تحتفل مبادرة السعودية الخضراء باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، المناسبة التوعوية السنوية التي تنظمها الأمم المتحدة الذي يصادف 17 حزيران (يونيو) من كل عام؛ بهدف تسليط الضوء على التأثيرات السلبية المستمرة التي تفرضها حالات شح المياه وتدهور الأراضي على حياة الإنسان حول العالم. وستسلط المبادرة خلال شهر حزيران (يونيو) الضوء على التزام السعودية بالحفاظ على البيئة المحلية من خلال تنفيذ حملة مستمرة على مدار الشهر، تهدف إلى زيادة الوعي حول جهود المحافظة على البيئة في المملكة، وتسليط الضوء على التأثيرات السلبية المستمرة. وتدرك السعودية الطبيعة المدمرة لظاهرة التصحر والجفاف وتأثيراتها السلبية في القطاع الزراعي والسكان، ومدى ضعف النظم البيئية والموائل الطبيعية التي تعتمد عليها الحياة الفطرية والأنواع النباتية والحيوانية المحلية في المملكة، وبالرغم من امتلاكها واحدا من أدنى المعدلات السنوية لهطول الأمطار في العالم، فتسعى إلى تنفيذ خطط تشجير طموحة تهدف إلى مكافحة ظاهرة التصحر على المدى الطويل. وستشهد هذه الخطط، التي تشكل واحدا من أصل ثلاثة أهداف رئيسة حددتها مبادرة السعودية الخضراء، بزراعة عشرة مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة خلال العقود المقبلة، لتسهم بذلك في منع تآكل التربة وتقليل العواصف الرملية وإنشاء بيئات تسمح بازدهار التنوع البيولوجي. وتشكل مسألة توافر المياه عاملا أساسيا لنجاح جهود التشجير السعودية الطموحة، ومن أجل الحفاظ على الثروة المائية وتوفير مياه الري، تعمل مبادرة السعودية الخضراء على مكافحة شح المياه من خلال عدد من المبادرات الأساسية التي تسهم في تحسين استخدام المياه المعاد تدويرها في التطبيقات الزراعية، وضمان الأمن المائي من خلال زيادة الاعتماد على مياه السدود المعالجة في الري. وتهدف جهود المملكة في مجالي التشجير والحفاظ على المياه إلى حمايتها من تداعيات ظواهر التصحر والجفاف المتسارعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة حول العالم وزيادة الأنشطة البشرية، حيث تواصل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر معالجة شح المياه وتهديدات التصحر في جميع أنحاء المنطقة. وتتولى المبادرة مسؤولية تنفيذ برنامج استمطار السحب الأول في المملكة الذي تم إطلاقه في عام 2022؛ بهدف زيادة الهطولات المطرية وتوفير مصادر مائية جديدة، إضافة إلى ذلك تعمل مشاريع مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بصورة تدعم هدف زراعة الأشجار الخاصة بمبادرة السعودية الخضراء، حيث تهدف إلى زراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط خلال العقود القليلة المقبلة. ويعادل هذا الرقم نسبة 5 في المائة من أهداف التشجير العالمية، كما أنه سيسهم في تخفيض مستويات الكربون العالمية بنسبة 2.5 في المائة. وتعد نسبة تراوح بين 70 و90 في المائة من مساحة شبه الجزيرة العربية مهددة بالتصحر، حيث تفرض الأضرار الناجمة عن العواصف الرملية في الشرق الأوسط تكاليف تقدر بنحو 13 مليار دولار سنويا على اقتصاد المنطقة، وعلى المستوى العالمي تتعرض سبل العيش الخاصة بأكثر من مليار شخص للمخاطر الناجمة عن تأثيرات التصحر. ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين فقط إلى "جفاف" ما يصل إلى 30 في المائة من المساحات البرية على الأرض وتحولها إلى مناطق قاحلة، وتشير التقديرات الصادرة عن مؤسسة البنك الدولي إلى أن التكلفة التي يفرضها تدهور الأراضي على الاقتصاد العالمي تبلغ 85.7 تريليون دولار، ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة يمكن أن يفرض الجفاف تأثيرات سلبية على أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم بحلول عام 2050، وأظهرت الدراسات أن تواتر ومدة حالات الجفاف سجلا زيادة ملحوظة تقدر بنحو الثلث منذ عام 2000. واتفق برنامج مبادرة السعودية الخضراء لمكافحة التصحر والجفاف في المملكة و"أرامكو" السعودية على مشروع تعاون لزراعة 100 مليون شجرة في جميع أنحاء المملكة خلال العقود القليلة المقبلة، والتركيز على مكافحة ظاهرة التصحر في المملكة على المدى الطويل، إضافة إلى إطلاق المبادرة المشتركة بين مبادرة السعودية الخضراء والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر لزراعة عشرة ملايين شجرة في 50 متنزها وطنيا حول المملكة، وزراعة 60 مليون شجرة أخرى في إطار مشروع الإدارة والتنمية المستدامة للغابات الذي تم إطلاقه بالتعاون مع المركز. وتتعاون المبادرة مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بهدف الحفاظ على الغطاء النباتي وإعادة تأهيله ضمن 26 موقعا للمراعي حول المملكة، حيث من المقرر أن يتم إنجاز المشروع في عام 2030، فيما سيعمل المشروع المشترك بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا والسعودية الخضراء في محمية شرعان الطبيعية على استصلاح 100 هكتارا من الأراضي لاختبار منهجيات التأهيل البيئي من الآن ولغاية عام 2030. وستشهد محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية زراعة 600 ألف شجرة بحلول نهاية عام 2023 في إطار حملة للتشجير، وتتولى هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية مسؤولية قيادة هذه المبادرة، لعمل دراسة مشتركة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا على استقصاء التهديدات التي تتعرض لها غابات الطلحيات (الأكاسيا) في المملكة، وذلك بهدف مكافحة وإدارة نبات الهدال وحالات الموت المرتبطة بالحشرات، ومن المتوقع أن تنتشر نتائج الدراسة خلال العام الجاري. أما عن استراتيجية استدامة الرياض – وهي مبادرة داعمة لمبادرة السعودية الخضراء أطلقتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وتهدف إلى إعادة تدوير واستخدام مياه الصرف الصحي بنسبة 100 في المائة في المدينة بحلول عام 2030، فيما ستقوم مبادرة السعودية الخضراء والمؤسسة العامة للري بإنشاء تسع محطات ضخ بهدف زيادة استخدام موارد المياه المتجددة في القطاع الزراعي في المملكة بحلول عام 2025. وتعمل مبادرة تشجير المساجد التي أطلقتها مبادرة السعودية الخضراء بالتعاون مع الهيئة العامة للأوقاف ومروج على زراعة 30 ألف شجرة في محيط 100 مسجد بحلول نهاية عام 2023، وسيتم ريها باستخدام المياه الرمادية المعالجة، والتعاون مع المؤسسة العامة للري لزيادة استخدام مياه السدود في الأغراض الزراعية، وبحلول عام 2030 سيتم استخدام 80 مليون متر مكعب من مياه السدود المعالجة في الأغراض الزراعية، ما يسهم في زيادة معدل إعادة استخدام المياه بنسبة 8 في المائة. والتزمت السعودية بتوليد 50 في المائة من إجمالي الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وتوجه مبادرة السعودية الخضراء مجموعة من البرامج والمشاريع الطموحة لتقليل الانبعاثات، بما في ذلك الاستثمار في مصادر جديدة للطاقة، وتحسين كفاءة الطاقة، وتطوير برنامج لاحتجاز الكربون وتخزينه.
مشاركة :