دفعت «طفرة الطلب» على السفر لحجوزات ذروة موسم صيف 2023، أسعار تذاكر الطيران لتسجيل ارتفاعات قياسية، والتي شهدت ارتفاعاً بأكثر من %33 مقارنة بأسعار صيف العام الماضي، وفقاً لتقديرات مواقع حجز ومديري وكالات سفر. وأرجع هؤلاء الارتفاع الكبير في أسعار تذاكر الطيران إلى مؤشرات الطلب القوي على السفر من وإلى الإمارات خلال عطلة الصيف، مع تزايد رغبة أعداد كبيرة من الأسر والعائلات في استعادة أجواء السفر والرحلات بعد انقضاء ثلاثة أعوام على «الجائحة». وجاءت الزيادة الملحوظة في الطلب على السفر في وقت لم تصل فيه كثير من شركات الطيران، حتى الآن، إلى مستويات عام 2019 فيما يتعلق بالسعة المقعدية الكاملة وعدد الموظفين وأطقم الطيارين والضيافة والخدمات الأرضية. أفادت بيانات شركة ويجو، المتخصصة في قطاع خدمات السفر والحجوزات عبر الإنترنت، ارتفاع عمليات البحث عن حجوزات الطيران خلال الفترة من 1 إلى 14 يونيو الجاري، لأكثر من مليونين و300 ألف عملية، بزيادة 40% عن الفترة ذاتها من العام الماضي. وقال مأمون حميدان، رئيس العمليات التجارية، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند في شركة «ويجو»، إن الأسابيع الأخيرة شهدت قفزة كبيرة في الطلب على الحجوزات من وإلى دولة الإمارات للسفر فور انتهاء العام الدراسي وقدوم عطلة عيد الأضحى وبداية ذروة موسم السفر للعطلة الصيفية. وأوضح حميدان، أنه على الرغم من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران خلال هذه الفترة بنسبة 33% مقارنة بالعام الماضي، فإن تزايد رغبة الناس في السفر، بعد نحو ثلاثة أعوام من جائحة «كوفيد - 19»، يدفعهم إلى استيعاب هذه الزيادة والبحث عن خيارات أخرى لتعويضها، لافتاً إلى أن من أبرز الدول التي تتصدر عمليات البحث الهند، مصر، الأردن، تركيا، المغرب، السعودية، لبنان، تايلاند، والفلبين. عمليات البحث وأشار إلى تسجيل 42 مليون عملية بحث عن رحلات الطيران والفنادق على منصة ويجو خلال فترة الصيف من 1 يونيو إلى 20 أغسطس، متوقعاً المزيد من الطلب خلال الأيام المقبلة، خاصة على الوجهات التي تهيمن على عمليات البحث، والتي من أبرزها دولة الإمارات ومصر والهند والسعودية وتركيا والأردن والكويت والمغرب وعمان وبريطانيا. وأوضح حميدان، أنه بعد ثلاثة أعوام على الجائحة يميل المزيد من الأشخاص إلى السفر والإنفاق أكثر على العطلات، لافتاً إلى أنه على الرغم من توقعات عودة معظم شركات الطيران في دول مجلس التعاون الخليجي إلى مستويات السعة المقعدية قبل الجائحة بحلول الصيف، وإمكانية حدوث بعض الانخفاض في الأسعار في النصف الثاني من العام، فإن الأسعار ربما لن تعود إلى مستويات ما قبل «الجائحة»، لهذا فإنه ينصح بالحجز المبكر للرحلات، في حال التخطيط للسفر خلال الصيف. قفزة قياسية من جهته، قال محمد الريس، نائب الرئيس التنفيذي لـ«شركة الريس للسفريات»، إن موسم صيف 2023 على أعتاب تسجيل قفزة قياسية في الطلب على السفر والعطلات، متوقعاً أن تسهم الزيادة في الطلب في أعقاب ثلاثة أعوام من جائحة كورونا، في انتعاش حركة السفر وتسريع وتيرة تجاوزها مستويات ما قبل الجائحة. واعتبر الريس، أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بنسبة كبيرة، لن يشكل عائقاً أمام رغبة الناس في السفر خلال عطلة الصيف، مشيراً إلى التغييرات التي شهدتها خطط المسافرين لتعويض الارتفاع في التذاكر من خلال اتجاه نسبة كبيرة منهم، وخاصة الأسر والعائلات، لحجز إقاماتهم في الشقق الفندقية بدلاً من الإقامة بالفنادق، والحجز المبكر للحصول على أسعار أفضل. وأشار إلى عودة الحجوزات المبكرة لبرامج العطلات، خلافاً لموسم صيف العام الماضي الذي اتسم باتخاذ قرارات الحجز بأيام قليلة قبل موعد السفر، لافتاً إلى ارتفاع الطلب المبكر على حجوزات العطلات لدى شركته بأكثر من 70% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي. وأوضح الريس أن الطلب على السفر للعطلات الخارجية خلال صيف 2023 يشير إلى عودة العديد من الوجهات التقليدية السابقة للواجهة ومن أبرزها تايلاند وبريطانيا وسويسرا وتركيا والمالديف، فضلاً عن عددٍ من الأسواق الجديدة. ذروة عالمية وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» قد أشار مؤخراً إلى ارتفاع ثقة المسافرين حيال وصول حركة السفر إلى ذروتها خلال موسم السفر الصيفي، حيث تشير بيانات الحجوزات الآجلة إلى توقع نمو أكبر في منطقة آسيا والمحيط الهادي بنسبة 134.7%، والشرق الأوسط بنسبة 42.9%، وأوروبا 39.9%، وأفريقيا 36.4%، وأميركا اللاتينية 21.4%، وأميركا الشمالية 14.1%. وقال نيك كرين، نائب الرئيس الأول للعمليات والسلامة والأمن في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، إن هناك توقعات مرتفعة حيال وصول حركة السفر إلى ذروتها في موسم السفر الصيفي في نصف الكرة الشمالي هذا العام، حيث من المتوقع أن تكون هذه أول تجربة سفر للكثيرين في فترة ما بعد «الجائحة». وأوضح نيك أنه رغم توقع احتمال حدوث بعض الاضطرابات التشغيلية على مستوى العالم، فإن هناك اتجاهاً واضحاً للتغلب على مشكلات الازدحام التي واجهتها بعض المطارات الرئيسية في عام 2022، والعمل على إيجاد حلول لها لتلبية الطلب القوي. وذكر أن شركات الطيران تضع الجداول الزمنية بناءً على السعة التي أعلنت عنها المطارات، ومراكز مراقبة الحدود، والخدمات الأرضية، ومقدمو خدمات الملاحة الجوية، حيث يحرص جميع اللاعبين في القطاع على تقديم خدماتهم بكفاءة عالية على مدار الأشهر المقبلة.