في ثاني أيام معرض سيئول الدولي للكتاب، والذي تحل فيه الشارقة ضيف شرف على المعرض، تشهد القاعات نشاطاً ثقافياً مكثفاً ومشتركاً بين الجانبين الإماراتي والكوري الجنوبي، حيث يضم الوفد الإماراتي عدداً كبيراً من المثقفين والكتاب والمبدعين الإماراتيين إلى جانب رؤساء تحرير صحف وإعلاميين ومسؤولين كبار. وقد شهدت فعاليات المعرض جلسة نقاشية بعنوان «الصالونات الثقافية في دولة الإمارات وكوريا الجنوبية وآثارها المجتمعية» تطرقت لتاريخ الصالونات الثقافية في كوريا منذ فترة الاحتلال الياباني وخلال سنوات السبعينيات والفلسفة التي قامت عليها تلك الصالونات ودور النساء في ذلك، ولقد أشارت المتحدثة الشاعرة سنغ كيم هي إلى ما شهدته هذه الصالونات من صراعات وتطورات وانعكاسات على الأسلوبية ومناهج التعبير واللغة في الشعر والأدب الكوري، كما تناولت الشاعرة سنغ كيم هي، التي تلقب بأم شاعرات المستقبل في كوريا عن تجربتها وزملائها الشعراء في هذه الصالونات، التي كانت حكراً على طبقة النبلاء والأغنياء الذين يستقبلون ضيوف صالوناتهم الرجال والنساء كل على حدة، حيث تجري النقاشات والحوارات حول القضايا المحلية الراهنة كما تعقد في هذه الصالونات جلسات للغناء والرقص وتقام فيها موائد طعام فخمة. بدورها استعرضت الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان نشأة وظهور الصالونات وأندية القراءة في دولة الإمارات ودور المثقفين والتجار قديماً في عقد صالونات ومجالس مشابهة فترة ما قبل الاتحاد، ثم دخلت المرأة كعامل مهم في تأسيس عدد كبير من أندية القراءة في السنوات الأخيرة، بدءاً بأسماء الصديق التي تعد صاحبة المبادرة الأولى في تأسيس صالون الملتقى كأول صالون إماراتي للقراءة، مشيرة إلى القوانين والإجراءات الحكومية الهادفة إلى تعزيز القراءة وتكريسها كسلوك ثابت في حياة المواطن الإماراتي وتحديداً منذ العام 2016 الذي أقر كعام للقراءة، وشهد إصدار قانون القراءة والاستراتيجية الوطنية والصندوق الوطني للقراءة، التي أطلقتها الإمارات ضمن حزمة استراتيجيات ومشجعات للارتقاء بثقافة القراءة. شهدت الجلسة جمهور من المهتمين بالأدب والقراءة وعدد من أعضاء الوفد الإماراتي في كوريا، وقد قامت الشاعرة الكورية سنغ كيم هي والكاتبة عائشة سلطان في نهاية الجلسة بتبادل نسخ من كتبهما المترجمة للغتين العربية والكورية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :