عدن تتحدى الظروف الأمنية بحراك اقتصادي واجتماعي

  • 2/24/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ثمة تحدٍ وإصرار تشاهدها على وجوه سكان عدن في مواجهة الظروف الأمنية الراهنة التي تعيشها المدينة، إذ يتجلى ذلك مع صباح ومساء كل يوم، إذ تجد شوارعها تضج بالحركة الاقتصادية. العملية التعليمية في المدارس والجامعات مستمرة رغم الأوضاع الأمنية والاستثنائية التي تعيشها منذ تحريرها من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في مارس (آذار) الماضي. وفي معرض حديثها مع «الشرق الأوسط» قالت الناشطة المدنية ليزا الصبري، إن الحياة في عدن تعود تدريجيًا إلى وضعها الطبيعي يومًا بعد يوم، رغم الدمار الشامل الذي حل بالمدينة وما تعرضت له البنية التحتية ومؤسسات الدولة بصورة كاملة، إلى أن تحدي وإصرار أهالي عدن في استعادة الحياة بفترة وجيزة، فاجأت جميع المراقبين والمهتمين بهذه المدينة المعطاة. ومضت قائلة: «سكان مدينة عدن لم يستسلموا لهذه الظروف الصعبة، بل صمدوا وتغلبوا على أزمة الحرب ومخلفاتها وما تلاها من أزمات أمنية واقتصادية وسياسية. لكن مدينة عدن بالنسبة لساكنيها يجب أن تعود كما كانت مدينة للحب والسلام والأمن والسكينة العامة»، مؤكدة أن ظروفا صعبة مرت بها العاصمة عدن وها هي اليوم تعود إلى طبيعتها، فطلاب المدارس يصدحون بأناشيدهم في الصباح الباكر وكذلك الأسواق التجارية والمؤسسات والشركات وسط فرحة تعم الجميع، مضيفة: «رغم محاولات عناصر الإرهاب لزعزعة الأمن والاستقرار من المدينة، لكن سكان عدن لم يأبهوا لذلك، بل سعوا جاهدين إلى إيصال رسائل مختلفة للإرهاب وعناصره بمهرجانات وفعاليات متعددة». ورغم استمرار موجة الاغتيالات شبه اليومية والتفجيرات الإرهابية التي تستهدف المدينة بين الحين والآخر إلى أن أهالي وسكان العاصمة المؤقتة تغلبوا على تلك الاختلالات، ويمارسون حياتهم الطبيعية بكل تحدٍّ وإصرار، وسط التفاف شعبي ومجتمعي غير مسبوق لاستعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي، وتجاوب المواطنين مع قيادة عدن وكذلك المبادرات الشبابية لتطبيع الحياة في المدينة هي السبب الرئيسي وراء ذلك. وتشهد المدينة جهود حكومية وشعبية متوالية، حيث يعمل القطاع الخاص لإعادة النشاط التجاري للمدينة وإعمار ما خربته الحرب، في الوقت الذي تبذل فيه سلطة عدن جهودا مضاعفة لاستقرار الأوضاع بالمدينة وتوفير الخدمات الأساسية التي تهم الحياة اليومية للساكنين بما فيها استمرار حظر التجوال وتشديد الإجراءات الأمنية وتوفير المشتقات النفطية واستعادة المرافق الخدمية للعمل وإعادة تأهيل وصيانة ما دمرته الحرب وعودة الحركة الملاحية إلى ميناء ومطار عدن الدوليين. ويكافح كذلك شباب وشابات المدينة بصورة دائمة ومستمرة في سبيل تطبيع الأوضاع الحياتية واستتباب الأمن والاستقرار بالمدينة من خلال المهرجانات والفعاليات التوعوية، وكذلك المبادرات المتوالية الرامية إلى التوعية بمخاطر السلاح وضرورة تسليمه للدولة. كما تقوم الفعاليات الشعبية بتزين شوارع المدينة وإقامة الأنشطة الفنية والثقافية المناهضة للتطرف والإرهاب، وتنظم معارض القراءة ضمن جهودها في استعادة الحياة للمدينة وإنعاش الحركة الاقتصادية واستعادة المتنزهات والسواحل للخدمة وسط تجاوب شعبي ومدني كبيرين. ويشير المدرس في قسم الإعلام بجامعة عدن الصحافي حيدرة محسن إلى أنه توجد محاولات للنظام السابق التابع للمخلوع صالح لإرباك المشهد، وإيقاف الحياة في المدينة بالتفجيرات والاغتيالات، وإعطاء صورة انطباع بأن الأمر لن يحسم، ولن تستقر الحياة. ومنذ تحرير عدن من ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في يوليو (تموز) 2015 شهدت عدن عمليات إرهابية وموجة اغتيالات شبه يومية تقوم بها منظومة أجهزة أمنية واستخباراتية تتبع المخلوع صالح تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار بالمدينة وإفشال جهود التحالف والحكومة الشرعية وقيادة في استعادة الحياة الطبيعية للمدينة، كما يريد من خلال ذلك لفت نظر العالم والمجتمع الدولي إلى أن عدن غير آمنة ومستقرة، وذلك من خلال نسب كل الاختلالات الأمنية والعمليات الإرهابية إلى تنظيم القاعدة، و«داعش» التي تتحرك بتعليمات المخلوع صالح نفسه. ويعلق سكان وأهالي عدن والجنوب آمالا عريضة على جهود قيادة العاصمة، ممثلة بالمحافظ عيدروس الزبيدي ومدير الشرطة العميد شلال شائع، وجهود قوات التحالف وفي المقدمة العربية السعودية والإمارات وما يقدمانه من دعم كبير لقيادة عدن، ومن شأن ذلك أن يمكن الأخيرين من استعادة الحياة الطبيعية للمدينة واستتباب الأمن والاستقرار في عدن.

مشاركة :