مسقط - العُمانية أظهرت دراسةٌ بحثيّةٌ بعنوان "تعزيز التربية من أجل المواطنة العالمية في مدارس التعليم الأساسي بسلطنة عُمان لتحقيق التنمية المستدامة" اهتمام سلطنة عُمان بالتربية من أجل المواطنة العالمية من خلال تضمين وثائق السياسات لمبادئ المواطنة العالمية وعناصرها، وتركيزها على بناء المواطن العالمي، حيث تعكس الوثائق التي تمّ تحليلها اهتمام الحكومة في سلطنة عُمان، وصناع القرار ومتخذيه بمبادئ المواطنة العالمية. أجرى الدراسة فريقٌ بحثيٌّ برئاسة الدكتور خلف بن مرهون العبري أستاذ الأنظمة والسياسات التعليمية المشارك بكلية التربية بجامعة السُّلطان قابوس، وجاءت بتمويل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ضمن برنامج دعم البحوث المؤسسي المبني على الكفاءة. وقال الدكتور خلف العبري إنّ أهمية هذا المشروع البحثي تكمن في تعزيز التربية من أجل المواطنة العالمية والتنمية المستدامة من خلال مسايرة توجهات سلطنة عُمان بأن تكون منارة للسلام والتعايش العالمي، ومثالا يحتذى به بين الأمم في مواكبة التوجهات العالمية، والتقدّم في إحراز الأجندة العالمية (أهداف التنمية المستدامة 2030) التي تتبناها الأمم المتحدة. وأفاد بأنّ ذلك يكون عبر تحليل السياسات والخطط التعليمية لسلطنة عُمان في ضوء التوجهات الوطنية والعالمية للتربية من أجل المواطنة العالمية، وتبصير الكادر المدرسي بأهميتها في تحقيق التنمية المستدامة والعيش بسلام مع الآخرين، وتعزيز معارف الطلبة واتجاهاتهم وسلوكياتهم كمواطنين عالميين، كونهم عماد التنمية المستدامة للوطن. وذكر أنّ التربية من أجل المواطنة العالمية اكتسبت زخمًا كبيرًا في الآونة الأخيرة؛ نظرًا لأهميتهما في التنمية المستدامة للشعوب، وقامت منظمة اليونسكو بوضعها كإحدى الغايات المهمة من الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المختص بالتعليم؛ ونتيجة لذلك، تفاوتت الأنظمة التعليمية بالمنطقة في استجابتها لتضمين التربية من أجل المواطنة العالمية في أنظمتها التعليمية. ووضّح أنّ الدراسة جاءت لبحث واقع ممارسة وتطبيق مدارس التعليم المدرسي بسلطنة عُمان للتربية من أجل المواطنة العالمية، ورصد التحديات التي تواجه المدارس في سبيل تحقيق ذلك، ووضع المقترحات التي تُسهم في تعزيز التربية من أجل المواطنة العالمية في مدارس سلطنة عُمان. وأشار الباحث إلى أنّ الدراسة البحثية أظهرت أنّ الكادر التدريسي في سلطنة عُمان لديهم وعي كبير بالتربية من أجل المواطنة العالمية، ويدركون أهمية تضمينها في تدريسهم، كما أكّدت نتائج الدراسة إلى أهمية التدريب والتطوير المستمر للكادر التدريسي في مجالات وتطبيقات التربية من أجل المواطنة العالمية. وقال الدكتور خلف بن مرهون العبري الباحث الرئيس إنّه بناءً على نتائج الدراسة، فقد طور الفريق البحثي برنامجًا تدريبيًّا تمّ تطبيقه على مجموعة من المعلمين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، واللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، مُضيفًا أنّ الفريق البحثي استطاع أن يروج للبرنامج التدريبي على المستوى الإقليمي، حيث تمّ تبنيه من قبل مكتب اليونسكو في الدوحة، ونُفِّذَ البرنامج في دولة الكويت في أبريل 2023 على مجموعة من معلمي المدارس المنتسبة لليونسكو في دولة الكويت.