التحالف الدولي ضد «داعش»: خطتنا ضد التنظيم ثلاثية الأبعاد

  • 2/24/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكولونيل ستيف وارن، المتحدّث الرسمي باسم التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا والعراق، إن غارات التحالف الجوية قتلت في المتوسّط قائدا بارزا في التنظيم الإرهابي كل يومين منذ شهر مايو (أيار) الماضي. وحذّر وارن، مساء أول من أمس في جلسة صحافية مغلقة بلندن، من أن تتحوّل ليبيا إلى وجهة مقاتلي «داعش» الجدد، وقال إن أبرز سبب لذلك هو أن «العراق لم يعد آمنا للإرهابيين قطّ.. فإن كنت من المقاتلين المتطرفين والتحقت بالتنظيم في العراق، فتأكد أن أيامك معدودة». وأوضح المسؤول الأميركي لـ«الشرق الأوسط» أنه «فيما لم نشهد هجرة كبيرة لمقاتلي (داعش) إلى ليبيا من سوريا والعراق، إلا أننا نلاحظ حركة بهذا الاتجاه من طرف القيادات البارزة»، لافتا إلى أن هؤلاء يذهبون إلى ليبيا بغرض تجنيد مقاتلين جدد من الدول المحادّة. وعما إذا كانت الولايات المتحدة تخطط لتنفيذ غارات جوية جديدة على ليبيا، قال وارن إنه «لا خطط بهذا الاتجاه في الوقت الحالي، لكن الاحتمال وارد»، داعيا السياسيين الليبيين إلى تنظيم صفوفهم بهدف مساعدة التحالف الدولي في القضاء على التنظيم الإرهابي. في سياق متّصل، هاجم وارن التدخل الروسي في سوريا، وعدّه «عقبة» أمام عمليات التحالف الدولي. وقال إن جزءا «لا يكاد يذكر» من الغارات الجوية الروسية موّجهة ضد «داعش»، فيما تسخّر باقي الغارات لدعم نظام بشار الأسد، الذي تسبب مباشرة في مقتل نصف مليون مدني، وفقا لأحدث الدراسات. في المقابل، أكد وارن أن التقنيات العسكرية التي يعتمدها التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الإرهابي «في غاية الدقّة»، بل إنها «أكثر الحملات العسكرية دقّة في تاريخ الحروب». وعن التقدّم الذي حقّقه التحالف في العراق وسوريا، قال وارن: «إننا حافظنا على المناطق التي حررناها من (داعش)، والتي تصل إلى 40 في المائة من المناطق التي كان يسيطر عليها في العراق، و10 في المائة في سوريا.. كما نتحرّك في اتجاه تحرير الموصل، وهي معقل الإرهابيين في العراق». وشدد المسؤول بهذا الصدد على أن «التحالف لن يكتفي بالانتصار على (داعش) من خلال حملة عسكرية في سوريا والعراق.. وإنما النصر الحقيقي هو الذي ستحققه القوات المحلية على الأرض». وكشف الكولونيل عن وجود نحو 3600 جندي أميركي و2700 من 18 دولة مختلفة في التحالف بالعراق، يهتمون بتدريب القوات العراقية المحلّية، وأشار إلى أنه تم تدريب 20 ألف جندي عراقي، وألفي شرطي، فضلا عن 5 آلاف مقاتل في صفوف القوات المحلّية السنيّة. ورغم اعتراف المسؤول بأن الحرب ضد «داعش» لا تزال في بدايتها وأن الانتصار على التنظيم الإرهابي سيأخذ وقتا طويلا، فإنه نبّه إلى «ضرورة تفادي إعادة تجربتنا السابقة في العراق، وتحضير القوات المحلية للحفاظ على الاستقرار خلال فترة (ما بعد داعش)». وعن الاستراتيجية التي يتبعها التحالف الدولي لمحاربة «داعش» عسكريا، قال وارن إن الحل يكمن في تنفيذ عمليات ضد التنظيم في العراق وسوريا في الوقت ذاته بهدف إضعافه. وتتبع القيادات العسكرية استراتيجية ثلاثية؛ أولى مراحلها تتم عبر الغارات الجوية للتحالف والقتال على الأرض من طرف القوات المحلية، والثانية تكمن في استهداف مراكز النفط ومصادر التمويل، فيما تركّز المرحلة الثالثة على استهداف القيادات البارزة في التنظيم لزعزعة الاستقرار ضمن صفوفه. ولفت وارن إلى أن الحملة العسكرية التي استهدفت مصادر تمويل «داعش» أثّرت بشكل كبير على قدرته على تجنيد مقاتلين جدد، بل وتسببت في انشقاق كثير منهم بسبب تراجع «الرواتب» التي تدفع لهم. وانخفضت قدرة التنظيم على إنتاج النفط في الآونة الأخيرة من 45 ألف برميل في اليوم إلى 33 ألفا، وتباع هذه الكمية «محليا» في سوريا، وفقا للمسؤول الأميركي. على صعيد متّصل، سمحت إيطاليا للجيش الأميركي أمس باستخدام طائرات من دون طيار لضرب تنظيم «داعش» في ليبيا انطلاقا من قاعدة «سيغونيلا» الجوية الأميركية في صقلية، بعد درس كل حالة على حدة، وفق ما أعلنت عنه وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي. وقالت الوزيرة في مقابلة مع صحيفة «إيل ميساجيرو» إنه «يفترض أن يطلب الأميركيون إذنا من حكومتنا في كل مرة يريدون فيها استخدام» طائرة انطلاقا من سيغونيلا. وأضافت أن هذه الضربات ستكون محصورة بالعمليات التي تعد «الوسيلة الأخيرة»، من أجل «حماية منشآت أو موظفين أميركيين أو من كل التحالف» في ليبيا وجميع أنحاء المنطقة. وتابعت: «هذا ليس قرارا مرتبطا بتسارع في الأمور يتعلق بليبيا»، حيث تدرس عدة دول غربية تدخلا مسلحا لوقف تقدم التنظيم الإرهابي. وأوضحت: «حتى الآن لم تستخدم الطائرات من دون طيار في عمليات مسلحة، ولم نتلق أي طلب بهذا المعنى». إلى ذلك، أعربت روما عن استعدادها لقيادة تدخل عسكري في ليبيا، لكن فقط بتفويض من الأمم المتحدة وبطلب من حكومة وحدة وطنية يفترض أن البرلمان الليبي المعترف به من الأسرة الدولية، سيمنحها الثقة.

مشاركة :