تشهد المنطقة الشرقية، أجواء معتدلة نهارا، فيما تميل للبرودة ليلا، حيث تتراجع درجات الحرارة اعتبارا من اليوم، إلى أقـل من المعدّل السنوي قياسا الى نفس الفترة في المواسم الماضية. وتستمر الحرارة منخفضة على نحو متفاوت لمدة 10 أيام، ثم ترتفع تدريجيا نهاية الأسبوع الأول من الشهر المقبل، ويختلف الاحساس بحالة الطقس طيلة هذه الايام، وفقا إلى تواجد الرطوبة وسرعة الرياح، مرتبطا بالتقلبات الجوية التي تتسم بها الايام الاخيرة من فصل الشتاء، وسط احتمال التصادم الجبهي متوقعا بين المرتفعات والمنخفضات الجوية، الذي يتزامن مع الانعطافة الفصلية قبل دخول مارس، ويتحول الجو إلى الارتفاع في درجات الحرارة، حيث تقترب من المستويات الصيفية، بما يمثل الحالة المعتادة ربيعا. فيما ينحسر تأثير المنخفض المتوسطي اليوم الاربعاء، حيث تشير خرائط الطقس إلى احتمال تشكّل حالة ماطرة، تبدأ في نهاية هذا الأسبوع ان شاء الله، تشمل اجزاءً من المنطقتين الشرقية والوسطى، وذلك نتيجة تلاقي مؤثرات منخفض البحر الاحمر، مع كتلة هوائية باردة قادمة من الشمال، مؤديا ذلك إلى حدوث اضطراب جوي وعدم استقرار في الطقس. ويتوقع أن تكون المتغيرات لافتة في شدتها مقارنة بالسابقة في اليومين الماضيين، التي ترافقت مع امتداد المنخفض المتوسطي، كما تصحب الحالة الجديدة بعواصف رعدية ورياح نشطة مثيرة للغبار والأتربة، ويسبق ذلك استقرار الطقس في معظم انحاء المملكة حتى يوم غدٍ الخميس. في حين يميل مؤشر الحرارة إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة بالمناطق الوسطى والشمالية والساحل الغربي، مع استمرار تواجد السحب في سماء الشرقية حاليا، قبل أن تتجدد الفعالية الجوية الممطرة، بدءاً من مساء يوم الجمعة المقبل. وفي سياق متصل، يوضح الباحث المختص في الطقس والفلك، الدكتور خالد الزعاق، أن الفترة المتبقية من موسم العقارب تمثل مرحلة متقلبة في انماط الطقس بحيث تتسارع الايام نحو الاجواء الصيفية، ونتيجة التمازج بين فصل وآخر، يكون الفارق الحراري كبيراً بين الليل والنهار. وأشار إلى توقعات بتحرك الغبار في العقرب الثالثة التي تُعرف بـ (عقرب الدسم)، وتبدأ في الأيام الاُول من شهر مارس، وتسمى بالدسم لتواؤمها مع فترة الربيع، وبحسب الدكتور الزعاق، فإن البرودة غير المستقرة بموسم العقارب، تتوقف على درجة إحساس الجسم، وليس على انخفاض درجة الحرارة، بمعنى أن الإحساس أهم من حالة الجو من سرعة الرياح والرطوبة، فإذا انخفضت درجة الحرارة وتحركت الرياح وتراجعت الرطوبة أو ارتفعت الحرارة وسكنت الرياح وزادت الرطوبة تكون الاجواء قاسية جدا. وأبان إذا كانت الحرارة صفراً وحركة الرياح 2 كيلومتر والرطوبة 20 بالمائة، تكون درجة الحرارة المحسوسة 10 تحت الصفر، وإذا كانت 35 درجة وسرعة الرياح صفر، والرطوبة 90 بالمائة افتراضا، فإن درجة الحرارة المحسوسة تكون 65 درجة، وتفسر هذه المقارنة أسباب موت أعدادٍ كبيرة في أوروبا، رغم أن درجة الحرارة المحسوبة هناك معتدلة بالنسبة لنا. وقال: إن الاعتدال سوف يكون هو السائد نهارا، وترتفع الحرارة إلى المعدلات الصيفية عند الظهيرة وتستمر البرودة المعتدلة ليلا، كما أن الموسم لا يخلو من هجمات البرد المباغتة مع الخلخلة الطقسية، إذ إنها مرحلة انتقالية بين فصل الشتاء البارد إلى فصل الربيع الماتع، وبانتهاء أيام نوء العقارب يدخل موسم سبق السرايات، الذي يتسم ببعض العنف الطقسي من غبار وأتربة وهطول الأمطار الغزيرة بمشيئة الله. من جهتها، أشارت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، في تقريرها لحالة الطقس اليوم إلى توقعات في أن يطرأ انخفاض في درجات الحرارة على مناطق وسط وشرق المملكة، مع نشاط في الرياح السطحية، مثيرة للأتربة والغبار، تمتد حتى منطقة نجران، وتكون السماء غائمة جزئياً إلى غائمة على الأجزاء الجنوبية من تلك المناطق. فيما تتواجد السحب الرعدية الممطرة بمشيئة الله تعالى على المرتفعات الجنوبية الغربية، وذلك في مناطق الباحة وعسير وجازان، وتمتد الى اجزاء من الغربية تشمل مرتفعات منطقة مكة المكرمة، في حين تؤثر العوالق الترابية على طول السواحل الغربية للمملكة. وفي هذه التوقعات، أوضحت الأرصاد أن الرياح السطحية في البحر الأحمر تكون اليوم بإذن الله في اتجاهات شمالية إلى شمالية غربية بسرعة 15 - 38 كيلومترا في الساعة، وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف، وحالـة البحر متوسط الموج، وفي الخليج العربي تشتد سرعة الرياح السطحية الى 40 كيلومترا في الساعة بالحد الأعلى على فترات، و20 كيلومتر في الساعة في الأدنى، وتكون في اتجاهات بين شمالية إلى شمالية غربية غالبا، وارتفاع الموج في مياه البحر، متوقعا أن يتراوح خلال الـ 24 ساعة القادمة من متر إلى مترين، وحالة البحر متوسط الموج إلى مائج.