تعهَّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أول من أمس، أن بلاده ستفعل كل ما يلزم لكي تتقيد سورية بالاتفاق الذي أعلنته بلاده والولايات المتحدة، لكن الهدنة قوبلت بترحيب دولي حذر، إذ أبدت بعض القوى تخوفها من عدم الجدية، وألا يكون لها أثر في حقن دماء السوريين، وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، لاسيما بعد تلميح النظام السوري بعدم وقف القتال. وأوضح بوتين في تصريحات إعلامية، أن واشنطن وموسكو على استعداد لوضع آلية مراقبة فعالة، لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن هناك فرصة حقيقية لإنهاء سنوات من إراقة الدماء والعنف. وقال: إنه يتعين على كل الجماعات المقاتلة أن تؤكد التزامها بالتهدئة، مبينا أن جبهة النصرة وتنظيم داعش لا يشملهما الاتفاق. إلى ذلك، لفتت بريطانيا، على لسان وزير خارجيتها، فيليب هاموند، إلى أن وقف إطلاق النار لن يكون ناجحا، ما لم يغير بوتين والأسد موقفيهما على الأرض بشكل ملحوظ، مشددة على أن تحترم روسيا بنود الاتفاق عبر وقف هجماتها على المدنيين السوريين والمعارضة، داعية موسكو إلى استخدام نفوذها من أجل ضمان أن يفعل النظام السوري الشيء نفسه. بدوره، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو، أن بلاده ستراقب الاتفاق بيقظة شديدة، حتى يتم تطبيقه بحسن نية من قبل الأطراف المعنيين. في سياق متصل، قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش: إن أنقرة ترحب بخطط وقف القتال في سورية، لكنها ليست متفائلة بأن تتمخض المحادثات بشأن الانتقال السياسي عن نتيجة إيجابية، مضيفا أن لدى بلاده تحفظات تتعلق بالتحركات التي يمكن أن تقوم بها القوات الروسية ضد المعارضة والمدنيين. النظام والمعارضة بلهجة شبيهة بخطاب موسكو، أعلن النظام السوري، أمس، قبوله وقف الأعمال القتالية، مشترطا ألا يشمل ذلك تنظيم داعش وجبهة النصرة والجماعات المرتبطة بالقاعدة. وأضاف في بيان أنه ينسق مع موسكو لتحديد المناطق التي ستشملها الخطة المقرر دخولها حيز التنفيذ، السبت المقبل. في المقابل، لاقى اتفاق وقف إطلاق النار ردا حذرا من منسق الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، إذ توقع ألا يمتثل كل من نظام الأسد، وروسيا وإيران، لبنود الهدنة. وأكد حجاب أن الهيئة العليا للمفاوضات ستقبل الاتفاق إذا أوقف النظام والأطراف الداعمة له، كل أشكال الحصار، إضافة إلى السماح بإدخال المساعدات وإطلاق سراح جميع السجناء، وإنهاء القصف والهجمات على المدنيين. يذكر أن الولايات المتحدة وروسيا أعلنتا، في بيان مشترك بثته وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس، أن اتفاقا لوقف إطلاق النار في سورية سيدخل حيز التنفيذ في 27 فبراير الجاري. ويشترط الاتفاق على المعارضة السورية وقف الهجمات بكل الأسلحة، وامتناعها عن محاولة السيطرة على أي أرض، كما يؤكد استمرار الضربات ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة رغم الهدنة. تساقط قتلى إيران ذكرت وكالة إيرانية أن 68 عنصرا من قوات الحرس الثوري الإيراني لقوا مصرعهم خلال الأسبوع الماضي، في معارك ضد المعارضة السورية، مشيرة إلى أن أغلبهم قتلوا بريف حلب الشمالي. وكان الحرس، أعلن السبت الماضي، مصرع الجنرال حميد رضا أنصاري، وهو من قادة فيلق روح الله، التابع للحرس في محافظة أراك وسط إيران. وبحسب موقع "مدافعين حرم"، الذي يغطي أخبار المقاتلين الإيرانيين في سورية، فإن من بين القتلى ضباطا كبارا، بينهم عناصر من الحرس الثوري ومتطوعون من ميليشيات الباسيج قتلوا بريف حلب. وبينما أكد الموقع زيادة عدد قوات الحرس الثوري والباسيج في سورية خلال الأسابيع الأخيرة، أشارت تقارير إلى أن تعدد القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية الأفغانية والباكستانية والعراقية وصل إلى نحو 60 ألف عنصر يقاتلون في جبهات عدة ضد المعارضة. في السياق ذاته، تداولت وسائل إعلام رسمية إيرانية، صورة لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، وهو يزور جرحى القوات الإيرانية الذين أصيبوا في سورية، بأحد مستشفيات العاصمة طهران. وذكر موقع "صراط نيوز"، أن سليماني زار الأحد الماضي، عددا من الجرحى الإيرانيين بينهم أمير حسين حاجي نصيري. وكانت مصادر مطلعة، أفادت في وقت سابق، أن مستشفى "بقية الله" التابع للحرس الثوري الإيراني في طهران استقبل أكثر من 1500 جريح من عناصر الحرس والميليشيات الشيعية من الأفغان والعراقيين والباكستانيين، أصيبوا خلال المعارك ضد المعارضة بسورية.
مشاركة :