بدأ اليوم أول العشر الأواخر من شهر ذي الحجة وتبقى أيام قليلة على أولي أيام عيد الأضحى المبارك 2023 ويبحث المسلمون عن الأضحية وشروطها والمواقيت الصحيحة لتقديمها، كما تنتشر اسئلة البعض حول حقيقة تقديم اضحية في شهر ذي الحجة والقصة الكاملة التى تجمع سيدنا ابراهيم بولده اسماعيل والرؤيا التى رآها في المنام وإنه يذبح ابنه. قصة ذبح سيدنا ابراهيم لولده اسماعيل تقديم الأضحية هي إحياء سنة نبي الله إبراهيم عليه السلام؛ وقتما أمرَه الله سبحانه وتعالى بذبح ابنه الذي كان يتمناه، فامتثل لأمر الله تعالى، ففداه الله تعالى بِذبحٍ عظيمٍ. هاجر سيدنا إبراهيم عليه السلام من أرض قومه إلى مكان آخر وسأل الله سبحانه وتعالى أن يهب له ولدًا صالحًا وكان يبلغ من العمر 86 عام فبشره الله بولد حليم هو سيدنا إسماعيل عليه السلام. وفي ذات ليلة رأي سيدنا إبراهيم في المنام إنه يؤمر بذبح ابنه الوحيد والعزيز على قلبه، وكل رؤى الأنبياء هي وحي من الله تعالى، وجاءت هذه الرؤية كاختبار لسيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد سارع إبراهيم إلى طاعة ربه وامتثل لأوامره بذبح ابنه إسماعيل. واتجه سيدنا إبراهيم عليه السلام لابنه وقص عليه ما رأي، حتى يهون عليه ما رأي وقال له يا بني إني أرى في المنام أني اذبحك، كما ورد في قول الله تعالى: "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ". وامتثل إسماعيل عليه السلام لأوامر ربه، فجعل إبراهيم عليه السلام وجه أبنه مقابلا للأرض حتى لا يرى ذبحه، ثم كبّر وتشهد الولد استعدادا للموت، فمرر إبراهيم عليه السلام السكين على رقبة إسماعيل عليه السلام ولكنها لم تذبحه، فناداه الله تعالى كما قال في كتابه العزيز، "وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"، وافتدى الله تعالى سيدنا إسماعيل عليه السلام بذبح وذلك كما ورد في قوله تعالى، "وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"، ويقول جمهور العلماء أنه كبش أبيض، فقد قال الثوري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، كبش قد رُعى في الجنة 40 خريفًا. ما هي الأضحية؟ ذبح الشاه وتقديم الاضحية في شهر ذي الحجة هي إحدى الشعائر الإسلامية التي يجب تعظيمها، وهي من أحب الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المؤمن لله فقال تعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم". وقت الأضحية وشروطها يبدأ وقت الأضحية الصحيح من بعد صلاة العيد وينتهي بغروب شمس ثالث أيام التشريق. ما هي شروط الأضحية اشترط الإسلام الأضحية من فئة معينة من الحيوانات، وهي من خمسة أنواع: الإبل والبقر بنوعيه، والغنم من الضأن والماعز، ولا تصح الأضحية بالدجاج أو الأرانب أو الغزلان أو غيرها. واشترط الإسلام سن معين للأضحية، بحيث لا تقل الإبل عن خمس سنوات، البقر والجاموس لا يقل عن سنتين، الماعز لا يقل عن سنة، الضأن لا تقل عن سنة، وفي بعض الروايات أجاز النبي أن يكون عندها 6 شهور، ولكن بشروط. مواصفات الأضحية يُستحب أن تكون الأضحية سمينة، ويسن استسمان الأضحية واستحسانها، ولأن ذلك أعظم لأجرها وأكثر لنفعها. وأن تكون سليمة خالية من الإصابة بعيب في اللحم والشحم، كالمرض الواضح والعرج والعمى، ولا مكسورة القرن ولا ساقطة الأسنان ولا هزيلة ولا مقطوعة الذنب ولا منتنة الفم، قال النبي صل الله عليه وسلّم (إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا)، وعلى الشخص المضحي أن يحرص على اختيار الأضحية الطيبة، فيقدم الأضحية ذات الصفات المستحبة. ما هي شروط المضحي؟ وضع الإسلام عدد من الصفات للشخص الذي يقوم بتقديم الأضحية وهي الإسلام والعقل والحرية، حيث لا يكلف غير المسلم، أو غير العاقل بالأضحية، فالاضحية لا تجب على العبد المملوك. يُستحبّ للشخص الذي يقدم التضحية أن يمتنع عن قص أظافره وشعره في عشر ذي الحجة إلى أن يضحي، وهو ليس شرطًا، كما يشترط امتلاك المضحي للأضحية بطريقة شرعية، ولا بد أن يعقد النية عند الذبح، على أن المضحي يمكنه عقد النية بقلبه أو بلسانه حين ذبحها، والتلفظ بها باللسان ليس شرطا؛ فالنيّة تنعقد بالقلب، ويُستحب للمضحي أن يذبح الأضحية بنفسه، إن كان يحسن الذبح؛ لأنها عبادة، واقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم، وإن كان لا يُحسن الذبح، فالأولى أن يوليها غيره، على أن يحضر الأضحية ويشهدها، إن لم يكن قادرًا على الذبح بنفسه، كما يجب أن يأكل المضحي من الأضحية، وأن يتصدق، وأن يدَّخِر؛ لقوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج: 28]. يُستحب للمضحي بعد الذبح أن ينتظر حتى تسكن جميع أعضاء الذبيحة فلا ينخع (أي: يتجاوز محل الذبح إلى النخاع، وهو الخيط الأبيض الذي في داخل العظم)، ولا يسلخ قبل زوال الحياة عن جميع جسدها. ما هي الأمور يقوم بها من يذبح الأضحية؟ يستحب أن يكون الذابح وقت الذبح متوجها إلى القبلة، ويستحب عند الذبح خمسة أشياء: التسمية، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- واستقبال القبلة بالذبيحة، والتكبير، والدعاء بالقبول. و يجوز للمضحي أن ينحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى، وأما غيرها فالذبح على جنبها الأيمن، ويندب أن تكون آلة الذبح حادّة من الحديد. هل يجوز للمرأة أن تقوم بذبح الأضحية؟ يجوز للمرأة العاقلة والمسلمة أن تقوم بعملية ذبح الأضحية بشرط العلم بأمور الذبح.
مشاركة :