجاه هذه العبارة حتى باتت كحقيقة، وهو ما لوحظ في ردة الفعل الباردة التي صاحبت خروج الفريق في النسخة الماضية في نصف النهائي على يد الأهلي الإماراتي. الهلاليون بجميع فئاتهم سيظلون على هذا الهاجس ما لم يعيدوا برمجة تعاطيهم النفسي مع البطولة، وهو أمر يحتاج إلى عمل كبير، داخل الفريق وخارجه، وما لم يتحركوا في هذا الاتجاه فستظل متوالية الخوف من البطولة تحاصرهم على طريقة المثل المصري "اللي يخاف من العفريت يطلع له"!.

مشاركة :