وسط أنباء عن التوصل الى هدنة جديدة، أعلنت وزارة الصحة بولاية العاصمة السودانية الخرطوم مقتل 17 شخصاً وتدمير 25 منزلاً في قصف جوي للمدينة. حذر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، أمس، من القاهرة التي بدأ زيارة إليها الخميس، من أنه «إذا انهار السودان في الصباح، فستنهار الدول المجاورة له ليلاً». وأضاف أن انهيار السودان يعني انهيار القرن الإفريقي بشكل كامل، مشدداً على أنه لابد من انتهاء الحرب بانتصار الجيش، الذي يقوده رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان. وأشار عقار، خلال جلسة نقاشية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في القاهرة، إلى أن الدولة المصرية لديها بنية تحتية قوية جداً، لكن مع استمرار الأزمة السودانية يمكن أن تتأثر، وأكد أن نهاية الحرب تستوجب توحيد الجيش، وأضاف: «إننا في السودان لا يمكن أن نعمل حلاً ديمقراطياً. هناك أطراف تحمل البندقية والعملية أصبحت معقدة. الهدف الأساسي هو احتلال السلطة». ولفت المسؤول السوداني إلى أن «الخرطوم مدمرة بالكامل» متحدثاً عن وضع كارثي، مضيفاً أنه «لم يتبق في السودان الكثير. البنوك نُهبت. المواطنون قُتلوا. كل المنازل سرقت. هناك عنف غير مبرر وعنف ضد النساء». وقال دون أي يسمي أي أطراف إن «هناك أطماعاً خارجية في الثروات السودانية» معتبراً أن الهدف من المبادرات التي طرحت هو «احتلال السودان». ووسط أنباء عن التوصل الى هدنة جديدة، أعلنت وزارة الصحة بولاية العاصمة السودانية الخرطوم مقتل 17 شخصاً وتدمير 25 منزلاً في قصف جوي للمدينة. وكانت «قوات الدعم السريع» بزعامة محمد حمدان دقلو (حميدتي) أعلنت أمس إسقاط طائرة حربية من طراز ميغ، متهماً طيران الجيش بقصف أحياء مايو واليرموك ومانديلا السكنية جنوب العاصمة. وكان الجيش دعا في وقت سابق المواطنين لمغادرة منازلهم القريبة من مواقع تمركز «الدعم السريع». وحذرت «الدعم السريع» أمس الأول من حرب أهلية بعد ذبح اثنين من أفرادها والتمثيل بجثتيهما، كما اتهمت الجيش بقصف أحد مقراتها ما أسفر عن مقتل وإصابة 26 أسيراً. إلى ذلك، انقطعت خدمات الاتصالات بشكل كامل عن مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور مما تسبب في ندرة المعلومات عن الأوضاع هناك بعد مقتل حاكم الولاية خميس أبكر على يد مسلحين قبليين. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الاول، أن الهجمات على المدنيين في السودان «يجب أن تنتهي»، بعد أن نشرت شبكة CNN تحقيقاً اتهمت فيه ميليشيات موالية لـ «الدعم السريع» ومدعومة من مجموعة «فاغنر» الروسية، بارتكاب فظائع لا سيما في ولاية غرب دارفور. وجاء في تغريدة لمكتب الشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الأميركية، أن «الهجمات على المدنيين في السودان من أي طرف يجب أن تنتهي». وأضاف المكتب: «الاغتصاب، والقتل على أساس عرقي، وتدمير قرى بأكملها، هذه هي الفظائع التي أعادتها الحرب في السودان إلى دارفور. وتلقي مصادر موثوقة باللوم على قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها». وتسبّب النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع بالسودان في نزوح أكثر من مليون طفل خلال شهرين، رُبعهم تقريباً في إقليم دارفور، حيث تتزايد المخاوف بشأن وقوع انتهاكات انسانية جسيمة تترافق مع انقطاع في الاتصالات. وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أنها تلقت تقارير «عن مقتل أكثر من 330 طفلاً وإصابة أكثر من 1900». وتسبب النزاع في مقتل أكثر من 2000 شخص، وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية. كما تسببت المعارك في نزوح أكثر من 2.2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفاً منهم إلى دول الجوار، وفق أحدث بيانات منظمة الهجرة الدولية. ويعاني السكان نقصاً في المواد الغذائية والخدمات الأساسية، خصوصاً الطبية، إذ إن 3 أرباع المستشفيات في مناطق القتال أصبحت خارج الخدمة.
مشاركة :