الرياض - تكثف الإدارة الأميركية من جهودها الدبلوماسية لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وهو ما قاد كبير مستشاري الرئيس جو بايدن بريت ماكغورك إلى القيام بزيارة غير معلنة إلى المملكة. ويرى مراقبون أن التحرك الأميركي للدفع باتجاه تطبيع العلاقات السعودية – الإسرائيلية، يأتي في سياق هدف إستراتيجي وهو توسيع دائرة اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، في ظل متغيرات متسارعة تشهدها المنطقة، ومن بينها المصالحة الجارية على خط الرياض – طهران. وأفاد موقع أكسيوس الأميركي نقلا عن مسؤولين أميركيين بأن كبير مستشاري بايدن وصل السعودية الأحد، حيث من المنتظر أن يلتقي مع ولي العهد رئيس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان. وهذه ثالث زيارة يقوم بها مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى السعودية خلال أقل من شهرين، حيث زار وزير الخارجية أنتوني بلينكن المملكة في وقت سابق من يونيو الجاري، وقبلها قام مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بزيارة للرياض في مايو. ◙ التحرك الأميركي للدفع باتجاه تطبيع العلاقات السعودية - الإسرائيلية، يأتي في سياق هدف إستراتيجي وهو توسيع دائرة اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط وقال موقع أكسيوس إن زيارة ماكغورك تهدف إلى إجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين ستركز على جهود الإدارة الأميركية للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة، إلى جانب قضايا أخرى. ولفت الموقع إلى أن زيارة مستشار بايدن جزء من جهد دبلوماسي يبذله البيت الأبيض من أجل تحقيق اتفاق سلام إسرائيلي – سعودي في الأشهر الستة أو السبعة المقبلة، قبل أن تستهلك الحملة الانتخابية الرئاسية أجندة الرئيس بايدن. وتصر الرياض على ربط تطبيع العلاقات مع تل أبيب بحل للقضية الفلسطينية، لكن تسريبات غربية وإسرائيلية تحدثت أيضا عن شروط سعودية إضافية من بينها إبرام اتفاقية أمنية جديدة مع واشنطن، ومساعدة المملكة بإنشاء برنامج نووي سلمي، وهو الأمر الذي تتحفظ عليه واشنطن وتل أبيب. وكان وزير الخارجية الأميركي قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض “سنلعب دورا أساسيا في تعميق وتوسيع التطبيع مع إسرائيل”، لكنه لفت إلى أنه ليست لديه أوهام كبيرة حيال إمكانية عقد صفقة قريبة. وقال وزير الخارجية السعودي "من دون وجود سلام مع الفلسطينيين فإن أي تطبيع مع إسرائيل ستكون فائدته محدودة". وأضاف الأمير فيصل بن فرحان أنه “يجب علينا أن نركز على الوصول إلى مسار يوفر السلام والعدالة والكرامة للفلسطينيين، وأعتقد أن الولايات المتحدة لديها نفس الوجهة، ومن الأهمية بمكان أن نستمر في هذه الجهود”. وفي تصريحات سابقة له أكد وزير الخارجية السعودي أن المملكة لن تطّبع علاقاتها مع إسرائيل طالما لم تُحل القضية الفلسطينية. ويرى مراقبون أن رغم تمسك السعودية بموقفها من التطبيع غير أن إدارة بايدن مصرة على المضي قدما في مساعي إحراز اختراق في هذا الملف لعدة دوافع، من بينها تحقيق إنجاز دبلوماسي قبل انتخابات الرئاسة الأميركية، والتأكيد أن واشنطن لا تزال تحتفظ بأدوات التأثير في المنطقة، في ظل شكوك بدأت تساور الجميع حيال ذلك، مع تنامي العلاقات الخليجية – الصينية، ونجاح بكين في مارس الماضي في وساطتها بين طهران والرياض. ويشير المراقبون إلى أن الدافع الرئيسي لواشنطن يبقى تعزيز قدرة إسرائيل على الاندماج بشكل أفضل مع المحيط العربي، والذي يخدم المصالح الأميركية العليا في المنطقة، ولا يمكن أن يتحقق بالشكل المطلوب بدون تطبيع إسرائيلي – سعودي. ويقول المراقبون إن إدارة بايدن تسير على نهج الإدارة السابقة التي قادها دونالد ترامب، والتي تبنت مقاربة مختلفة إزاء العلاقة بين العرب وإسرائيل، وترتكز على مفهوم أن بناء علاقات إسرائيلية – عربية هو المدخل لحل القضية الفلسطينية وليس العكس. ◙ الدافع الرئيسي لواشنطن يبقى تعزيز قدرة إسرائيل على الاندماج بشكل أفضل مع المحيط العربي، والذي يخدم المصالح الأميركية العليا في المنطقة وتتزامن زيارة ماكغورك إلى الرياض، والتي لم تأكدها بعد السعودية أو الولايات المتحدة، مع جولة بدأتها مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف إلى المنطقة في السابع عشر من يونيو وتستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر ذاته. وأوضح بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الأميركية أن ليف ستناقش مع القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل توسيع نطاق اندماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وتعميقه، بالإضافة إلى كبح سلوك إيران المزعزع للاستقرار وقضايا ثنائية أخرى. وفي رام الله، ستلتقي مساعدة وزير الخارجية مع كبار القادة الفلسطينيين لمناقشة القضايا ذات الأولوية في العلاقات الثنائية، بما في ذلك الجهود الأميركية لدعم الشعب الفلسطيني. وخلال زيارتها، ستجتمع ليف مع بعض نشطاء المجتمع المدني بإسرائيل والأراضي الفلسطينية. وتأتي هذه الرحلة في أعقاب تصاعد العنف بالأراضي الفلسطينية وإسرائيل منذ العام الماضي، على خلفية عمليات يشنها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية يقول إنها تهدف "إلى اعتقال مطلوبين". وستتوجه ليف في ختام جولتها إلى الأردن حيث ستلتقي مع كبار المسؤولين الأردنيين لمناقشة الأولويات الثنائية والإقليمية المشتركة، بحسب بيان الخارجية الأميركية.
مشاركة :