مقالة خاصة: مهرجان اللغة والثقافة العربية لتعزيز مكانة اللغة العربية في إسرائيل

  • 6/18/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على خشبة مسرح صغيرة داخل محطة القطار الأولى في مدينة القدس، قدم بعض من المواطنين العرب في إسرائيل رقصة الدبكة الشعبية ضمن فعاليات مهرجان اللغة والثقافة العربية الذي تنظمه جمعية النهوض بتعليم اللغة العربية أمس (الخميس). المهرجان الذي امتد لمدة يومين الخميس واليوم (الجمعة) حضره المئات من المهتمين والشغوفين باللغة العربية. وقال الإسرائيلي إيدو وايتمان أحد المشاركين في المهرجان إنه يعرف القليل من الكلمات العربية، وتعلم البعض منها عن طريق الانترنت عندما كان صغيرا. وأضاف وايتمان لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه كان لديه الشغف لتعلم اللغة العربية، لكن الأمر كان صعبا جدا ولم يكن لديه أي مصادر جيدة وحقيقية لتعلمها. وشمل المهرجان عدة فقرات ثقافية مثل المسرح والسينما وقراءة الأدب العربي وتعلم فنون الطهي للأطباق العربية والموسيقى بالإضافة إلى دروس لتعلم اللغة العربية ومعرض للكتب العربية. ويقول وايتمان (23 عاما) أنه لم يكن مهتما بتعلم اللغة العربية الكلاسيكية (الفصحى)، بل كان يسعى إلى تعلم اللغة العربية التي يتحدث بها الأشخاص العرب بين بعضهم البعض (العامية)، لأنه كان يريد أن يفهم ما الذي يقوله الأشخاص الذين يعيشون من حوله، وتكوين علاقات معهم. ويرى أن تعلم اللغة العربية العامية أصعب بكثير من تعلم اللغة العربية الفصحى، لعدم وجود مصادر أو مراجع تمكن الشخص غير الناطق باللغة العربية من فهم العديد من المفردات والكلمات. واللغة العربية هي لغة أكبر أقلية في إسرائيل حيث يشكل العرب ما نسبته 20 بالمائة من إجمالي سكان البلاد. وأوضح وايتمان أنه لم يتسنى له تعلم اللغة العربية في المدرسة، لأنه لم يكن هناك دروس باللغة العربية للطلاب اليهود في المدارس، وهذا ما دفعه أكثر للبحث خارج المدرسة عن مصادر لتعلمها، إلا أنه بعد وقت قصير شعر بصعوبة الأمر. ويضيف أنه من المهم أن يتعلم اليهود اللغة العربية، وعلى مستواه الشخصي يقول إنه في الحي الذي يعيش فيه هناك الكثير من الأشخاص الذين يتحدثون اللغة العربية وهو سبب آخر دفعه لمحاولة تعلمها. وأشار إلى أنه يوجد هنا 20 بالمائة من السكان من العرب، والكثير من اليهود الذين تنحدر أصولهم من الدول العربية، لذا فأن فهم لغتهم هو أمر جيدا جدا. وبقيت اللغة العربية حتى العام 2018 تعتبر اللغة الرسمية الثانية في إسرائيل، حتى تم سن قانون القومية الذي جعل اللغة العربية لغة تتمتع بمكانة خاصة في القانون الإسرائيلي وليس لغة رسمية. وبحسب القانون الإسرائيلي حتى العام 2018، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا يلزم البلديات في المدن المختلطة (التي يعيشها العرب واليهود) في إسرائيل بإضافة الكتابة باللغة العربية على اللافتات داخل هذه المدن، بما في ذلك اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع واللافتات التي توجه السائقين وغيرها. وفي إحدى زوايا معرض الكتاب داخل المهرجان، تستقبل الإسرائيلية حانة زيف ميران الزوار بابتسامة وهي تعرفهم على الكتب التي تعرضها. وتقول زيف ميران في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن هذه زاوية "مع العربية بكل حب" هي لصديقتي غاليا التي تعلمت اللغة العربية من خلال لقائها العرب والتحدث والتواصل معهم. وأضافت أن غاليا كتبت كتاب لمساعدة الإسرائيليين الآخرين الذين يرغبون في تعلم اللغة العربية، مع التعريف بثقافتهم وطريقتهم في الحياة. وترى زيف ميران أنه من المهم جدا لليهود في إسرائيل تعلم اللغة العربية للتعرف على ثقافة العرب وطريقة حياتهم، مشيرة إلى أنه بغير هذه الطريقة وبدون معرفة بعضنا البعض جيدا لا يمكن أن نعيش معا هنا. من جانبها، تقول العربية شيرين صياد من جبل الزيتون بمدينة القدس إنها جاءت إلى المهرجان لأننا بحاجة إلى نشر اللغة العربية بين الإسرائيليين لأنها بالأصل لغة موجودة في البلاد. وأضافت صياد التي تعمل معلمة لغة عربية لغير الناطقين بها (الأشخاص أو الأجانب الذين يتحدثون اللغة العربية) لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنها مع فكرة أن الإسرائيلي إذا أراد أن يتعلم العربية يجب أن يتعلمها باللغة العربية وبالأحرف العربية وليس باللغة العبرية. وتمتلك صياد مدرسة صغيرة في حي الشيخ جراح ومكتبا تقدم فيه دورات لتعليم اللغة العربية وتقدم دروسا عبر تطبيق الزووم، مشيرة إلى أن أغلب الأشخاص الذين يتعلمون عندها هم من الأجانب الموجودين بإسرائيل من صحفيين ودبلوماسيين وموظفين في المؤسسات الأجنبية الذين هم بحاجة لتعلم اللغة العربية المحكية (العامية) وليست الفصحى حتى يستطيعون التواصل بسهولة أكبر مع الناس من حولهم. كما عملت صياد على كتابة كتاب تعليمي للمبتدئين وكتاب باسم قصص ودردشات وقاموس وجميعها لمساعدة الإسرائيليين والأجانب على تعلم اللغة العربية. وقالت صياد إن اللغة العربية في إسرائيل تعكس ثقافة المجتمع والأشخاص الذين يتحدثون بها، مشددة على أن مثل هذه المهرجانات تمثل خطوة إيجابية لنشر اللغة العربية بين الإسرائيليين.

مشاركة :