في شارع جانبي بالقرب من متنزه حضري في كوريا الجنوبية يسمى «غابة سيؤول»، يقع مقهى «غرين لاب» الصغير الذي يتسع بالكاد لـ 10 أشخاص، ويضع قواعد صارمة تقضي بعدم تحدث الزائر مع أحد، ووضع هاتفه في الوضع الصامت، مع عدم السماح بارتداء الأحذية، وتستهدف تلك القواعد أن يشعر الزائر بالراحة والاسترخاء التام، دون أن يرهق عقله ويفرغه من أي شيء. رغم شعور الكثيرين بالسعادة بعد انتهاء قيود وباء كورونا التي جعلتهم يعيشون في عزلة، إلا أن هناك بعض الأشخاص استمتعوا بقواعد التباعد، واعتادوا على حالة الفراغ التي جعلتهم يتمهلون ويتأملون الطبيعة والأحداث من حولهم. لذلك، عندما ظهرت مقاهٍ مثل «غرين لاب»، لاقت إقبالاً واسعاً وتدفقاً مستمراً من الزوار طوال فترة الوباء، لأنه يوفر مساحات شخصية للتعافي أثناء تناول الشاي أو القراءة أو كتابة الشعر أو التأمل، أو مجرد التحديق في الأشجار. إلا أنه بعد انتهاء الوباء، أصبح الكثير من العملاء معتادين على فكرة زيارة مقهى، ودفع المال لضغط زر التوقف للعالم بأسره، والاستمتاع مع أنفسهم. وأوضحت صحيفة «Independent» البريطانية، أن المقهى يشجع على اتباع طقس محدد بالانفصال تماماً عن العالم الخارجي، والممارسة اليومية للرعاية الذاتية، وإفراغ العقل من المشاغل، لإيجاد السلام النفسي في عالم أعمال متزاحم.