استعرض برنامج "المرصد" في قناة "الاقتصادية" معاناة الخريجات القديمات، وما مررن به من ظروف قاسية ومماطلة من الجهات المختصة، تحت عنوان "الخريجات القديمات بين اليأس والأمل"، في حلقة غاب عنها متحدثو الخدمة المدنية ووزارة التعليم، رغم محاولة البرنامج الوصول لهما. وتناولت الحلقة ملفاً لم يُغلق منذ عقدين وأكثر من الزمن، رغم وعود وزير الخدمة المدنية خالد العرج بالنظر فيها بتغريدة أطلقها قبل مدة ليست بالقصيرة في حسابه الشخصي بـ"تويتر". وتحدثت إحدى الخريجات خلال الحلقة، وهي خريجة عام 1425هـ، من جامعة الملك عبدالعزيز، عما تعرضت له من مماطلات ومراجعاتها المتكررة لوزارة المالية والتعليم ومؤسسة التقاعد، ومنعهن من الدخول إلى المسؤولين. وروت خريجة تخرجت من جامعة أبها عام 1426هـ معاناتها مع الملف الأخضر، ثم مع موقع "جدارة"، ولم يشفع لها طول البقاء في حل مشكلتها. وفي مداخلة مع متحدثة الخريجات منيرة العصيمي قالت: "نحن خريجات قديمات ممن مضى على توقف نقاطنا أكثر من 10 سنوات، تربويات وغير تربويات ومنتسبات ومنتظمات ومجتازات قياس وغير مجتازات، وتخرجنا من جامعات سعودية، ولم تكن هذه التصنيفات موجودة، بمعنى أن هناك منا من هي غير تربوية وعلى رأس العمل". وأضافت: "بدأت مطالبنا عام 1431هـ حتى صدر الأمر الملكي بعدها بعام، ولم نحظَ بالتعيين فيه، ولم تفعّل الحلول، وبعدها فُرض علينا قياس، والمفترض ألا يطبق على خريجي ما قبل القرار، وبداية لم يكن إلا اجتياز فقط، وقُسم على ثلاث مراحل، ومن اختبرت بالمرحلة الثالثة حُرمت من دخول المفاضلة في تلك السنة؛ نظراً لتقييمها المتأخر". وأردفت: "بعدها تفاجأنا بأنهم أدخلوا درجة قياس ضمن عناصر المفاضلة ليزداد الأمر سوءاً ونعاني؛ نظراً لتباين عناصر المفاضلة من تقديم لآخر، وتوالت مطالبنا حتى وصلت لوزير الخدمة المدنية خالد العرج الذي تبنّاها مشكوراً". وقالت: "عمل العرج على بحث حلول لنا، ووعدنا بالعمل عليها، ونطالب بسرعة استيعابنا في وظائف حكومية تعليمية أو إدارية، لا نريد الانتظار كثيراً فأعمارنا تزيد، ونريد مساواتنا بالغير". وتداخل القانوني الدكتور سليمان العجلان وبادر بسؤال متحدثة الخريجات: لماذا تم تجاهلكم؟ فردت بأنها عشوائية عناصر المفاضلة والتخبط، وسألها سؤالاً آخر: هل هناك من توظفت بعدكم وتعينت؟ ولماذا تجاهلكم التعيين؟ فأجابت: نعم هناك من عُينت بعدنا، والسبب يعود لعناصر المفاضلة. وتساءل "العجلان": لماذا لم يُعيّنوا طالما أنهم تجاوزوا كل المراحل وأصبح الطريق المكشوف أمامهم؟ وطالب "العجلان" بالنظر في أوضاعهم، وإيجاد حلول لكل الخريجات، وخاصة الخريجات القديمات؛ لأنهن أبناء الوطن. وتابع: "من الحلول، الأمر الذي صدر من الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1432هـ والحل الآن بين أيديهم، وفيه استحداث 52 ألف وظيفة فأين هي؟ ونقول للجهات المختصة التي وُجّه لها الأمر الملكي هل خاطبتم الملك، وقلتهم نحن عاجزون عن تنفيذ أمرك؟". وأضاف: "كذلك تغطية العجز على أرض الواقع، وإذا هناك عجز لماذا تم استحداث المعلمات البديلات وكذلك تغطية الحاجة في مدارس الأطفال، هناك معلمات يعملن ولا يأمنّ الخادمات". وزاد: "والمفترض أن يكون بجانب كل مدرسة حضانة، كذلك تغطية الحاجة في المدارس الحكومية، كذلك أعطى معلمات المدرسة الخصوصية وظائف رسمية ويحسب لها تقاعد، ومساواة معلمات الخاص بالعام من حيث التقاعد والمراتب". وتداخل أحمد آل مفرح رئيس اللجنة الشؤون التعليمية بمجلس الشورى سابقاً وقال: "موضوع الخريجين والخريجات هو ملف من الملفات الكبيرة، وبلا شك لها أبعادها، وبحاجة لنظرة شمولية، ومن هنا انطلقت الاستراتيجية الوطنية للتوظيف؛ لتحل مشكلة تفاقم الخريجين والخريجات مع الأيام". وزاد: "هذا الملف ننظره من عدة جوانب، وأولها الجانب المالي، وليس بالضرورة أن تلبي المالية مطالب الجهات الأخرى، ولا بد أن نضع هذا على البال، والحل هو أن نعيد النظرة للوظائف خاصة الوظائف التعليمية". واختتم: "وهذا الملف ليس من اختصاصات لجنة الشؤون التعليمية فقط بل من اختصاصات وزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية، وبالتالي هناك أكثر من لجنة تدرس هذا الملف وخرجت بالاستراتيجية الوطنية للتوظيف". ثم دار نقاش بين "العجلان" و"آل مفرح" عن قرارات الشورى التي يجب تطبيقها، والتي تُرفع للجهات المختصة والقرارات الأخرى التي تكون غالباً استرشادية.
مشاركة :