لا تقلق أنت في دبي

  • 6/14/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هذا يحصل معي دائماً، فقبل السفر بساعات أتذكر أشياء يجب عليّ إنجازها، فأجدني أركض يميناً ويساراً لأجل ذلك، لا أدري إن كان ذلك يحصل معكم، لكنني على يقين أن السهو والأخطاء والنسيانات الفادحة هي أكثر ما يربط البشر ويوحد بين الناس؛ لذلك فهناك كثيرون يذهبون للسوبرماركت أو محل النظارات أو لمحل الخياط قبل موعد التوجه للمطار بساعات، أما المنظمون وغير العشوائيين، الذين يحزمون حقائبهم قبل السفر بثلاثة أيام، فأنا لا أحسدهم إطلاقاً؛ لأنني أعتقد أن البشر مختلفون، وأن قليلاً من المفاجآت الصادمة لا تضر بقدر ما تمنح بعض التوتر وأفكاراً حلوة للكتابة! قبل التوجه للمطار بأربع ساعات فقط كنت أقود سيارتي لشراء بعض الاحتياجات، كنت متأكدة أن هناك متسعاً من الوقت، وصلت واشتريت ما أردت، وغادرت خلال 20 دقيقة فقط، وضعت مشترياتي في المقعد الخلفي، وتركت العربة في موقف السيارات، وقدت مجدداً إلى متجر النظارات لاستلام نظارتي الجديدة، وبمجرد أن خرجت من السيارة، أدركت أنني نسيت حقيبة يدي في عربة التسوق! ولكم أن تتخيلوا ما الذي شعرت به! جواز سفري، بطاقات البنك والصراف، والهوية، ورخصة القيادة، ومفاتيح البيت، وهاتفي المحمول، ومبلغ 15 ألف درهم، كلها كانت في حقيبتي التي في عربة التسوق المرمية في موقف سيارات على الطريق العام.. أرجوكم (بلاش عتاب على رأي عبدالحليم حافظ)، فيكفيني تلك المشاعر الشنيعة التي اجتاحتني! في طريق العودة والأمل دعوت كل الأدعية، وقرأت كل الآيات القرآنية التي أحفظها، وصرخت على سائقي السيارات الذين يقودون ببطء، وشتمت الطريق الذي صار طويلاً جداً، كانت العربة مكانها، ولا أثر للحقيبة طبعاً، توجهت لرجل الأمن سألته وأنا أرتجف توتراً وقلقاً، فابتسم الرجل وسألني عن لون الحقيبة، ذكرت له أنها زرقاء فاقع لونها تسر السارقين!! قال لي: اطمئني، لا تقلقي يا سيدتي، فأنتِ في دبي، ودخل إلى غرفة المفقودات حاملاً الحقيبة، لم أكد أصدق، أخذتها وعدت ثانية لأخذ نظارتي! طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :