استضاف مركز تريندز للبحوث والاستشارات، خلال مشاركته الفاعلة في معرض سيول الدولي للكتاب 2023، الباحثَ والمؤلفَ الكوري الجنوبي لي كي أونغ، الذي تسلم جائزة الشيخ زايد للكتاب في عام 2012، في مجال «أفضل تقنية في المجال الثقافي»، التي مُنِحت إلى «مدينة كتاب باجو» وهي مدينة تأسست عام 1989 ضمن رؤية شاملة لوضع حجر الأساس للمعرفة والمعلوماتية اللتين تؤديان دوراً رئيساً في التنمية الوطنية. وفي بداية الجلسة رحب الدكتور محمد العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، بالباحث الكوري، معتبراً أنه نموذج للباحثين الجادين الساعين إلى تغيير واقع مجتمعاتهم نحو الأفضل من خلال المعرفة والكتاب ونشر الثقافة، وتحدث عن أهمية مراكز الفكر والبحث العلمي في استشراف الأحداث وتحليلها وتقديم رؤى تساعد في وضع أجندة لمواجهتها برؤية علمية وازنة. وأكد الدكتور محمد العلي أهمية التكنولوجيا الحديثة في تعزيز البحث العلمي، مشيراً إلى إطلاق مركز تريندز، في إطار مواكبته للتطورات التكنولوجية، روبوت الدردشة المعزَّز بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي(ECO)، ما يُتيح للمركز القدرة على التواصل مع الجمهور بشكل أكثر ذكاءً وكفاءة، وتقديمَ تجربة بحثية وإعلامية متطورة. كما افتتح المركز مكتبه الافتراضي في القاهرة المزوَّد بوحدة تستخدم التكنولوجيا والذكاء الصناعي، وذلك ضمن رؤيته البحثية الشاملة وسعيه إلى توسيع قاعدة انتشاره بما يعزز دراساته وبحوثه، ويحقق أهدافه بوصفه جسراً معرفيّاً عالميّاً. بدوره تحدث الكاتب الكوري الجنوبي لي كي أونغ باستفاضة عن تجربة مدينة باجو التي وصفها بأنها عاصمة النشر والثقافة في كوريا، مشيراً إلى أن المدينة تضم نحو 300 دار نشر وآلاف الأشخاص الذين يعملون في نحو 150 مبنى في أعمال الطباعة والتوزيع والنشر. كما تضم متاجر متنوعة لبيع الكتب بأسعار زهيدة، إلى جانب تنظيم المهرجانات السنوية الخاصة بالكتب التي تستقطب ملايين الزوار، ولاسيما المهرجان الدولي لكتاب الأطفال، ومهرجان الكتاب الدولي السنوي. وأكد أونغ أهمية توظيف التقنية الحديثة في المجال الثقافي، مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة تؤدي دوراً مهمّاً في نشر المعرفة والثقافة وتسهيل عمليات طباعة الكتب والإصدارات المختلفة وتوزيعها، إلى جانب تعزيز التقارب والتعارف بين الثقافات المختلفة. وتطرق إلى تجربة مدينة كتاب باجو الرائدة في هذا الشأن، مبيّناً أهمية توظيف البرمجيات الحديثة واستخدامها في طباعة الكتب وتعزيز انتشار محتواها المعرفي، إضافة إلى أنها مدينة مستدامة تستخدم مواد صديقة للبيئة.
مشاركة :