تونس 13 يونيو 2023 (شينخوا) شدد الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم (الثلاثاء) على أن بلاده بحاجة اليوم إلى الفوسفات وإلى كل ثرواتها الوطنية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية. وقالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية مساء اليوم عن الرئيس قيس سعيد قوله خلال زيارة قام بها اليوم إلى مدينة قفصة بجنوب غرب البلاد، التقى خلالها بعدد من المعتصمين أمام مقر انتاج الفوسفات التجاري، إنه "من الضروري أن يسترجع قطاع الفوسفات اليوم نسق إنتاجه العادي". وأضاف قائلا "تونس اليوم في حاجة إلى الفوسفات وإلى كل ثرواتها الوطنية"، مؤكدا في هذا الصدد أن الدولة التونسية "لن تُفرّط في شركة الفوسفات"، ودعا هؤلاء المعتصمين إلى فك اعتصامهم والتوجه لبعث مشاريع خاصة وإلى استغلال الأراضي الزراعية لإحيائها وخلق الثروة. ويعتصم أمام مقر انتاج الفوسفات التجاري بقفصة منذ العام 2020 العشرات من العاطلين عن العمل للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم في شركة الفوسفات، الأمر الذي تسبب في وقف نشاطها في إنتاج الفوسفات التجاري. كما يعتصم عدد آخر من طالبي الشغل بمنطقة الرديف التابعة لمحافظة قفصة، الأمر الذي تسبب في تعطيل تصدير مخزون مهم من الفوسفات التجاري، لا يقل حجمه عن 1.5 مليون طن من الفوسفات التجاري، نحو عدد من زبائن شركة فوسفات قفصة من مُصنعي الأسمدة الكيميائية وذلك انطلاقا من الرديف. وتابع الرئيس قيس سعيد مخاطبا هؤلاء المعتصمين "أنا لا أبيع الأوهام، وأنا أُمهّد لكم الطريق لخلق الثروة عن طريق الشركات الأهلية"، مذكرا في المقابل، بقرارات مجلس الأمن القومي الذي عُقد يوم 26 ابريل الماضي للنظر في ملف الفوسفات الذي يعاني من التعثر منذ العام 2011. يُشار إلى أن تونس تُخطط لاسترجاع نسق انتاج الفوسفات واستعادة مكانتها كأبرز المصدرين مستفيدة من ارتفاع كبير في أسعار الأسمدة بسبب الحرب في أوكرانيا. وتأمل تونس في أن يُعزز ارتفاع إنتاجها من الفوسفات من إيراداتها المالية بالنقد الأجنبي، لاسيما في هذه المرحلة التي تمر فيها البلاد بأزمة مالية جعلتها تتفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 1.9 مليار دولار. وكانت وزارة الطاقة والمناجم التونسية قد أعلنت في وقت سابق أنها تخطط لاسترجاع نسق إنتاج الفوسفات واستعادة مكانة تونس العالمية في هذا المجال. وأوضحت أن إنتاج الفوسفات في تونس بلغ 3.7 مليون طن خلال العام الماضي، وأنها تعمل من أجل زيادة هذا الإنتاج إلى 5.6 مليون طن خلال العام الجاري، و8 ملايين طن في العام 2024 و12 مليون طن في العام 2025. ويعتبر قطاع الفوسفات في تونس واحدا من القطاعات المهمة الداعمة لاقتصاد البلاد، حيث تمثل عائداته 10% من إجمالي إيرادات صادرات البلاد، إلى جانب توفيره لنحو 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. وكانت تونس تعد رابع أكبر منتج للفوسفات في العالم، إذ بلغ إنتاجها في عام 2010 نحو 8.2 مليون طن، غير أن المصاعب الناتجة عن الاحتجاجات الاجتماعية التي واجهت هذا القطاع على امتداد السنوات التي تلت الثورة جعلت تونس تفقد ذلك المركز العالمي. وتراجع إنتاجها بشكل لافت، حيث وصل في العام 2016 إلى 2.6 مليون طن، بخسائر تجاوزت ملياري دولار، قبل أن يرتفع مجددا إلى 4.5 مليون طن عام 2017، ثم يتراجع إلى 2.7 مليون طن في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، بحسب بيانات نشرتها في وقت سابق شركة فوسفات قفصة الحكومية.
مشاركة :