ماسكيرانو: كرة استخلصتها من مهاجم غيرت مسيرتي الكروية

  • 2/24/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اعترف نجم كرة القدم الأرجنتيني الدولي خافيير ماسكيرانو بأنه لم يعتقد أبدا أن سماته الكروية ستسمح له بالاستمرار في صفوف برشلونة الإسباني لسنوات عديدة. وقال ماسكيرانو، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان»: «لم أتوقع أن أظل في برشلونة لسنوات عديدة، سماتي الكروية تبدو على النقيض مما يرغب فيه نادي برشلونة». وأوضح ماسكيرانو أن استمراره لسنوات عديدة في صفوف برشلونة قد يرجع إلى انتقاله من اللعب في مركزه الأساسي بوسط الملعب إلى خط الدفاع، ويرجع الفضل في هذا إلى الكرة التي استخلصها من نيكلاس بيندتنر نجم آرسنال، خلال مباراة الفريقين في دوري أبطال أوروبا عام 2011. وأكد ماسكيرانو أن هذه الكرة لعبت الدور الأكبر في تغيير مستقبله مع برشلونة، موضحا «إذا نجح بيندتنر في السيطرة على هذه الكرة، لربما سارت الأمور على النقيض مما سارت إليه». ورغم هذا، أكد اللاعب أنه يرغب في أن يعود للعب كمركز خط وسط مدافع خلال الجزء الأخير من مسيرته الكروية. كما اعترف ماسكيرانو بأنه سيتجه للتدريب في بلده الأرجنتين بعد اعتزال اللعب. في مارس (آذار) 2011، بدأ أول موسم للأرجنتيني في كامب نو، وكان يخشى كذلك أن يكون هو الأخير له. كان برشلونة متفوقا على آرسنال بمجموع المباراتين 4-3، خلال جولة الإياب لدور الـ16 بدوري أبطال أوروبا، وهي المرحلة نفسها التي التقيا خلالها أمس. كان وقت المباراة الأصلي قد انتهى وبرشلونة في طريقه إلى التأهل. عندئذ، وفجأة، ومن دون سابق إنذار، وجد لاعبو برشلونة أنفسهم ينظرون في رعب عندما أوشكت نتيجة المباراة على الإفلات من أيديهم. لم يكن آرسنال قد هدد مرمى برشلونة بأي تسديدة، عندما مرر جاك ويلشير الكرة إلى بيندتنر لينفرد بمرمى الحارس فيكتور فالديز. وإذا سجل يتأهل آرسنال إلى الدور التالي؛ بينما سيخرج برشلونة. لمس بيندتنر الكرة لمسة واحدة، قبل أن تنشق الأرض عن شخص «يتزحلق» ليخطف الكرة منه. كان ماسكيرانو هو من قام بهذه «الزحلقة»، وعاد آرسنال إلى الديار، بينما واصل برشلونة طريقه ليفوز بالبطولة الأوروبية، بينما بنى ماسكيرانو مسيرة في كتالونيا. ولو كان بيندتنر نجح في التسجيل لكانت مسيرته انتهت عند هذه اللحظة. وكما يقول: «كانت هذه الزحلقة نقطة فارقة بين ما قبلها وما بعدها». يميل ماسكيرانو على كرسيه في ملعب تدريب برشلونة، سان خوان ديسبي، ويقول: «بأمانة، كنت أعتقد أنني من غير المرجح أن أظل هنا طويلا، بعد 5 أو 6 أشهر: بدت صفاتي متناقضة مع كل ما يميز أسلوب أداء برشلونة. لقد كانت هذه اللحظة حاسمة بالنسبة لي؛ فلو كان بيندتنر تمكن من السيطرة على الكرة، وانطلق إلى الجهة الأخرى وتخطاني.. يا إلهي.. لا أعرف ما الذي كان سيحدث. لكن كان ما حدث وأكملنا مسيرتنا للفوز بلقب دوري الأبطال. ومضت الأمور على ما يرام». حسنا، حقق ماسكيرانو 13 لقبا مع برشلونة، بما في ذلك 3 ألقاب للدوري، ولقبان لدوري أبطال أوروبا، ولقبان لكأس العالم للأندية. كان لاعبا أساسيا من دون شك في تشكيلة الفريق على مدار 5 سنوات من النجاح، حيث لعب 265 مباراة – كقلب دفاع. ولا عجب أن يلعب في خط الوسط في نهائي بطولة كأس العالم 2014، وكان بنظر الكثيرين أفضل لاعب في البطولة، بل إن روي هودجسون مدرب منتخب إنجلترا رشحه بالفعل للفوز بالكرة الذهبية في ذلك العام. يقول: «كنت دائما أرفض الاستسلام. كان يراودني هذا التفكير: لم أكن أشارك كثيرا مع وستهام، فكيف سألعب مع ليفربول إذا التحقت به ولديه بالفعل جيرارد وتشابي ألونسو؟ لكنني تعاملت مع هذا كتحد، ونفس الشيء عندما انضممت إلى برشلونة. لكن كان الأمر صعبا وكنت أدرك آنذاك أنني لن آخذ مكان سيرخيو بوسكيتس. مستحيل، مستحيل. فكر في أي لاعب آخر قام بمثل ما فعله بوسكيتس لناديه.. لن تجد أحدا. وكان من الصعوبة بمكان أن أتخيل استمراري لوقت طويل هنا». لكن في تلك الليلة تغير شيء ما، وهو مركز ماسكيرانو تحديدا. إذا لم يتمكن من اللعب مكان بوسكيتس، فسيتمكن من اللعب في أي مكان آخر. لم يتخيل أبدا نفسه كمدافع: «لا، لا، لا لم تكن لدي أي فكرة».. لكن تغيير مركزه غير كل شيء. يتذكر قائلا: «لعبت هذه المباراة فعليا في خط الوسط؛ بينما لعب بوسكيتس كقلب دفاع. لكن منذ ذلك الحين، لعبت كقلب دفاع: لقد غيرت هذه الزحلقة كل شيء. وجدت مركزي الذي أؤدي فيه طوال كل هذه السنوات، وأحاول الحفاظ على مكاني والحفاظ على هذا المستوى. إلى متى؟ لا أعرف لأن برشلونة يطلب الكثير ولديه الإمكانية للتعاقد مع أي لاعب يريده». يظل البحث عن قلب دفاع أمرا قائما، وكذلك الأمر بالنسبة له. لقد عشق ماسكيرانو هذا التغيير. ويقول إنه لم يبحث عن مخرج؛ بل يتساءل عما إذا كان الفريق يبحث عن بديل له. ويقول: «ورغم كل شيء، إلى أين تذهب من هنا؟ الأمر يستحق التفكير لأنني ألعب لأحد أفضل أندية العالم، مع فرصة الفوز بالألقاب. كما أنني أنظر إلى كرة القدم كرياضة جماعية، وليست فردية». يضيف ماسكيرانو: «أحب الحديث عن كرة القدم». وتعد هذه أفضل مقدمة بالنسبة إلى صحافي يجري مقابلة. يتمتع ماسكيرانو باللباقة والذكاء والحس التحليلي والقدرة على الإقناع. هو يحب الحديث عن كرة القدم، حسنا؛ لكنه يحب أن ينصت بنفس الأهمية. في ما يقوله عمق، وانفتاح أيضا وهو يستعرض الدروس الذي تعلمها. من السهولة بمكان أن ترى كيف تأقلم مع مختلف الظروف، حيث أخفق آخرون. يمكنك أيضا أن ترى جمعه بين التواضع، الذي ساعده على الاندماج، والقيادة التي أكسبته بالفعل لقب «الرئيس الصغير»، لنفهم لماذا يصر زملاؤه على أنه سيكون يوما ما مدرب هذا الفريق. إذن، انعطافة سريعة: هل هو مستعد لهذا؟ يقول: «يتخيل المرء أن التدريب سهل جدا، لكنه في واقع الأمر شيء آخر: ضع نفسك مكان المدرب وسترى كم كل شيء معقد. لكنني أحب المحاولة في هذا المجال. إذا كنت مقدما على شيء ما، فأنت بحاجة إلى الاستعداد له بالشكل المناسب، وسوف أجهز نفسي. بعد ذلك سأرى إذا كان بمقدوري أن أقبل على الخطوة التالية». أين؟ في ناد صغير؟ يقول: «حسنا، لا أعرف، ولست أعرف ما إذا كنت سأصبح مؤهلا لذلك». يتحدث ماسكيرانو عن تعلم كرة القدم من جديد؛ والتناقض الكامل بين صفاته وصفات برشلونة؛ والالتزام بأن يكون لاعبا من نوع مختلف، والقطيعة مع الدور الهدام الذي دائما ما كان يؤديه، إلى القيام بدور بناء في ناد يهاجم دائما. يتحدث عن قيام أندريس إنييستا بالمراوغة على حافة منطقة الجزاء، ويسأل نفسه: «كيف يستطيع أن يفعل هذا بهكذا برود أعصاب؟» وعن إدراك أن «ما كنت أفعله دائما لم يكن كافيا»، وأن الحاجة إلى تحسن كبير للتخلص من الهوة الفنية بينه وبين اللاعبين الآخرين «كانت ملحوظة للغاية». لكنه تأقلم بالفعل على هذا. في ناد آخر كان من الممكن ألا يؤدي تغيير المركز إلى حل بعض من هذه المشكلات، وربما كان تسبب في إغراق مسيرته. لكنه فعل هذا في برشلونة. إن الصعوبات نفسها في طريقة اللعب التي جعلت اللعب في وسط الملعب أمرا أكثر صعوبة، جعلت العودة إلى قلب الدفاع أكثر سلاسة. يوضح ماسكيرانو: «أن تكون لاعب قلب دفاع في برشلونة يختلف عن أن تكون قلب دفاع في أي فريق آخر». سبق أن شدد ماسكيرانو على أن الـ90 دقيقة هي معاناة طول الوقت بالنسبة إلى المدافع، لكنه يقول الآن: «أستمتع بالوقت». هل كان يتحدث عن الفترة التي قضاها كقلب دفاع مؤقت؟ ليس تماما. بسؤاله عما إذا كان يشعر بالانزعاج لمعاملته كلاعب بلا مركز واضح، وهذه نقطة ضعف مفترضة وهو في موسمه السادس مع الفريق، وبعد أن حقق 13 لقبا، قال ماسكيرانو: «لا، لأنني ما زلت أرى نفسي كلاعب وسط». ما زلت ترى نفسك لاعب وسط مدافع؟ «نعم ما زلت. حسنا، في يوم من الأيام لن ألعب لبرشلونة. سأرحل وألعب في ناد آخر، وأنا واثق من أنني سألعب في مركز لاعب الوسط المدافع. هذا ما سأحاول القيام به، لأنه المركز الذي أحبه. الظروف تفرض نفسها، وقد تكيفت مع هذا بدافع رغبتي في الاستمرار هنا. أحب اللعب كقلب دفاع لكن الوسط المدافع هو المركز الذي اخترته لمسيرتي». أين إذن؟ وماذا لو استدعاه جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي القادم؟ يقول ضاحكا: «جوسيب لن يطلب التعاقد معي. لن يستدعيني. لا لا لا». تبقى العودة إلى الدوري الإنجليزي (البريميرليغ) ممكنة على الرغم من هذا. كانت فترة ممتعة بالنسبة له، ورغم كل شيء: يتحدث بشغف عن مشاركته مع ليفربول وحتى بدايته في وستهام، ورغم أن وسط الملعب الجيد في برشلونة – جيد جدا لدرجة أنه لم يتمكن من أن يكون عنصرا فيه – فإنه يتردد عندما يتم سؤاله عما إذا كان بوسكيتس – إنييستا - تشابي أفضل من ماسكيرانو – جيرارد - ألونسو. يقول مبتسما: «قضينا وقتا رائعا في فريق ليفربول ولعبنا كرة قدم جيدة جدا. ما زال المشجعون يذكرونني بتلك الفترة». كما أن صلته القديمة بليفربول لن تمنع انتقاله إلى ناد آخر. يوضح: «مشاعري تجاه ليفربول لا تعني أنني مرهون بهم. أشعر بحب كبير لليفربول وسأظل أحبه، لكن في المستقبل، في حال أعطاني أحد فرق البريميرليغ الفرصة في المستقبل فلن أقول (لا أنا ألعب فقط لفريق واحد). نحن محترفون وهذه هي مهنتنا التي نعيش منها. ومهما يحدث فلن يغير شيء من حبي لليفربول». ويضيف: «كان ليفربول من أفضل الفرق التي لعبت لها لكن النادي لديه مشكلات. وكنت حزينا للطريقة التي رحلت بها عن النادي». لماذا إذن؟ «ما حدث هو ما كان يجب أن يحدث. وعدوني بأنه في حال وجود عرض جيد سيسمحون لي بالرحيل لأن الفريق كان يمر بمرحلة تفكك. لكن النادي لم يكن يقول الحقيقة دائما؛ واللاعب فقط هو من تتعرض صورته للضرر، وقد حدث الشيء نفسه مع فيرناندو توريس، لكن الأمور كانت واضحة: لم أكذب أبدا. عندما رحل رافا بينيتيز عرفوا أنني سأرحل. شعرت بأن المشروع ينهار. كان رافا قد رحل، ولم يكن هناك اتجاه واضح. وكان العرض المقدم لي من برشلونة». وكيف تندم على الانضمام لبرشلونة 13 لقبا، وثلاثية في الموسم الماضي، وربما ثلاثية أخرى هذا الموسم.. مكان في نهائي كأس الملك، وصدارة بفارق 8 نقاط في بطولة الدوري الحالية، والتأهل لدور في دوري الأبطال هذا الموسم؟ كما يسارع ماسكيرانو إلى الدفاع عن أليكسيس سانشيز لاعب آرسنال حاليا، وهو واحد من أبرع اللاعبين الذين ربما لم يجدوا أنفسهم في برشلونة، حيث لم يتمكن من الانسجام والتكيف مع أجواء الفريق، مثلما فعل ماسكيرانو، ولم يصل إلى أفضل حالاته إلا في آخر موسم له مع الفريق، لكنه لاعب يرى فيه لمحة من لويس سواريز. يقول: «نعم، تماما. أليكسيس مقاتل لا يستسلم أبدا لخسارة الكرة. وبصرف النظر عن أدائه الجيد، فإنه يقدم دائما كل ما لديه. وهذا أمر أساسي: إنه يلعب دورا هائلا مع الفريق، دورا فائقا، وهو ينقل شراسته وأسلوبه إلى اللاعبين بما يشبه العدوى. ينقل إلى زملائه الكثير من الأشياء. وأعتقد أنه قدم أداء رائعا هنا: لقد كان له دور كبير. ربما كان بحاجة إلى تحد أكبر في مكان آخر، يمكنك تفهم هذا. لكنه قدم لنا الكثير». الآن وبرشلونة ينافس على جبهات أربع نجد أن الفريق سافر إلى اليابان للمشاركة في كأس العالم للأندية التي فاز بلقبها، وذلك في 20 ديسمبر (كانون الأول). ومنذ ذلك الحين لعب الفريق الكتالوني 16 مباراة. ويقر ماسكيرانو: «يكون هناك تأثير إذا لم تكن تحصل حتى على راحة لمدة 3 أيام. هذا ليس بعذر؛ فهذا هو ما علينا القيام به، لكننا لسنا آلات. ربما كنا نفتقر إلى الحيوية للضغط واستعادة الكرة. وليس بالضرورة أن هذا يكشف عن إرهاق بدني، لكنه يكون إرهاقا ذهنيا في كثير من الأحيان، وهو ما يستثير قرارات خاطئة؛ فأحيانا تخطئ التمرير وتكون لهذا عواقب سيئة. الأمر ليس بهذه السهولة..»، يواصل ماسكيرانو ضاحكا: «حسنا، هذا سهل بالنسبة إلى ميسي.. لكن ليس بالنسبة لنا، نحن اللاعبين العاديين». والمشكلة بالنسبة لأي منافس لبرشلونة أنه إذا كان برشلونة يظهر تذبذبا في الأداء في بعض الأحيان مؤخرا، حيث تخللت بعض المباريات الصعبة مباريات قدم خلالها الفريق أداء رائعا، فإن ماسكيرانو يشدد على «القدرة على المنافسة» التي جعلتهم يواصلون مسيرة الانتصارات. ويوضح أن الفريق لعب 31 مباراة من دون هزيمة واحدة، كما أن الفوز بالثلاثية لم يطفئ رغبته في حصد المزيد من الألقاب. وكما قال دييغو سيميوني، مدرب أتليتكو مدريد، فحتى الثلاثي الهجومي ميسي ونيمار وسواريز لا يبدو أن لديهم قدرا كبيرا من الأنانية وهذا شيء نادر. ويتفق ماسكيرانو مع هذا، بقوله: «هذا ليس عاديا، وهذا سر خصوصية هذا الفريق. بعد الفوز بالكثير من الألقاب، يستمر هذا الفريق في محاولة إشباع نفسه. نحن 25 لاعبا ونحن لا نفكر بالطريقة نفسها، وصفاتنا الشخصية مختلفة، ولكن عندما نتحرك بشكل جماعي يصير كل شيء أكثر سهولة. والأمر لا يقتصر فقط على الثلاثي الهجومي، بل يمتد كذلك إلى لاعبين من أمثال بوسكيتس وإنييستا وبيكيه، الذين حققوا ما حققوه من انتصارات معا في السابق، ولكن ما زالت لديهم نفس الرغبة. إنهم أبناء النادي الذين يحملون هوية الفريق».

مشاركة :