أنقرة - أعلن حزب العمال الكردستاني الذي يخوض نزاعا مسلحا ضد الجيش التركي منذ عام 1984 إنهاء وقف أحادي الجانب لإطلاق النار أعلنه في أعقاب الزلزال المدمر في السادس من فبراير/شباط، بينما كثّفت القوات التركية خلال الأيام الأخيرة هجماتها على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمالي سوريا. وأعربت منظومة المجتمع الكردستاني المشرفة على حركة التمرد الكردية بأكملها بما في ذلك حزب العمال الكردستاني الثلاثاء عن استنكارها حدوث موجة جديدة من الهجمات من جانب القوات التركية وقررت إنهاء قرار وقف العمليات العسكرية، وفق ما جاء في بيان لها نشرته وكالة أنباء "فرات" المؤيدة للأكراد. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان اليوم الأربعاء عن مقتل 4 قيادات من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وإصابة 3 آخرين بجروح، إثر استهداف طائرة مسيرة تركية سيارتهم على طريق القامشلي المالكية بريف الحسكة. وتابعت أن "سلاح الجوي التركي نفذ 24 عملية قصف باستخدام طائرات مسيرة منذ مطلع العام 2023، تسببت في مقتل 36 شخص، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 29 شخص". وكان حزب العمال الكردستاني المصنف منظمة إرهابية في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أعلن في 10 فبراير/شباط تعليق عملياته في تركيا "طالما أن الدولة التركية لا تهاجمه"، وجاء ذلك بعد أربعة أيام من الزلزال الذي أودى بأكثر من 50 ألف شخص في جنوب شرق البلاد. ومدّد الحزب وقف إطلاق النار خلال الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية في مايو/أيار. وينفّذ الجيش التركي بانتظام عمليات ضد حزب العمال الكردستاني في تركيا والعراق ويستهدف أيضا في سوريا وحدات حماية الشعب المتحالفة مع الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والتي تتهمها أنقرة بالارتباط بحزب العمال الكردستاني. وأعلنت أنقرة أنها قضت على عشرات المقاتلين الأكراد في شمال سوريا منذ الأحد. ومنذ عام 1984حمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة التركية في 1984. ولقي عشرات الآلاف من الأشخاص مصرعهم في الصراع الذي كان في السابق يتركز بشكل أساسي في جنوب شرق تركيا. ويمتلك حزب العمال الكردستاني قواعد خلفية ومعسكرات تدريب في منطقة سنجار شمال العراق وكذلك في المناطق الجبلية بإقليم كردستان الحدودي مع تركيا. وعلى مدى عقود أقامت أنقرة بحكم الأمر الواقع عشرات القواعد العسكرية في كردستان العراق. وشن الجيش التركي حملات عسكرية ضدّ حزب العمال الكردستاني تخلّلتها غارات جوية وفي بعض الحالات عمليات برية. وتتهم أنقرة الحزب الذي تنصفه "تنظيما إرهابيا" ووحدات حماية الشعب بتنفيذ هجوم بقنبلة أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 في شارع الاستقلال بوسط اسطنبول في 13 نوفمبر/تشرين، وقد نفى كل منهما مسؤوليته. وتسعى أنقرة إلى التخلص من عبء محاربة التنظيمات الكردية السورية التي تشكل خطرا عليها، بما أن تشكل كيان كردي على حدودها سيحفز النزعة الانفصالية لدى الأكراد وبالتالي فإنها تهدف إلى التقارب مع نظام بشار الأسد لإنهاء الحلم الكردي بالانفصال.
مشاركة :