يتشدق مروجو الفكر الصفوي في الأوساط العربية، بأن إيران في عهد خميني وورثته أفضل من يطبق الديمقراطية.. هكذا يشيعون رغم أن المرشحين لأيّ انتخابات لابد أن يمر عبر (فلتر) خاص بولي الفقيه وإدارته من (بصاصين) ومحللين وخبراء حتى في غور نوايا المرشحين، وهل هم على مذهب ولي الفقيه، أم لديهم لوثة فكرية تجعلهم مصنفين على طبقة الإصلاحيين رغم حسبانهم على المحافظين في أعمالهم وأقوالهم. ومع أن الواقع في إيران لا توجد معالم واضحة بين ما يسمى بالإصلاحيين والمحافظين؛ إذ إن الجسم السياسي في إيران في عهد الملالي ينقسم بين فريقين فريق منغلق متشدد يجمع بين العنصرية الفارسية والتعصب الصفوي، يغطيه بأهمية الانصياع لأوامر ولي الفقيه ويعدها من التوجيهات الواجبة النفاذ دون نقاش لأنه من يمثل صاحب الزمان والوكيل عنه في هذه الدنيا حتى يحضر الإمام الغائب، وهذه الفئة الغالبة من ملالي إيران هي التي تمسك بزمام الأمور والمرشد هو من يرأسهم وعلى رأس قمة السلطة وجميع مستشاريه منهم. بعد أيام ستتم في إيران انتخابات مزدوجة ستحدد كثيراً من مستقبل حكم الملالي؛ فبالإضافة إلى الانتخابات البرلمانية الذي سيحدد أعضاء مجلس الشورى ستجري انتخابات الخبراء الذي يتولى تعيين المرشد الأعلى الحاكم الفعلي لإيران وإقالته إذ وجد أعضاء المجلس عدم استمراره على النهج الذي وضعه كبيرهم الراحل خميني.. ولهذا فإن الأنظار متجهة أكثر لانتخابات مجلس الخبراء رغم تعرض المرشحين لهذا المجلس إلى غربلة وفرز أبعد كل من يعارض توجهات علي خامنئي إلى حد منع حفيد خميني من الترشح خوفاً من وصوله إلى المجلس مما يهدد خامنئي ومن سيرشحه ليكون مرشداً بعد أن يغادر هذه الدنيا نظراً لخطورة مرضه المصاب به، حيث تذكر المصادر الطبية الإيرانية أن علي خامنئي يعاني من مرض السرطان وأن أيامه محدودة؛ ولذلك فإن المتشددين الذين يحيطون به لا يريدون أن يأتي مجلس خبراء منتخباً يكون أعضاؤه أقل تشدداً منهم، وخاصة من جماعة هاشمي رفسنجاني والرئيس السابق خاتمي اللذان يعتبران أقل تشدداً من الذين يديرون مجلس الخبراء وبالذات محمد يزدي الذي يتمترس خلفه المتشددون. الرئيس روحاني متضامناً مع الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، يعملون بنشاط ودأب مستمرين لحشد أكبر كتلة من الصوتين تؤمن وصول رفسنجاني مرة أخرى لمجلس الخبراء مع الرئيس روحاني اللذين سيكون وجودهما في مجلس الخبراء دعماً كبيراً للأعضاء الأقل تشدداً وإضعافاً لجماعة محمد يزدي مما سيرجح هاشمي رفسنجاني لرئاسة المجلس؛ مما سيكون دافعاً ومحفزاً لاختيار مرشداً لإيران يخلف علي خامنئي بعد وفاته يكون أقل تشدداً وأكثر قابلية لإيجاد تحسينات في إدارة إيران. مقالات أخرى للكاتب موقف وفاء اللبنانيين ومطالبة باسيل بالاعتذار ماذا يفعل اللبنانيون عند قدومهم للرياض؟! بداية مراجعة العلاقات مع لبنان الإعلام سلاح الجيل الجديد من الحروب الواقع المؤلم للاجئين السوريين
مشاركة :