بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني مع العاهل المغربي الملك محمد السادس في اليوم الثاني من زيارته إلى الرباط أمس، أوضاع منطقة شمال أفريقيا وسبل تعزيز الحوار بين الاتحاد المغاربي ودول مجلس التعاون الخليجي. وجرى استعراض آفاق تعميق العلاقات الشراكة التي تربط المغرب بدول الخليج. وعبّر الزعيمان عن «عزمهما مواصلة توطيد شراكة شاملة ومعمقة في مختلف الأبعاد استراتيجياً وسياسياً وعلى الصعيد الاقتصادي ودعم الاستثمارات. وتطرقت القمة القطرية - المغربية إلى تطورات الأزمة السورية ودعم مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما دعا بيان صدر عقب محادثاتهما التي جرت بحضور شقيق الملك المغربي الأمير مولاي رشيد إلى توحيد الصف العربي وإحياء روح التضامن ونهج سياسة حسن الجوار والتواصل البناء بين الدول العربية». وأكد البيان على ضرورة تكريس الحوار السياسي والتفاوضي في حل النزاعات المحلية والإقليمية، في إطار الحفاظ على «وحدة وسلامة أراضي الدول وسيادتها الوطنية وأمنها واستقرارها». وصرح أمير قطر عقب المحادثات بأنها شملت «تبادل الرأي والمشورة حول كافة الأمور ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في ظل الظروف الدقيقة التي تواجهها أمتنا العربية». وأعرب عن أمله في أن تسهم الزيارة بدعم الأواصر الأخوية وعلاقات التعاون بين البلدين. ورأس قائدا البلدين مراسيم التوقيع على أربعة اتفاقات في مجال تجنب الازدواج الضريبي ومذكرة تفاهم حول مساهمة قطر في تمويل مشاريع إنمائية، وأخرى للتعاون العلمي والتقني وإقامة البنى التحتية. وصرح وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار أن إبرام الاتفاقات مؤشر إيجابي للدينامية الجديدة للعلاقة بين البلدين، فيما قال نظيره القطري خالد بن محمد العطية إن الاتفاقات التي أُبرمت ستعطي دفعة جديدة لإرادة التعاون المشترك بين البلدين. وأضاف: «محـــادثــــاتــنا مــع أشقائنا المغاربة تمحورت حول سبل إنعاش وتعزيز الشراكة الثنائية خاصة على الصعيد الاقتصادي والثقافي والاستثمار، وذلك خدمة للمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين». وخُصص للشيخ تميم استقبال رسمي وشعبي حاشد في مراكش وفق التقاليد المغربية. كما قلّد العاهل المغربي أمير قطر وساماً رفيع المستوى. وتُعتبر تلك هي الزيارة الأولى من نـوعــها التــي يجريها أمير قطر إلى دولة عربية من خارج دول مجلس التعاون الخليجي. ورأت مصادر ديبلوماسية أن تلك الزيارة فتحت صفحة جديدة في علاقات البلدين اللذين تجاوزا خلافاتهما السابقة، بخاصة بعد زيارة الملك محمد السادس إلى قطر العام الماضي، ضمن جولة خليجية شملت السعودية والإمارات والكويت. كما حظيت الرباط بوضع متقدم في علاقاتها مع بلدان مجلس التعاون، توج بالاتفاق على صيغة شراكة مفتوحة وشاملة. وكان أمير قطر أجرى سلسلةً من المشاورات في مقر إقامته في مراكش أول من أمس، شملت رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران ورئيسي مجلس النواب عبد الكريم غلاب والمستشارين محمد الشيخ بيد الله.
مشاركة :