كشفت جامعة نيويورك أبوظبي، عن تعاون فريق من الباحثين فيها بقيادة الأستاذ المشارك في علم الأحياء يوسف إدغضور، مع أطباء من عدة مستشفيات في أبوظبي، لدراسة العلاقة بين جزيئات “RNA” الصغيرة التي تنظم الجينات والمعروفة باسم “ميكرو الحمض النووي الريبوزي microRNA”، وشدة حالات الإصابة بمرض “كوفيد-19” بين غير المطعمين. ونجح فريق الباحثين في تحديد جزيئات “RNA” الصغيرة المرتبطة بضعف الاستجابة المناعية لدى المريض وحاجته للدخول إلى وحدة العناية المركّزة. وتمكن الفريق خلال هذه العملية من إنشاء أول صورة جينومية لتركيب ميكرو الحمض النووي الريبوزي في الدم عند مرضى “كوفيد-19” غير المطعمين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، ولا سيما مع استمرار غياب التمثيل الكافي لسكان هذه المناطق في أبحاث علوم الجينوم المختلفة. وتوصّل الباحثون إلى التغيرات التي تطرأ على هذه الجزيئات في المراحل الأولى من الإصابة، والتي تقترن بخصائص دموية معينة وموت الخلايا المناعية، ما يسمح للفيروس بتفادي نظام المناعة داخل الجسم والتكاثر فيه. وتوضّح نتائج الدراسة الجينية للنظام المناعي، أن التكوين الوراثي للمريض يؤثر على وظيفة جهازه المناعي وشدة إصابته بالمرض، وهو ما يوفر رؤى جديدة حول سبل تحسين تشخيص وعلاج المرضى، ونظراً لتنوع العينات المشمولة بالدراسة، ترجح التوقعات إمكانية تطبيق هذه النتائج على 30% من سكان العالم الذين يسكنون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. ونشرت مجلة “هيومن جينوميكس” العالمية، الدراسة تحت عنوان "دور ميكرو الحمض النووي الريبوزي microRNA في تنظيم الإستجابة المناعية عند مرضى كوفيد-19"، حيث يقدم فريق البحث نتائج تحليل مجموعة بيانات مختلفة في علم الأومكس، بما في ذلك الأنماط الوراثية واستجابة ميكرو الحمض النووي الريبوزي والحمض النووي الريبوزي المرسال عند المرضى عند دخولهم المستشفى، إلى جانب البيانات السريرية والصحية والديموغرافية. وقام الباحثون بتحليل 62 من المتغيرات السريرية ومستويات الاستجابة لـ 632 جزيئة ميكرو من الحمض النووي الريبوزي، تم قياسها عند دخول المرضى للمستشفى، بالإضافة إلى تحديد 97 جزيئة مرتبطة بثماني خصائص دموية تقترن بشكل كبير بحاجة المريض للدخول إلى وحدة العناية المركزة. وقال يوسف إدغضور، : “تسهم هذه النتائج في تطوير إدراكنا لأسباب قدرة بعض المرضى على تحمل ”كوفيد-19" بشكل أفضل من غيرهم، وتُظهر الدراسة الجديدة أن جزيئات ميكرو الحمض النووي الريبوزي تُعد من العلامات الحيوية الواعدة التي تساعد على تحديد شدة المرض بشكل عام، ويمكن أن تساعد على تحسين التدخل العلاجي، كما يمكن تعميم أساليب هذه الدراسة لتشمل عينات سكانية أخرى بهدف تعزيز فهمنا لتنظيم الجينات بوصفها آلية أساسية تؤثر على قدرة المريض على إبداء استجابة فعالة لـ"كوفيد-19" وربما لأمراض أخرى". تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :