يفحص المحققون الألمان أدلة تشير إلى أن فريقاً من المخربين استخدم بولندا قاعدة عمليات لإلحاق أضرار بخطوط أنابيب «نورد ستريم» في بحر البلطيق في سبتمبر (أيلول) الماضي. وذكر تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» اليوم (السبت)، أن المحققين الألمان وضعوا تصوراً كاملاً لرحلة استغرقت أسبوعين لليخت «أندروميدا»، وهو يخت أبيض اللون طوله 15 متراً يشتبه في تورطه في الإضرار بخطوط الأنابيب التي تنقل إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا. وبحسب الصحيفة، أشار المحققون إلى أن اليخت انحرف عن وجهته في المياه البولندية، وذلك استناداً إلى بيانات من أجهزة الإرسال والملاحة في «أندروميدا»، وكذلك بيانات الهواتف الجوالة والأقمار الصناعية، وحسابات «جي ميل»، و«عينات حمض نووي (دي إن إيه) كانت على متنه، حاولت ألمانيا مطابقتها مع الحمض النووي لجندي أوكراني واحد على الأقل». وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة علمت بخطة أوكرانية لمهاجمة خطوط الأنابيب قبل ثلاثة أشهر من وقوع انفجارات تحت المياه ألحقت بها أضراراً. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء لوسائل إعلام ألمانية، إن أوكرانيا لم تهاجم خطوط أنابيب «نورد ستريم». ووقعت الانفجارات في المنطقتين الاقتصاديتين للسويد والدنمارك، ويقول البلدان إن التفجيرات كانت متعمدة، لكن لم يحددا المسؤولين عنها بعد. وأشارت وسائل إعلام ألمانية في مارس (آذار) إلى أن هناك احتمالاً بضلوع يخت تابع لشركة مقرها بولندا مملوكة لأوكرانيين في الهجوم. تفاصيل التحقيق تُظهر التفاصيل مجتمعة أن القارب أبحر حول كل موقع من المواقع التي وقعت فيها الانفجارات في وقت لاحق - وهو دليل عزز اعتقاد المحققين بأن يخت «أندروميدا» كان متورطاً في تدمير خط الأنابيب العام الماضي. خلص المحققون إلى أن أحد المتفجرات المستخدمة في العملية كانت «HMX»، المعروفة أيضاً باسم «الأوكتوجين»، وهي مادة عديمة اللون مناسبة تماماً لهدم البنية التحتية تحت الماء. يقول المحققون الألمان إنهم يبحثون أيضاً في سبب استئجار اليخت بمساعدة وكالة سفر مقرها وارسو، يبدو أنها جزء من شبكة من الشركات المملوكة لأوكرانيا والتي يشتبه في صلاتها بالمخابرات الأوكرانية. وبينما يبدو أن النتائج الأخيرة قد عززت وجهة نظر المحققين بأن الأوكرانيين هم من دبروا العملية، فإنهم يحققون أيضاً فيما إذا كان من الممكن استخدام الأراضي البولندية في الهجوم. كما وجد التحقيق الذي أجروه أن شاحنة بيضاء - شوهدت في ميناء ألماني من قبل كاميرات الأمن وشهود عيان - كانت تحمل لوحات ترخيص بولندية واستُخدمت لتزويد الطاقم بمعدات. قال مسؤولون من كلا البلدين إن الحكومة البولندية لم تكن على علم بالتحقيق في تحركات وطاقم «أندروميدا»، واكتشفت ذلك من خلال تقارير وسائل الإعلام - وهو وضع غير معتاد لاثنين من أعضاء الاتحاد الأوروبي يشتركان في الأدوات القانونية لإجراء عمليات عبر الحدود. بعد ورود أنباء عن القارب، طلبت السلطات البولندية من ألمانيا تقديم مزيد من المعلومات. في منتصف مايو (أيار) - بعد خمسة أشهر من تحديد برلين ليخت «أندروميدا» - عقد الجانبان ما وصفه مسؤول بوزارة العدل البولندية باجتماع عمل. وعثر المحققون على اليخت لأول مرة بعد معلومات رُصدت في أكتوبر (تشرين الأول) من جهاز استخبارات غربي. جاءت المعلومات من شخص في أوكرانيا يجمع معلومات استخباراتية لدولة أوروبية صغيرة. منذ ذلك الحين، تساءل المسؤولون في ذلك البلد الأوروبي عن سبب عدم وصول القوى الكبرى التي تتمتع بقدرات مراقبة واسعة في أوكرانيا إلى تفاصيل المؤامرة - أو تنبيه الآخرين إذا فعلوا ذلك. يمكن أن يؤدي التحقيق إلى تفاقم التوترات داخل منظمة حلف شمال الأطلسي، مما يزيد من توتر العلاقة بين بولندا وألمانيا. عارضت بولندا، مثل العديد من جيرانها وكذلك الولايات المتحدة، بشدة خطوط أنابيب «نورد ستريم»، التي اعتبرتها السلاح الجيوسياسي للزعيم الروسي فلاديمير بوتين لجعل أوروبا تعتمد على الطاقة الروسية.
مشاركة :