أكد الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس، استعداده لتطبيق وقف إطلاق النار المزمع البدء به في سورية اعتباراً من السبت المقبل، فيما نددت دمشق بتصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري غداة إعلانه أن بلاده تدرس خطة بديلة للتعامل مع الوضع في سورية، محملة واشنطن وحلفاءها مسؤولية اندلاع الأزمة في البلاد، بينما نفت موسكو علمها بوجود خطة بديلة في حال لم تكن موسكو ودمشق جادتين في التفاوض على انتقال سياسي. وأعلن الكرملين، أمس، أن الأسد أكد لبوتين في اتصال هاتفي بينهما استعداده لاحترام الاتفاق الأميركي الروسي حول وقف اطلاق النار بعدما كانت دمشق أعلنت قبوله أول من أمس. وقال في بيان إن الأسد أكد بصورة خاصة أن الحكومة السورية على استعداد للمساهمة في تنفيذ وقف إطلاق النار. وأضاف أن الأسد اعتبر أن الهدنة تشكل خطوة مهمة نحو تسوية سياسية للنزاع. غير أن الرئيسين أشارا الى أهمية التصدي بلا هوادة لتنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية الأخرى المصنفة كذلك من الامم المتحدة. من جهتها، أوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد أكد خلال الاتصال استعداد الحكومة السورية للمساهمة في تنفيذ وقف الأعمال القتالية. وأجرى بوتين ايضاً اتصالين بالرئيس الإيراني حسن روحاني وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لبحث مسألة وقف إطلاق النار في سورية. وأعلن الكرملين في بيان أن العاهل السعودي رحب بالاتفاق المبرم حول وقف إطلاق النار. كما ذكّر روحاني وبوتين بـأهمية العمل المشترك الذي تقوم به روسيا وإيران في اطار تسوية الازمة السورية، خصوصاً في القتال الشرس ضد تنظيم داعش وضد جبهة النصرة وضد التنظيمات الإرهابية الاخرى التي أدرجت على اللائحة السوداء لمجلس الامن الدولي. وأبدت إيران، حليفة النظام السوري، تأييدها لوقف إطلاق النار. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان منذ بداية الأزمة في سورية شددت إيران دائماً على وقف لإطلاق النار، ونحن نثق بالتزام الحكومة السورية باحترام وقف إطلاق النار، ولكن ليس واضحاً ما اذا كانت المجموعات المسلحة المرتبطة بالمجموعات الإرهابية المعروفة ستحترمه. وفيما تتكثف الجهود الدولية للدفع في اتجاه الالتزام بالهدنة، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أول من أمس، عن وجود خطة بديلة لدى واشنطن في حال لم تكن موسكو ودمشق جادتين في التفاوض على انتقال سياسي. وقال في جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، إنه أبلغ الرئيس الروسي بأن الولايات المتحدة لن تنتظر أكثر من أشهر قليلة لترى ما إذا كانت موسكو جادة بشأن المحادثات. إلا انه لم يكشف عن تفاصيل الخطة البديلة التي سينصح الرئيس الاميركي باراك أوباما باتباعها في حال فشلت الجهود للتوسط من أجل التوصل الى اتفاق سياسي لإنهاء الحرب الأهلية في سورية. وألمحت مصادر دبلوماسية والصحافة الأميركية الى أن الخطة الجديدة قد تشتمل على تدخل عسكري للولايات المتحدة والتحالف، إلا ان واشنطن لاتزال حذرة جداً من الانجرار الى النزاع بشكل أكبر. ونددت دمشق، أمس، بتصريحات جون كيري. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، إنه تعقيباً على حديث كيري عن إطالة الأزمة في سورية واحتمال التقسيم فإن الجمهورية العربية السورية تدين هذه التصريحات التي تجافي الواقع، وتأتي في سياق التضليل لإخفاء مسؤولية بلاده عما تتعرض له سورية من جرائم المجموعات الإرهابية. وفي موسكو، أكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن التطبيق الفعلي للبيان الروسي - الأميركي المشترك حول وقف الأعمال العدائية في سورية قد بدأ، نافياً علم موسكو بوجود أي خطة أميركية بديلة. ونقلت وكالات روسية عن المصدر قوله لا يعرف الجانب الروسي شيئاً عن الخطة (ب) التي تتكلم عنها الولايات المتحدة. وأضاف بذلنا جهوداً مكثفة لصياغة البيان، وعلينا أن نبذل كل ما بوسعنا من أجل تطبيقه عملياً، مؤكداً أن التطبيق العملي للاتفاق قد بدأ، ولا يجوز للجانب الأميركي أن يفقد الأمل مسبقاً.
مشاركة :