نار "الكرب" ربما تكون مصطلحا جديدا للأجيال الصاعدة ولكنها لكثير ممن سبقهم إرث متأصل في تاريخ النجديين وكل مناطق النخيل التي كانت تعتمد على كرب النخيل وهو قاعدة الجريدة في جذع النخلة بعد قصها وقودا سريع الاشتعال شديد الحرارة عديم الدخان. من هنا جاءت فكرة أبو صالح / محمد الرشيد الذي اتخذ موقعا مفتوحا منذ أكثر من سنتين على الطريق الإقليمي في محافظته "الشماسية" ليكون على موعد يومي بعد صلاة كل مغرب يوقد فيه نار الكرب ويعد شايا خاصا وفق طقوسه المتوارثة يقدمه ضيافة لزواره وللمسافرين وتحلو به الجلسة التي يمنع فيها استخدام الهواتف عند لحظة التصوير وبحسب أبي صالح والمترددين على مضيفه فإن الشاي من مشروبات الكيف التي تتأثر بنوع الوقود مما أضفى على شاي الكرب مذاقا متميزا لا يشبه أي شاي وقد طافت أخباره كثيرا من مناطق البلاد عن طريق تطبيقات التواصل حتى بات لا يتفاجأ الرشيد من قدوم ضيوف جاءوا مخصوصا من الخرج مثلا أو حائل أو من الجوف من أجل ان يتذوقوا الشاي الذي لا يضاهي حلاوته سوى روح ورحابة صاحبه ثم يلتقطوا الصور مع نار الكرب وأباريق الغرش التي هي جزء من سر هذه التوليفة الجميلة.
مشاركة :