تنشط في الآونة الأخيرة وخصوصًا مع اشتداد الحملة الجوية الروسية على المناطق السورية ظاهرة اندماج الفصائل العسكرية المقاتلة، وكان آخرها إعلان عدة فصائل تنشط في أرياف اللاذقية وحماة وحلب، في بيان مصور اندماجها الكامل تحت مسمى «جيش التحرير». وجاء الاندماج، بحسب الناطق باسم الجيش المشكل حديثًا، «نظرًا للظروف الراهنة على الأرض السورية وتلبية لمطالب الشعب السوري برص الصفوف وتوحيد القوى الثورية وضرورة العمل العسكري الجماعي المنظم بقيادة واحدة لإسقاط النظام المجرم ودحر الاحتلال الروسي والإيراني وأعوانهم». ويتكون جيش التحرير من «جبهة الشام» المشكلة من اتحاد 12 فصيلاً عسكريًا والفرقة 46 والفرقة 312 واللواء التاسع وسرايا الحق 314 وفصائل أخرى. وينتشر عناصر هذا الجيش، وفق المكتب الإعلامي، على جبهات جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية وسهل الغاب في ريف حماة بالإضافة إلى مدينة حلب وريفيها الشمالي والجنوبي. وعلى الرغم من توسع ظاهرة الاندماج وشمولها معظم المحافظات السورية، فإن قيادة المعارضة السورية لم تنجح بعد في توحيد كل الفصائل تحت مظلة ومسمّى واحد نظرا لتعدد الجهات الداعمة. وهو ما أشار إليه أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للجيش الحر، لافتًا إلى أن «العمل مستمر في سبيل توحيد صفوف الفصائل المقاتلة، إلا أن العناصر المطلوبة لتحقيق هذه الغاية غير متوفرة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «العنصر الأساسي الذي يحول حاليا دون تنظيم المؤسسة العسكرية هو تعدد قنوات الدعم العسكري والفصائل المقاتلة، إضافة إلى عنصر التباعد الجغرافي الذي يلعب دورا أساسيا يحول دون القدرة على إتمام عملية التوحيد». وأوضح أبو زيد أن «غرف العمليات تشكل البديل الحالي لتوحيد الصفوف باعتبار أنّه يتم تشكيل غرف عمليات لتنسيق العمل العسكري بين الفصائل حين يتعلق الأمر بمعارك رئيسية، وحاليا هناك غرفتان أساسيتان هما غرفة فتح حلب وغرفة مارع». وشهدت حلب الشهر الماضي عملية اندماج أساسية بعيد انطلاق هجمة النظام السوري بغطاء جوي روسي على ريف حلب، إذ أعلنت «الجبهة الشامية»، كبرى فصائل المعارضة الحلبية، و«كتائب ثوار الشام» عن اندماجهما في جسم عسكري وسياسي وإداري واحد، تحت مسمى «الجبهة الشامية». كما طالت عمليات الاندماج الجنوب السوري، إذ إنه وبعد أن تمكن النظام من السيطرة على مدينة الشيخ مسكين وبلدة عتمان، أعلن «لواء توحيد الجنوب» في العاشر من الشهر الحالي انضمامه الكامل عسكريًا وتنظيمًا وبكافة قدراته القتالية، إلى فرقة 18 التابعة للجبهة الجنوبية للجيش الحر في درعا، والعاملة في مدينة درعا البلد. ويُعتبر لواء توحيد الجنوب من كبرى الفصائل العسكرية التابعة للجبهة الجنوبية والعامل في مدينة درعا البلد، والمرابط على محاورها منذ أكثر من سنتين.
مشاركة :