حذّرت الأخصائية النفسية والمتخصصة بمجال الأطفال والمراهقين، هند نعمان، من أن ظاهرة الاحتفال بالأبناء أمام المدارس تولد الكره والحقد. ورغم تحفظ الكثير من الأشخاص على إقامة حفلات التخرج وتصويرها ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار أنها جرح مشاعر لبعض الطلاب والطالبات الذين لا يستطيعون إقامة مثل هذه الحفلات؛ لعدة أسباب؛ ومنها فقد الوالدين، أو لأسباب مادية، إلا أن هذه الأسباب لم تمنع الكثير من إقامة حفلات التخرج، وتحديدًا خارج أسوار المدرسة، ومنهم من يُقيمها في قاعات أفراح وفنادق لتثقل بتكاليفها كاهل الأسرة، بحجة أن هذه الحفلات تلعب دورًا في تشجيع الطلبة على التميز وتجذبهم للدراسة. وقالت الأخصائية هند نعمان: مَن منّا لا يحب الفرح وشعور الفرح والإحساس بالفرح ومشاركة الفرح لمن حوله؟ ولكن ما تمت ملاحظته خلال الأيام الماضية من مظاهر الاحتفال بتخرج الأبناء، إما من الروضة إلى التمهيدي، أو من مرحلة دراسية إلى أخرى. وأضافت: كنّا سابقًا نحتفل بتخرج الطالب من الثانوي إلى الجامعة، وهو أمر متعارف عليه قد يقوم به البعض، والبعض يكتفي باحتفال بسيط أو هدية لمشاركة لذة النجاح والاحتفال بالتخرج. وأردفت خلال حديثها لـ"سبق": ليس عيبًا أو خطأ، بالعكس هو أمر صحي نفسيًّا، ولكن غفل البعض عن أن هناك من فقدوا آباءهم أو أمهاتهم، فلا يوجد من يحتفل معهم أو حتى يشاركهم هذا الإنجاز، غفلوا أن بعض النفوس قد تحقد وتغلّ وتكره من لديه شيء قد حرم منه الآخر، وإن لم يكن بسببه، ولكنه سيحمله هو السبب والمسؤوليه؛ ظنًّا منه بذلك، نظرة حقد، كلمة ألم، تصرّف مؤذٍ لهذا الشخص "المحتفل به"؛ مما قد يؤدّي إلى عدم رغبته بمخالطة المجتمع، أو حتى رغبه بالنجاح لعدم وجود من يقدر نجاحه أو إنجازه. وتابعت قائلة: احتفلوا ولكن بهدوء دون أن يسمع ضجيج هذا الاحتفال من لا يملك من يشاركهم هذا الإنجاز، أو شاركوهم إياه.
مشاركة :