أوقفوا هذا العبث الخطير فورا

  • 12/29/2013
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

لا ينبغي في أحلك اللحظات التي يمر بها الوطن أن نفقد الثقة في قدرتنا على تجاوز المحنة ، ولا قدرتنا على التمسك بالعقل ، ولا قدرتنا على إنقاذ الوطن ، ولا قدرتنا على أن نمسك بتلابيب الوطن وأطرافه ومنعها من الهاوية ، كما لا ينبغي تحت أي ظرف أو مناخ سياسي أو صراع مهما كان عنفه وقسوته ، أن نسمح لشرذمة حمقاء أو متآمرة من أن تعرض تماسك الوطن ووجوده للخطر ، أقول هذا بمناسبة ما حدث في المنصورة بعد أحداث التفجير الإرهابي الأخير ، حيث قامت شراذم من المجهولين والبلطجية وأصحاب المصالح الإجرامية باستباحة بيوت ومحلات تجارية بدعوى الغضب من الإخوان ، قبل أن يتبين أن بعضها ، والتجارية خاصة ، لا صلة لها بالإخوان ، ثم تكرر الأمر في مناطق أخرى وحدث أمس في القاهرة والجيزة في المواجهات مع مظاهرات أنصار الرئيس المعزول ، والأخطر من ذلك أن تكون هناك وسائل إعلام رسمية أو خاصة تحرض علنا على تلك الجرائم ـ تحت سمع وبصر السلطة ـ وتعقد برامج وحوارات من أجل تبريرها وتلميع من يفعلها من أجل حث الآخرين على أن يفعلوا مثله ، ووصف ذلك بأنه ثورة الغضب على أنصار المعزول ، والدعوات المجنونة التي تتحدث عن طرد أنصار مرسي من بلاد بعينها وتهجيرهم من بيوتهم وإمهالهم وقتا حتى يغادروا ، ونحو ذلك من جرائم ، كلها جرائم بنص القانون المحلي وبنص القانون الدولي أيضا ، ومع ذلك لا يتحرك أحد من أجل التصدي لمثل هذه الجرائم المروعة في حق الوطن ، لا النيابة العامة ولا أي جهة رسمية ولا حتى أي جهة حقوقية ، وهذه الدعوات هي جريمة في حق الوطن وسلامته وتماسكه ووحدته ، بغض النظر عن كونها جريمة ضد الإنسانية ، وإذا تجاوزنا حقيقة أن الانقسام السياسي الحالي هو داخل البيت الواحد أو العمارة الواحدة أو الشارع الواحد ، لنا أن نتخيل لو أن كل مدينة أو قرية فيها غلبة لأنصار السيسي أو أنصار مرسي قررت تبني هذا الإجراء ، والسلاح حاضر ومنتشر في ربوع مصر الآن كما لا يخفى ، كما أن كل مؤسساتنا الأمنية والعسكرية تتشكل عناصرها من تلك البيئات كلها ، من صعيد مصر إلى سيناء إلى الدلتا إلى الغرب المفتوح على بوابات ليبية تتدفق منها النار والبارود كما يتدفق الماء من صنبور البيت ، هل نتصور مآلات الأمور إذا لم نأخذ على يد هؤلاء الحمقى والمجرمين الذين يروجون لهذا الانحطاط المنسوب للعمل السياسي ، هل هناك أحد في الدولة الحالية أو في المعارضة أو أي وطني مصري يتصور أن نسمع عن تكوين مناطق محررة داخل الوطن من هذا الفريق أو ذاك ، أو أن يتطور الوضع لإعلان بعض المناطق استقلالها عن السلطة المركزية مثلا ، ماذا يريد هؤلاء المجانين ، هل هناك من يفكر في تفجير السيناريو السوري في مصر ، خابوا وخسروا ، وما معنى أن تطبل لهؤلاء قنوات فضائية كبيرة رسمية وخاصة وينشر ذلك في مقالات يومية بصحف كبيرة ، وما معنى أن تروج لهذا الجنون صفحة معروفة لبعض ائتلافات ضباط الشرطة وتذكر أسماء محلات بعينها ومناطق بعينها . ولا يخفى أن الفوضى الحالية وعمليات التحريض المتسترة باسم الغضب على الإخوان صنعت مساحات فراغ لتصفية حسابات بين رجال أعمال أصحاب مشاريع ومصالح متنافسة وصراعات تجارية حادة ، ويكفي أن تلعب مع عشرين أو ثلاثين بلطجيا فتستغل الأحداث وسخونتها للتهييج على محلات منافس لك فيتم تدميرها ونهبها لتأديب منافس تجاري لا أكثر ، وكله يمسح في الإخوان ، ولا أريد أن أذكر أسماء ، فالكل يعرف ، كما أن المحلات التي دمرت أمس في الجيزة لا تخرج بعيدا عن تأديب بعض الجهات لوزير الرياضة ، وباختصار ، كل من يشارك في هذه الدعوات أو يحرض عليها أو يباركها هو مجرم في حق الوطن وحق الإنسانية معا ، وكل سلطة تتغاضى عن هذه الجرائم أو تسكت عليها هي شريكة في الجريمة ضد الوطن ، لا بد من أن نأخذ جميعا على يد هؤلاء المجرمين ، أيا كانت صفتهم ، الوطن ووحدته وسلامة أراضيه وسلامة نسيجه الاجتماعي ، فوق الأحزاب وقبل الجماعات ، ليس مكانا لتصفية حسابات سياسية أبدا ، ولن يكون بإذن الله . almesryoongamal@gmail.com المصريون

مشاركة :