بقلم : عهد الجرف بعد الموجة السلبية السابقة التي إكتسحت بعض وسائل الإعلام فيما يتعلق بتشوية صورة الابتعاث و سلوك العديد من المبتعثين بالخارج، بدأت ردود الأفعال المعاكسة تتزايد دفاعاً عن الكثير من الطلبة الذين أثبتوا جدارتهم بتفوقهم و حصولهم على شهادات التميز و التقدير في مختلف التخصصات و المجالات العلمية، ليتوجه الكثير ممن يعمل في وسائل الإعلام المختلفة بإعداد بعض التقارير عن إنجازات النماذج الناجحة من الطلبة، أو بالكتابة عنهم في المجلات والصحف. وبعد هذا وذاك هدأت هذة الموجة العارمة لتصبح شبه منسية لدى الكثيرين، لكن المفاجأة هي عندما تعلم أن الكثير لا يزال يؤمن بفكرة أن السبق الصحفي أو السبق الإعلامي لا يكون له صيت إلا عند تسليط الضوء على خبطة صحفية و التي غالباً ماتكون خبراً سلبياً و إصطياداً في الماء العكر، بمعنى آن يتم استغلال نقاط الضعف هذه للمصلحة الشخصية كالذي يصطاد في الوحل سمكة لا تؤكل. ومما لا شك فيه أن مثل هذا التصرف هو فكرة محبطة لجميع الطلبة بمجرد التفكير فيها، عندما نجد أن هناك من يتعمد أن يبرز اخطاء المبتعثين أصحاب الهفوات. الشاهد هنا عندما ذهبت مع بعض الأصدقاء لمناقشة عدة مواضيع تتعلق بالمبتعثين مع مجموعة من الإعلاميين التي ترغب بتصوير أفلام قصيرة عن الطلبة ليتم عرضها في موقع يوتيوب، و بعد نقاش قصير فوجئنا بطلب جداً غريب و يحز في النفس، وهو أن نقوم بتصوير بعض المبتعثين و الذين لا يمثلون إلا أنفسهم وهم سُكارى، و أن نذهب إلى الملاهي الليلية لتصوير الطلبة الذين هناك بحكم أننا قريبون منهم ونعلم أين يمكن أن يذهبوا ليلا!!! كان هذا الطلب فعلا كالصاعقة التي أذهلتنا بأن هناك فعلاً من يهمه الخبطة الإعلامية وفقط، متناسياً حجم التشويه الذي سيتعرض له كل هؤلاء الآلاف من الطلبة الناجحين. وليس هذا فقط فقد رفضنا وبشدة وطلبنا منهم تحسين الصورة لا أن نزيد الطين بلة و لكنهم رفضوا بحجة أنهم يريدون التركيز على شيء مختلف. هنا يأتي السؤال أين ديننا من كل هذا!! إن الدين الإسلامي لا يدعوا إلى فضح المسلمين على الملأ بل يدعو إلى التعامل بالحسنى عن طريق النصح و الإرشاد، و من عاب أخاه المسلم إبتلاه الله بالمثل فيما بعد. لماذا لا يتم التفكير مثلا في إنتاج أفلام توعوية قصيرة يمثل فيها بعض الطلبة الذين عاصروا بعضا من هذة الأمور حولهم لإبراز مضار الخمر والمشروبات الكحولية وكيف أنها تهلك بصاحبها، ليكون لدينا إعلام هادف ومثمر. ويأتي سؤال محير آخر، لماذا لا يزال الإعلام الغير شريف لا يفكر إلا في نفسه و في مصلحته، و لماذا لا تزال الأخبار السيئة و الإشاعات سواء كانت في الصحف أو في المجتمع حولنا ذات صدى واسع الصيت يتم تناقله بين الجميع كالبرق سريعا, بينما الأخبار الحسنة و السمعة الطيبة لا تهم كثيراً ولا تكاد تمر إلا كالنسمة الخفيفة على رؤوسنا!!! وإنه لمن الظلم أن يتم التركيز على شريحة قليلة ضعيفة النفوس من الطلبة ليتم إبرزها كمثال عن مايفعله المبتعثين في الخارج وعليه سيصدق الكثير أن هذة هي أيضا تصرفات البقية، ناهيك عن أن أخلاق الإسلامية لا تدعو إلى الفضيحة. وفي نهاية المطاف، نعم إن هناك من يصطاد المبتعثين في الماء العكر.
مشاركة :